مصادر إعلامية إسرائيلية: الغارة على بورتسودان استهدفت سودانيا يهرب الأسلحة إلى غزة

السلطات السودانية تلقي القبض على اثنين يشتبه أن لهما علاقة بحادث القصف
لندن: مصطفى سري غزة: «الشرق الأوسط»
كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الغارة التي شنتها طائرات إسرائيلية قبل أسبوعين على سيارة في بورتسودان، استهدفت المواطن السوداني عيسى هداب، الذي تدعي تل أبيب أنه يهرب الأسلحة إلى قطاع غزة.
وأوضحت صحيفة «يديعوت» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس أن هداب كان قد نجا من غارة جوية إسرائيلية سابقة عام 2009، حيث استهدفت طائرات إسرائيلية وقتها قافلة شاحنات ادعت تل أبيب أنها حملت أسلحة مهربة إلى القطاع عبر السودان، أسفرت عن مقتل 119 شخصا. ويذكر أن الغارة الأخيرة التي استهدفت سيارة هداب قرب بورتسودان أسفرت عن مقتله مع سائقه الشخصي أحمد جبريل. وقد استخدمت إسرائيل في عملية القصف طائرة من دون طيار من طراز «شوفال».

إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول إلقاء السلطات السودانية القبض على مشتبه بهم في قصف إسرائيل لسيارة في مدينة بورتسودان. وقال رئيس النيابة الأعلى في بورتسودان، محمد عثمان عبد الله عمر، إن النيابة وجهت الاتهام لمتهمين اثنين في الحادث. كما قال سياسي بارز إن السلطات ألقت القبض على من وصفهم بأنهم مواطنون أبرياء لا علاقة لهم بتجارة الأسلحة أو الصراع العربي – الإسرائيلي. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الأمنية اعتقلت أكثر من 10 أشخاص بينهم من ينتمون إلى تنظيمات سياسية أبرزها «المؤتمر الشعبي» الذي يقوده حسن الترابي، لكن لم يتسن التأكد من الحزب لنفي أو تأكيد ذلك.

ومن جهة أخرى، أوضح رئيس النيابة الأعلى مدير الإدارة القانونية في البحر الأحمر، محمد عثمان عبد الله عمر، في تصريحات صحافية أن النيابة وجهت الاتهام لمتهمين اثنين في الحادث مؤكدا أن التحريات أثبتت أن المالك الحقيقي للسيارة – لم يفصح عن اسمه بل رمزت إليه بحروفه الأولى – يعمل في تجارة السيارات، مشيرا إلى أن المتهم ذكر أثناء التحري أنه باع السيارة إلى المقتول في الحادث (عيسى هداب) غير أنه لم يبرز مستندات تؤكد بيع السيارة للطرف الثاني. وقال إن النيابة وجهت التهمة له بعد التأكد من الاتصالات المكثفة بين الطرفين منذ الأول من أبريل (نيسان) الحالي إلى الخامس منه، وإن التحريات رصدت أن مالك السيارة اتصل بالقتيل أكثر من 5 مرات في يوم الحادث نفسه، وقال إن التحريات ما زالت مستمرة.

من جهته، قال القيادي في تنظيم «الأسود الحرة» السابق الذي تشكل من قبيلة الرشايدة العربية في شرق السودان، مصلح علي محمد نصار، لـ«الشرق الأوسط»، إن من تم اعتقالهم مواطنون أبرياء لا علاقة لهم بتجارة الأسلحة. وأضاف «العمل السياسي في السودان لا يختلف عن النشاط الرياضي بأن من لديه الأموال يصبح سيد الموقف والأبرياء هم الضحايا»، وقال إن الحكومة تعرف من هم الذين لديه علاقة حقيقية بتجارة السلاح، وهم طلقاء الآن، مشيرا إلى أن السلطات تقدمت ببلاغ ضده لأنه جاهر بما وصفه قول الحقيقة. وتابع «هل اتهامات التجسس لصالح أي جهة كانت موجودة قبل توصل حركات المعارضة إلى اتفاق مع الحكومة، أم بعد أن وقعت؟»، وأضاف أن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول الحادث الأخير.

إلى ذلك، قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن السلطات الأمنية ألقت القبض على أكثر من 10 أشخاص يشتبه أن لهم علاقة بحادث قصف السيارة في بورتسودان. وأضافت أن من بين المعتقلين قياديا وسيطا في حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي، إلى جانب أفراد من قبيلة الرشايدة العربية التي تنتشر في شرق السودان. وأشارت المصادر إلى أن السلطات لم تلق القبض على أي أجنبي، لكنها لمحت إلى أن المدينة تتحدث عن أن من بين المقبوض عليهم من يحملون الجنسية الإريترية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *