معتمد الخرطوم يحتفي بمحلات التدخين

حسن اسحق
في حادثة قد لا تكون غريبة في عهد حراس النوايا الذين يبحثون عن ما يقوم به الناس، ويحصون الانفاس والتحركات والضحكات ليميزوا ان كانت ضحكة تتماشي مع الشرع، ام ضحكة تثير رغائب العقل الجمعي، واصبح الناس  يخشون الافصاح عن ما يفرحهم، وكل اماكن الترفيه التي يقصدها الناس،صارت
شبه مغلقة، بقرارات محلية ، وباصدار اوامر لتنفيذ حملات علي اماكن الشيشة ، ولا يتوقف الامر علي هذا الحد،وقد يحلق ببائعات الشاي، والوجبات البلدية ،وبائعي الفواكه بالمطاردة والملاحقة والمصادرة. وقبل فترة اصدرت السلطات قرارات مزاجية الطابع بمنع واغلاق محلات الشيشة ، لانها تسبب امراض منها السرطان وغيره ، وتطبيق عقوبة السجن والغرامة علي صاحب المحل والمتعاطي ، وكأن الحكومة تهمها صحة المواطن السوداني، فهي تحصل علي ضرائب من اصحاب شركات المعسلات والسجائر، وتجار كبار من هذه الشركات العاملة في مجال التدخين تدعم الحكومة بالاموال، ولذا كيف تدخل ماكينات الشركات واسبيراتها الي البلاد ؟، اذا كان تصنيفها يسبب هذه الامراض السرطانية،ولها رغبة في محاربته والقضاء عليه . وفي دولة الاوهام السماوية، وتحسين منظر العاصمة ، وافراغها من المظاهر السالبة، وتحسين صورتها امام الاجانب . كل هذا ينفذ، ويكون خصما علي المواطنة/والمواطن. وقام معتمد الخرطوم نمر بزيارة مفاجأة الي بعض محلات الشيشة في العاصمة،ليتفقدها ، وحضر معه يوم الخميس الماضي عدد كبير من سدنته، ليكون منظرها جيد، قام اصحاب المحلات، بعد ان سمعوا بقدومه، باخراج الحبشيات العاملات كبائعات شاي، واستبدالهن بسودانيات يعملن بفترة مؤقتة حتي مغادرة نمر، فهو يعلم ان الحبشيات يعملن في كل اماكن الشاي والشيسة في الخرطوم ،والمدن السودانية، والمعتمد يغض الطرف، ويصر علي انه لا يعلم . ان زيارة الخميس لهذه الحملات، اذن لاصحاب الاماكن بالعمل، لكن بعد اصدار تصاديق شفوية من المحلية، وما قدومه الا تأشيرة حكومية لهم،وكبح خوفهم من الحملات. ان المعتمد نمر لديه حساباته الخاصة، لان الاماكن واصحابها لديهم نفوذ يحميمهم من تنفيذ القرار ضدهم . فهم دائما بعيدين عن الصورة، ولكنهم يراقبون املاكهم عن قرب شديد ، لا يطالهم القانون، بتلفون من ضابط الحملة او جندي يغلق صاحب التدخين مكانه . ان المعتمد يزور المحلات، ولا يهتم الشاي، والوجبات الشعبية، كان عليه ان يزورهن اولا، ليعرف معاناتهن في الحياة ، وتكبدهن الشقاء في سبيل توفير لقمة الخبز ..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *