محليات كرنوي وأمبرو والطينة وموضوع عودة اللاجئين والنازحين

بقلم مهندس صديق نايرعروس(محليات كرنوي وأمبرو والطينة وموضوع عودة اللاجئين والنازحين)
العودة لأرض الوطن والمناطق الأصلية التي غادرها اللاجئون والنازحون من دارفور بسبب الحرب التي اندلعت قبل تسعة سنوات أمر لا بد منه بل حلم كل شخص يتخذ من الخيمة البالية أو الشجرة بيتا في المعسكرات النزوح واللجوء ولكن هذه العودة التي تروج لها عثمان محمد يوسف كبر والي الفاشر منذ سنين يجب أن تكون حقيقية وليست إعلامية كاذبة وأن تكون طوعية لا جبرية لأن عثمان كبر ومعاونيه من أبناء هذه المناطق الذين يذهبون إلى المناطق المهجورة في محليات كرنوي والطينة وأمبرو وغيرها من المناطق على متن طائرات مروحية لإخراج مسرحيات تلفزيونية من وقت لآخر لا يستطيعون إعادة اللاجئين والنازحين بهذه الأكاذيب والترويج طالما نواياهم غير صادقة في تجاه هذه المشكلة .

في الأيام الماضية لم يجد عثمان محمد يوسف كبر ومن يتاجرون بهذه القضية من أبناء هذه المناطق مادة إعلامية التي ترضي الحكومة في هذا الشأن سوى تلاميذ وتلميذات مرحلة الأساس الذين تمكنوا من إحضارهم إلى هذه المناطق المهجورة والمحروقة والمدمرة كليا لأداء الامتحان ومن ثم إعادتهم إلى معسكرات اللاجئين مرة أخرى بعد تحقيق الهدف الأساسي من إحضارهم (الإخراج الإعلامي ) مع علمنا تام بأن هذه المناطق لا توجد فيها سوى كميات كبيرة من الجيش وقليل من الرعاة الذين تواجدوا في هذه المناطق بسبب المراعي والحركات المسلحة التي تتنقل من مكان إلى أخرى ولكن ما يؤسف من هذا الموضوع هو أداء التلاميذ الإمتحان وهم يجلسون في التراب دون مراعاة لأبسط اعتبار لكرامتهم الإنسانية والأصل هو إيصال الأمتحان في معسكرات اللاجئين تحت إشراف وزارة التربية والأمم المتحدة كحق طبيعي مكفول لهؤلاء اللاجئين في المواثيق والأعراف الدولية باعتبارهم مركز من مراكز خارج السودان كما هو الحال في دول المهجر والسفارات وليست إحضارهم في ميادين المعارك والمناطق العسكرية الخالية من السكان لتعريضهم لخطر الموت كما أن إحضار التلاميذ والتلميذات في مثل هذه المناطق المهجورة ذات الكثافة العسكرية خطأ من الناحية التربوية حيث تسبب هذا الوضع الغير طبيعي إرهاب نفسي للتلاميذ وتؤثر في أداء الإمتحان إلى جانب تعرضهم للخطر إذا حدث هجوم من قبل الحركات للقواعد العسكرية في هذه المناطق.
إن العودة الطوعية التي يروجون لها من وقت لآخر لكسب ود الحكومة في الخرطوم وتضليل الرأي العام وبعض اللاجئين والنازحين المغشوشين لها شروط ومعايير دولية متضمنة في المواثيق والأعراف الدولية إذا لم يعرف عثمان كبر ومجموعته من أبناء هذه المناطق أو إذا كانوا يتجاهلون ذلك ومن هذه المعايير :
على المدى القصير :
1.    تحقيق السلام وإيجاد حلول لأسباب الصراع ولكن المنطقة حتى الآن في حالة حرب .
2.    توفير الأمن والحماية للعائدين وهذا غير متوفر في هذه المناطق التي تحدث فيها معارك بين الحركات المسلحة والجيش الحكومي من وقت لآخر فضلا عن الطائرات الحربية التي تلقي قنابلها في أماكن متفرقة من هذه المناطق لاستهداف الحركات المسلحة .
3.    أن يتم  العودة تحت إشراف الأمم المتحدة ممثلة في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين
4.    العمل على ضمان استمرار الإغاثة والعون الإنساني إلى حين إعادة اعمار المنطقة وتوفير البنيات الاسياسية.
5.    توفير معينات العودة الطوعية من الخدمات الأساسية مثل مياه الشرب النقية والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية والكهرباء وهذه المعينات لا تتوفر في هذه المناطق حتى الآن .
6.    توفير الإسكان اللائق للعائدين سواء ببناء مساكن جديدة أو تأهل المساكن القديمة ولكن عثمان كبر ومن معه من أبناء هذه المناطق يريدون من النازحين واللاجئين بأن يعود كل واحد منهم بخيمته البالية ويتخذ منها مسكننا بداخل منزله المدمر أو المحروقة أو المنهارة كليا ومن ثم يتصرف في اعادة بنائه بمفرده .
7.    توفير المعينات الزراعية كتقاوي والمعدات الزراعية التي تعين العائدين من إنتاج قوتهم ولكن عثمان كبر ومن معه يريدون من النازحين واللاجئين بأن يشتري كل واحد منهم (جراي وطورية ومنجل وفأس ) وينظف مزرعه وينتظر المطر .
8.    توفير الإعانات المالية الاسعافية التي تعين العائدين في توفير الاحتياجات الأساسية ولكن عثمان كبر يريد أن يعود الناس بلا شي وينتظروا الفرج من الله .
على المدى المتوسط :
1.    إعادة إعمار هذه المناطق وذلك بتأهيل المرافق المدمرة وتوفير الخدمات الأساسية من تعليم وصحة ومياه وكهرباء وتنفيذ مشروعات جديدة خاصة مشروعات البنية التحتية .
2.    تعويض النازحين واللاجئين تعويضا فرديا وجماعيا.
3.    محاكمة المجرمين ورتق النسيج الاجتماعية عن المصالحات.
4.    إنشاء مراكز لتدريب وتأهيل الشاب وتوفير فرص العمل بإقامة مؤسسات ومشاريع خدمية ومراكز تمويل في هذه المناطق.
5.    حماية حقوق الإنسان
على المدى الطويل:
تحقيق السلام الشامل والوفاق الوطني والتحول الديمقراطي وحماية حقوق الإنسان وتوزيع الموارد والثروات والسلطة بعدالة وإحداث التنمية المتوازنة المستدامة …الخ
هذه بعض الشروط التي يجب توفرها حتى يتمكن النازحين واللاجئين من العودة إلى مناطقهم الأصلية ولكن عثمان محمد يوسف كبر يريد إعادة الناس بدون أي معين ويقول لهم ( لقد وضعناكم أمام الأمر الواقع وأنتم في قبضتنا الآن ماذا أنتم فاعلون)
إذا كان هنالك من تفسير لهذه العملية فيمكن أن نلخص في الآتي :
1.    إن الهدف من وراء هذه المعوقات هو إعاقة العملية السلمية في المنطقة لفائدة بعض الجهات والمجموعات المستفيدة من استمرار الحرب.
2.    إن الهدف من وراء الموضوع هو إطالة مدة عدم الاستقرار ومن ثم زيادة معاناة النازحين واللاجئين والمشردين كعقاب جماعي على خلفية قيام الثورة من هذه المناطق .
3.    إن الهدف من وراء المعوقات هو تحويل سكان هذه المناطق إلى سكان مدن وتوطين الجنجويد والقادمين من دول الجوار في هذه المناطق.
4.    إن الهدف من وراء إعاقة عملية العودة هو المتاجرة بالنازحين واللاجئين  وجلب الدعم على حساب العودة الطوعية وذلك لتنمية مناطق غير متأثرة بالحرب وتمويل مشاريع لا علاقة لها بعملية العودة الطوعية والمناطق المتضررة
وعليه يوسف كبر وحكومته ومن معها ان يلتزامو بمواثيق حقوق انسان
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *