مسؤلية صناعة القادة الراشدين فى السودان تقع على عاتق النساء فلا ندع نفوس نساءنا تنكسر فبأنكسارهن سينكسر المجتمع

 هنالك مثل فى السودان يقول  ان،، المراءة كن بقت فأس ما بتكسر رأس،،.فبهذا المثل فقد المجتمع السودانى أحترامه للمرأ ة، وهنا نعنى مجتمع الرجال الذين ينظرون للمرأة بأعتبارها أداه بيد الرجل يستغلها متى أراد ويستغنى عنها متى شاء، ناسياً أن المرأة قبل كل شيىء هى ألأم التى أنجبته وهى تقاسى أقصى الالآم التى لايستطيع الرجل تخيلها ، وبعدها هى التى تتولى دور التربية والتنشأة فتسهر الليالى لكى تجعل من الرجل شخص يبلغ أشده، ونسيى الرجل ايضا أن المرأة هى شريكة حياته والتى يسعد بها ان احسن نظرته لها كشريكة لا كخادم له، وكذا الحال المرأة هى الجدة التى تعتبر المرجع الاول للتأريخ والتى تغرق الرجل بتفاصيل عن الاحداث التأريخية قل ما يجدها فى المراجع المكتوبة ، ولكن   الرجل سرعان ما   يتحول الى قاهر للمرأة لا لسبب غير انها انثى.
 نعود لمثلنا الذى افتتحنا به هذا المقال لنرى الى أى حد أوصلنا هذا المفهوم الخاطىء خاصة فى السودان البلد الذى اختلط للناس فيه ما بين الحلال والحرام وما بينهما من مكروهات ومباحات فأصبح الكل يتخبط فى ألامور ويفتى فى الحياة كما يحلو له وكل هذا بسبب الجهل الذى تراكم على السودانيين لفترات طوال. فالأصل فى الانسان أن يُحترم لأنه لم يُخلق للاذلال والاحتقار به فلفظ الانسان هنا عام وشامل الجنسين المرأة والرجل معا حتى لا يظن من يعيش الجاهلية المعاصرة أن الامر خلاف ذلك ، وهذا اللفظ معمم تقريبا فى كل اللغات فى العالم فعلى سبيل المثال فى الانجليزية man  قد يظن البعض أن ذلك اللفظ يقابل لفظ   woman فقط والذى يعنى المرأة وبالتالى لفظ man تعنى الرجل ولكن المعنى أشمل من ذلك فيتعداه الى أن يشمل الجنسين كالانسان فى العربية ،  تعنى الانسان بمعناه ألاشمل وهكذا فى اللغات الاخرى فالمهم هنا ان الانسان له حقوق فمن الحقوق الاساسية الاعتراف بأنسانيته فأذا التزمنا ذلك الشرط فهو مفتاح لمعالجة القضايا المستعصية فهذا الحق أى حق الانسانية أعترفت به بل ثبتته كل القوانين سواءا كانت تلك القوانين منبثقة من الاديان أو الاعراف وهذا لاهميته القصوى ، فالذى لا جدال فيه أن الله لم يخلق انسان كى يسلط عليه آخر ليستغله ويحتقره  ، ولكنه ظلم ألانسان للأنسان هو وراء  ما يحدث فى هذه الارض من انتهاك لحقوق الانسان.
  هلموا لنرى كيف نشأة علاقة التسلط هذه بين الناس ، فهذا يعود الى التنشأة ، ففى أى مجتمع يوجد شواذ متسلطين وقد يتميزوا هؤلاء بقدارت استثنائية تميزهم عن الاخرين كالمستوى التعليمى ، امتلاك للمال ، الذكاه ، قوة اقناع الاخرين بسهولة وغيرها من الصفات التى تميزهم من العامة ولكن غالبية هؤلاء يستخدمون قدراتهم الاستثنائية تلك ضد الاغلبية ذات القدرات المتواضعة ويستغلونهم لمصالحهم الذاتية وباستمرار ذلك السلوك تنشأ مجموعة ثالثة ما بين المجموعة الاولى والثانية فتقوم هذه المجموعة الجديدة كى تخفف عن نفسها تحاول هى الاخرى استغلال ما تراها اقل منها قوة فيستمر الوضع هكذا الى أن يبدأ الكل فى البحث عن قوة فى نفسه كى يفرضها على الذى يظن أنه اضعف منه وبهذا يبدأ الصراع  للاستيلاء على مركز القوة فيتعارك الكل ولكن يبقى صاحب القوة هو الاقوى والذى غالبا ما يكون من المتسلطين الا ما ندر فبتلك الطريقة تشكلت نفوس الناس و اصبح قانون يفرض على المقهورين  والذى لا علاقة لذلك القانون بالعدالة الانسانية ولا بالغرض الذى خُلق الانسان من أجله ، فاذا ما حاولنا تطبيق ذلك على السودان نجد أنه يعانى من مرض التلسلط وهذا تكمن خطورته عندما تكون القوة بأيدى جهال حتما لن يحسنوا استخدامها، ما أروع حديث أحد الزعماء الامريكان وهو( أبرهام لينكولن) الذى قال ( أتمنى أن تنموا حكمتنا بنمو قوتنا I Hope that our wisdom grow with our power ) هنالك دول استطاعت شعوبها أن تتصالح مع نفسها ويتنازلوا من كبريائهم ونظروا للواقع كما هو، ليس كما يحدث لاعيننا التى بها غشاوة والتى تُعتِم الرؤيا فنرى الاشياء مانريد وليست كما هى وهنا تكمن الازمة  فأى قوة بيد جاهل هى تشكل خطر وهذا مانعاني منه فى السودان.
  فى هذا المقال نقتصر الحديث عن رؤيتنا للمرأة على الرغم من أن الامور التى لانراها كما هى لا تحصى ولا تعد ولكن أهمية النظرة الحقيقية للمرأة تكمن فى أنها البداية لحل ازماتنا ألاخرى وايضا مؤشر واضح لاستعادة انسان السودان لعافيته.
  فنحن فى السودان تمت تنشأتنا على أن الرجل هو الافضل فى كل شيىء ، هل حقا العدالة الانسانية من أعطته هذا الامتياز ، ألامر ليس كذلك ولكن كما زكرنا فى الفقرات الفائته فى هذا المقال أن الامر لايتعدى القوى آكل والضعيف مأكول، فألرجل ونسبة لتكوينه الفيزلوجى الذى يمنحه قوة بدنية أكثر من المرأة ، وتكوين المرأة لأعتبارات الانوثة أكثر رقة من الرجل ، لذا يقوم الرجل مستغل قوته تلك لاخضاع المرأة لسلطانه حتى استسلمت له المرأة حيث بلغ بها الوضع الذى ظنت فيه أن الامر بقانون سماوى وليس تسلط بشرى ، هذا الامر وجد فى كل المجتمعات فى العالم ولكنه بدرجات متفاوتة ، أيضا نجحت بعض المجتمعات الممتطورة الى حد كبير التخلص من هذه الظاهرة السالبة ، وهذا ساعدها كثيرا لتخطى عقابات كبيرة .
  فى السودان التنشأة اخذت منحى غير المنحى الصحيح فيتم تنشأة الذكور على أنهم الافضل من بين الابناء وخاصة عندما تتكون الاسرة من ذكور واناث فأول ما يتعلمه الابن الذكر للتعامل مع من حوله هو التلسط فى اخواته حتى ولو كان هناك فروق عمرية كبيرة بينه واخواته كأن تكون اخته اكبر منه ، فهذا ليس لأنه بالفطرة كذلك ولكن تنشأته الخاطئة هى التى تدفعه الى ذلك لأنه وجد مساعدة من المتسلط الكبير وهو والده الذى يشجعه على عدم احترام اخواته بأعتبارهن تحت تصرفه ، ولكن ذلك الوالد نسى أن تأمين الجاهل على بشر هو من أكبر الاخطاء والتى لها مردود سالب كما نعانيه نحن اليوم فى السودان ، أما ضحية الرجل (المرأة ) تقع تحت تسلط الوالد والاخ وألام التى اعياها تسلط الرجل فتلعب كل هذه العوامل دور تكاملى لتؤثر على نفسية المرأة وبالتالى تستسلم لقدرها الذى جعلها أنثى ولا تنشأة الا وهى تنتظر القرار من صاحب الحق والذى هو الرجل ، وتستمر هذه العوامل تؤثر على نفس المراة الى أن تبلغ سن الانجاب وهى منهزمة أمام الرجل بمجرد ما تصبح أم أول ما تفعله بعد الانجاب أذا انجبت بنت فتقوم بأعطاءها اول درس وهو أن فى هذه الدنيا  كائن قوى يسمى رجل وهو صاحب الحق الوحيد وهو الآمر والناهى فى كل شيى ويجب أن تخضعى لسلطانه والا سوف العاقبة تكون وخيمة ، وقبل ذلك عندما تصبح زوجة تحمل معها وصايا والدتها الى منزلهما فتبدأ عملها كخادم وليست كشريكة فى ذلك البيت الا ما ندر ألامر الذى يثبت لها أن الرجل هو الكل فى الكل وصاحبنا طالما هو جاهل بأهمية ودور المرأة يستمرأ عزابها ويستمتع بأهانتها كيف لا وهو قد وجد ما هو ادنى منه كى يفرض عليه ما يريد وهو بذلك يظن أنه مكتمل الرجولة ، وخاصة عند المجتمعات المتخلفة مثل السودان تجد مجتمع الرجال يفتخرون بأهانة زوجاتهم ولا يرى الزوج  أدنى حرمة أن يسيء الى  زوجته أمام الناس ويشتمها ، والاسوأ من ذلك عندما يساعد احدهم زوجته أويؤآنسها يقولون له أنه مملوك للمرأة ، لذا تجد الرجل يكون منبسط الوجه عندما يكون خارج البيت وبمجرد عودته اليه تجده مربوط الوجه لا لسبب غير أنه يظن أن بمظهره هذا يبرز رجولته أمام زوجته وهى الاخرى تقوم بخدمته بسرعة فائقة ليس أحتراما ولكن الخوف من العاقبة ، فبهذا تقع المرأة فريسة للرجل يستغلها و ويبتزها  حتى ترضخ له ، وأشكال الابتزاز كثيرة منها على سبيل المثال كأن يهدد الرجل زوجته بأنه سوف يقوم بالزواج من  أخرى وهذا يمثل تحدى واضح للمرأة لأنها أول ما تفكر فيه هو أنها ناقصة ولم تستطيع تلبية طلبات زوجها لذلك اقبل زوجها على الزواج من أخرى ، فحتى لا يحدث لها ذلك تستسلم للرجل وتقوم بأى عمل يرضيه ، اليس هذا من اقصى درجات الظلم للانسان؟! وكذلك التهديد بالطلاق من ابشع صور القهر ضد المرأة وعندما تهدد به يصل بها ألامر الى درجة الاستسلام للرجل تفاديا من وقوعه، ففى المجتمعات المتخلفة تزداد حالات الطلاق أكثر منه فى المجتمعات المتطورة ، وغالبا حالات الطلاق تقع أكثرها بعد الولادة ألاولى بزمن قصير وذلك له اسبابه القديمة ، ففى الشهور الاولى من حمل المرأة يحدث تغيير فيزولوجى فى جسمها وهذا التغيير يؤثر على نفسية المرأة  الامر الذى يسمى فى السودان بالوهم) وهذا الامر يحدث لا اراديا فبذلك يتقلب مزاج تلك المرأة وهى تبدأ فى مقاومة بعض سلوك الرجل الذى يرى فى الامر غرابه فيقول فى نفسه ، أى أمر هذا كيف تخالفنى هذه المرأة ويبدأ هو الاخر لابرازقوة أكبر قد يصل احيانا للضرب وأحيان قليلة للطلاق، فيكون غاضبا منها الى أن تنجب ذلك المولود الذى قد يكون من الاناث لتبدأ والدتها اعطائها الوصايا أو قد يكون ذكر وينشأء بالتلسط ، وبعد فترة من الولادة يسترجع الرجل ما حدث له من زوجته فى فترات الحمل الاولى وأى تكرار لذلك السلوك من الزوجة يعنى بالنسبة للزوج أنه تحدى واضح لسلطانه فهو يقوم بايقاع عقوبه صارمة عليها قد تصل الى حد الضرب أو الطلاق أو جلب الضرة وهكذا ، وهذا الامر له تأثير سالب على نفوس الابناء الذين ينشأوا ضعاف النفوس وينعدم عندهم الثقة بالنفس لآنعدم الثقة فى والدتهم كما يرون ووالدهم المتسلط فهم لا يرون فيه عدم الثقة لانه يخفى عدم ثقته بالتسلط ولكنه يعانى من ذلك المرض بصورة اكبر من المرأة.
 مفهوم الرجل السودانى بالنسبه لتعليم المرأة فلعهد قريب جدا كان الرجل السودانى يرى أن التعليم بصفه عامة الهدف منه هو التوظيف للعمل بدواوين الدولة ، وان كان هذا المفهوم سائد حتى الان فى كثير من المجتمعات ، فبهذه النظرة الخاطئة للتعليم اصبحت المرأة هى الضحية ايضا لأنه طالما ان التعليم الهدف منه التوظيف والمجتمع له رأى فى توظيف المرأة  النتيجة الحتمية ستكون اقصاءها من التعليم لأنه لا يوجد أى غرض بتعليمها بحجة أن المرأة مهما تعلمت فمكانها بيت زوجها ، هذا المفهوم الخاطىء تجاه المرأة  قلل من فرص التطور والوعى فى السودان لأن الوعى ليس مقتصرا عند الرجال فحسب بل الرجل والمرأة  مُنحا مقدرات عقلية متساوية فالوعى والذكاة لا علاقة لهما بالجنس ، فتجميد نصف الطاقة العقلية للمجتمع  له عواقب وخيمة كالذى نعانى منه فى السودان الذى عطلنا نصف الطاقة العقلية العاملة فى السودان ونعمل بالنصف الاخر وليته هذا النصف الاخر يعمل بكفائة ولكنه جزء كبير منه معطل وهذه هى الكارثة التى المت بنا.
 مما سبق وضح أن الرجل الذى وصفناه بالمتسلط  لم يقبل على ذلك السلوك بمحض ارادته ولكن هنالك قوة أكبر منه تسلطت عليه واوصلته الى المرحلة التى يبحث فيها عن من  هو اضعف منه ليتسلط عليه فى ظنه بتسلطه على المرأة قد يعيد له ذلك اعتبارة ، فالجهل هو أكبر متسلط وأكبر عدوا للأنسان وهو مدمر لكل شىء ، ألم يكن جهل الرجل بأهمية المرأة فى تطوير المجتمع هو الذى أوصله الى الحد الذى يترك الرجل ينظر الى المرأة بمجرد دمية فى يد صبى أليس هذا المفهوم هو الذى كسر نفوس النساء بحيث لا ينجبن الا قادة لا يصلحوا حتى لقيادة قطيع من نعاج ، اليس هذه حقيقة فى السودان انظر الى القادة الذين تعاقبوا على حكم السودان ، ألم يقتلوا الملايين من أبناء السودان هل من نشأ تنشأة صحيحة يقبل على فعل هذه الافاعيل التى  أفقدت السودان جزء عزيز لا يمكن تعويضه ، ألم يكن الجهل وراء الخوف من التداول السلمى للسلطة فى السودان .
  كيف نجد حل لهذه المعضلة ؟ الاجابه على هذا السؤال واضحة وممكنة وان كانت سوف تحتاج الى وقت ولكن المهم أن نبدأ فى الحل كما يقال فى المثل مشوار الالف ميل يبدأ بخطوه ، فاذا بدأنا من ألأن سوف يصل السودانيين الى الحل الناجع حتى ولو بعد اجيال بشرط أن نبدأ بطريقة صحيحة ، فالطريقة الصحيحة تكمن فى ألاعتراف بالحقوق الاساسية لأى انسان فاذا ما فعلنا ذلك مباشرة يعنى الاعتراف بدور المرأة الفعال فى المجتمع والذى جمدناه طويلا ، وتغيير نظرتنا السالبة تجاهها فبذلك تستطيع المرأة استعادت عافيتها و استرجاع قوتها المسلوبه وبالتالى تبدأ فى تنشأة اناس واعيين واثقين من أنفسهم ، اما فى حالة الاستمرار فى كسر نفوس النساء فلن ينجبن الا ابناء منكسرين وهو يعنى مجتمع منكسر فما هو فائدة المجتمع المنكسر؟! معا لنعيد للمرأة مكانتها ودورها فى المجتمع السودانى ونبنى مجتمع سليم ومعافى ، علينا أن نضع الثقافات التى  تقلل من قيمة الانسان جانبا ونبصم بالعشرة على الثقافات التى تعترف بالانسان . أخيرا هنالك عبارة لا أتفق معها مهما يكن مركز قائلها لأنها تنافى الواقع البشرى والعبارة هى ( لا يفلح قوم ولوا أمرهم أمرأة ) فبدلا عن ذلك يجب أن تكون العبارة ( لا يفلح قوم ولوا أمرهم جاهل) من هو الاخطر للمجتمع أمرأة عاقلة أم رجل جاهل انى متأكد أن من بنفسه جاهلية معاصرة سوف يقف مع الرجل الجاهل الذى أوصل المجتمع الى هذا الوضع الذى لا يطاق.هل بعد  كل هذا المرأة لو بقت فأس ما بتكسر رأس ، ماننشده أن نرى المرأة فى السودان تعمل مع الرجل جنبا الى جنب  لينتجوا مجتمع واثق من نفسه لا نريد الامثال التى تحطم المجتمع وتسبب فى كسر النساء لأن بأنكسا رهن سينكسر الرجال وبأنكسار الاثنين معا سينكسر المجتمع وهذا يؤدى الى فقدان الانسان لقيمته وهذا ما لانريده لمجتمعنا والتحية لكل النساء والرجال الذين يحترمون المرأة.
                                                    
 عبدالعزيز دانفورث
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *