سهام المؤتمر الوطني تطال طلاب دارفور في الشرق الاقصي

حسن اسحق 
لم تنتهي قضية طالبات دارفور المعتقلات منذ ثاني ايام عيد الاضحي،الاسر السودانية ضحت بخراف العيد، فلم تجد سلطة الامن الا ان تفتدي الفتيات بالاعتقال والتعذيب والضرب والالفاظ العنصرية للمشروع الحضاري الذي يسابق لوضع خظة اسمنتية اخري لنصف عقد قادم، لم تنتهي القضية، لان الطالبات في مازالوا في حوزة جهاز الامن، كأنهن رهائن له، وهذه قريبة لقصة الفتيات النيحيريات اللاتي قبض  عليهن تنظيم بوكو حرام النيجيري قبل اشهر من داخل مدرسة للبنات في مايدوغوري ، فهو شبيه بالنظام الحاكم،من حيث العقيدة التي يتبعها، تنظيم اسلامي منحرف، ومتورط في الدموية،والمؤتمر الوطني هو الحاكم بأمر السماء، وله روشته الدموية، وبوكو حرام يجتهد للوصول الي المنصة الرئاسية، يتخذ من الفقه التبريري والانتهازية الدينية طريقا لذلك،ويحلم ان يؤسس دولته علي هدي اخاه الاكبر، او سمه الشيطان الاكبر. نهاية الاسبوع في تصعيد قضية الطالبات المعتقلات، ونظمت مبادرة لا لقهر النساء وتجمع روابط دارفور، وحركتي التغيير الان وقرفنا وقفة امام المفوضية القومية لحقوق الانسان تضامنا مع الطالبات المعتقلات،طالبت المذكرة باطلاق سراحهن،والتحقيق في انواع التعذيب والاطمئنان علي المعتقلات والتعرف علي اوضاعهن، واعتقل جهاز الامن (13) طالبة من دارفور، وهن،منال ابكر،سلمي دقيس، سعدية بخيت الامام، حواء سليمان الدومة، عرفة محمد ابراهيم،علياء حسون، مواهب ابكر، سمية خميس تربوش، رانيا حسن، رحاب حامد ادم، اعتزاز محمد عبدالكريم، رقية موسي الجزولي، نهلة عبدالرحمن.
الي الان اسر المعتقلات لا تعرف المكان الذي يعتقل فيه الطالبات، وماهي حالتهن الصحية، والحكومة ليس لديها الاستعداد لفتح تحقيق حول قضيتهن، واما السيسي السوداني الذي لا يشبه السيسي المصري الا بالاسم يستغرق علي اريكة المؤتمر الوطني في الحكم،لا حس ولا خبر ولا جواب (قاعد ساي) وما (احلي القعاد ساي) في بلد تحكم بعقلية (الهمباتة). والمؤتمر الوطني لم يحترم حتي التجاني السيسي الذي وقع معه اتفاق الدوحة،ويصر علي ان المنبر الوحيد للتفاوض بشأن قضية دارفور الدوحة القطرية، واي اتفاق لابد ان يأتي وقف انجز  قطر البترودولارية،مادام السيسي رقم مهم للمؤتمر الوطني، كان من باب (الدهنسة) ان يقدره، حتي لو نظروا اليه ك(كترلة) ناقصها سائق حريف،ما حدث في ثاني ايام العيد، اكد ان السيسي السوداني بعيد عن حسابات النظام، يتلاعبون به، فهو في اعلي سلطة اقليمية دوره لم يكن موجودا، بشأنهن،الطلاب والروابط تضامنوا وطالبوا باطلاق السراح ، وفتح  التحقيق حول مأساة العيد، هو ساكت ويتجاهل الام الاسر، والصمت علامة رضا علي ما يؤديه المؤتمر الوطني من انتهاكات تجاه الطلبة المفروض ان يقدم لهم المساعدة .
يبدو ان انسان دارفور سواء في الاقليم وبقية الولاية حظه من الحكومة القتل والتشريد والاغتصاب والاعتقال، والسجن، هذا ما يقدمه المؤتمر الوطني للانسان الدارفوري الذي لم يذق طعم الراحة والاستقرار،لو ابتعدت عنه المجاعة، ظهرت في الطرف الاخر الصراعات القبلية،والتسليح القبلي،ودعم قبائل ضد قبائل اخري،ويكون هو الحكم غير النزيه،وشبيهة بقفشات الاطفال الصغار(مديدة حرقتني) يشاهد الدماء تسيل والاسر تنزح وتتشرد،هي عقلية مصاصي الدماء،يستلذ بتعذيب الضحية،ويمتص الدم لاخر رمق،وبعدها يستعرض قوته،لا اريكم الا  ما اري،فطلاب دارفور يتعرضون للاعتقال من جهاز الامن بتهم الانتماء الي الحركات المسلحة،والتحريض علي العنف ضد النظام ،فالنظام هو من يمارس العنف،علي مرأي ومشهد الجميع،وفي  قضية اخري قبل اشهر فصلت جامعة غرب كردفان في النهود العشرات من طالبات وطلاب دارفور،وسجن بسبب هؤلاء الطلاب، البروف صديق نورين الذي يدرس في النهود 9 اشهر بقانون الطوارئ،متنقلا بين النهود والابيض والنهود،واطلق سرحه،ويقول القريبون منه،ان الذي حدث،كان سلوك عنصري من ادارة الجامعة،مع قيادات عليا في غرب كردفان،لا لشئ الا لان اصوله من دارفور،وكان يساعد الطلاب في قضاياهم الملطبية،من رسوم وسكن،وادارة الجامعة نظرت اليه كمعارض لها،وزجت به في المعتقل،وحرمت طلابه من مجهوداته الدراسية التي كان يقدمها للطلاب،باعتباره من اميز المدرسين واكثرهم  جهدا واخلاصا لعمله،وكانت المكافأة حبس استمر ل9 اشهر،اذا كان  المدرسين الجامعيين يعاملوا بهذه الطريقة،هل تتخيل ان تحترم الطالبات والطلاب من نظام المؤتمر الوطني؟ فالاجابة يعرفها سائق الدرداقة وبائعة الشاي،ومن تجلس علي شجرة في معسكرات الحصاحيصا وكلمة وييدا..
.
من قضية طالبات داخلية البركس المعتقلات،وطلاب النهود المفصولين،نتحول الي شرق السودان،هذه المرة لم يعتقل احد،ولكن تكررت مأساة طلاب غرب كردفان في شرق البلاد،حيث فصلت جامعة القرآن كلية الشريعة والقانون فرع بورتسودان اربعة طلاب من دارفور،وذلك لاتهامهم باحداث شغب داخل الجامعة ،وكشف احد الطلاب ان الفصل جاء علي خلفية رفع الطلاب الاربعة وهم من النشطاء مذكرة الي ادارة الجامعة بأسم رابطة ابناء دارفور في شهر مارس الماضي،طالبوا فيه بمحاسبة احد الطلاب الاسلاميين اساء الي ابناء دارفور في الجامعة،وقال الطالب ان ادارة الجامعة تعهدت بمحاسبة الطالب ولكن حدث العكس،حيث قامت الادارة بفصل الطلاب الاربعة،وهم صلاح الدين النور هارون بالسنة الرابعة،فصل لمدة عامين،وسليمان يونس احمد بشارة السنة الثالثة فصل لمدة عامين،مدثر ابكر محمد ادم السنة الثانية فصل لمدة عام،اسماعيل احمد موسي السنة الثانية فصل لمدة عام،وناشد الطلاب باعادة النظر في القرار،لان الطلاب الاربعة لم يقوموا بارتكاب سلوك مخالف للائحة الجامعة او بارتكاب عمل مخالف للقانون الجنائي.. فصل هؤلاء الطلاب بسبب تقديم مذكرة للادارة الجامعية تطالب بمحاسبة طالب اسلامي منتمي الي العصبة الحاكمة،فلماذا يحاسب،طالما الكبار يدوسون القانون تحت احذيتهم،حتي لو اساء فهو فوق المحاسبة،وفوق القانون،وهم فوق كل شئ،وكما تقول الاغنية الشعبية( نحنا اسياد الشي ذاتو)،نسئ ونعتقل ونفصل ونضرب،هذا السلوك ينطبق مع مقولاتهم المتكررة( الماعجبو يرجع بلدو)،وتكرر المآسي في السودان وضحاياه طلاب دارفور في معظمها،اغتيالات مجهولة الفاعل،منها علي سبيل المثال طلاب جامعة الجزيرة في نهاية عام 2012،وعلي ابكر موسي في مارس من العام الحالي،وغيرهم ،اغتيلوا والجناة يمرحون علي احزان الاسر المكلومة،ولا شئ من تحقيق فتح.
وفي منطقة الازمة في الاقليم الغربي تمارس كل السياسات للقهر والطرد،والادوات المألوفة وطرق الحسم السريع،لانتاج اكبر عدد من النزوح والهروب،ونفس الماكينة المستخدمة في اقليم دارفور،يعاد تسميتها باسلوب جديد يمارس الفصل والاعتقال والقتل،بدلا من الطائرات الحربية،انهم الجنجويد في تربصهم القديم.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *