محاولات لتزوير الاستفتاء فى الشمال والخارج
جاءت نتيجة تسجيل الجنوبيين فى الشمال على عكس توقعات قادة الموتمر الوطنى الذين راهنوا على عدد الجنوبيين فى الشمال لترجيح خيار الوحدة. لقد مر اكثر من اسبوع على تسجيل الذين يحق لهم التصويت فى الاستفتاء والعدد المسجل فى الشمال لايتجاوز عشرين الف مسجل ، بينما المسجلين فى الجنوب يقترب الى مليونين ناخب. هذه النتيجة جاءت مخيبة لامال المتخصصين فى الشئون التزوير داخل الموتمر الوطنى ، وخاصة انهم يعتمدون على عدد الجنوبيين فى الشمال وفى الخارج لتزوير ارادة الشعب الجنوبى . الجنوبيين فى الشمال يتمتعون بذكاء عالية فاقت ذكاء علماء التزوير فى الخرطوم ، لذلك رفضوا التسجيل بكثافة عالية حتى لا تذهب اصواتهم هدرا للقضية العامة وهو الاستقلال التام عن الشمال . تعلم الجنوبيين فى الشمال عن الكثير ، وهو ما دفعهم لمقاطعة التسجيل للاستفتاء ، ومن هذه الاسباب:- اولا: تزوير عددهم فى الاحصائية التى اجريت فى العام الماضى والتى قدرت عدد الجنوبيين بخمسعمائة الف فى جميع الولايات الشمالية. ثانيا: تحويل اصواتهم فى الانتخابات لصالح مرشح الموتمر الوطنى فى الانتخابات الرئاسية بدلا من ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية.
بعد انتهاء الانتخابات والاحصاء عاد زعماء الموتمر الوطنى وقالوا بان عدد الجنوبيين فى الشمال ارتفع الى مليونين ونصف مليون، وهذا هو العدد الحقيقى للجنوبيين فى الشمال ولكن اعتراف الموتمر الوطنى بهذا العدد هو كلمة حق اريد به الباطل لفشل تقرير المصير لجنوب السودان. الموتمر الوطنى ايضا رفض سابقا فى تسجيل الجنوبيين فى الخارج فى سجلات الاحصاء العام فى السودان ، وفى سجل الانتخابات العامة للسودان. كان يعلم بان هولاء سيصوتون لياسر عرمان وسيزيدون عدد الجنوبيين مما يترتب على زيادة نسبة المشاركة فى السلطة للجنوبيين. فى التسجيل للاستفتاء تحمس الموتمر الوطنى فى التسجيل الجنوبيين فى الخارج ، وليس حبا فى ضرورة مشاركة الجنوبيين فى شئون تقرير مصيرهم وانما لضمان العدد الكافى لضمها لاصوات الجنوبيين المقيميين فى الشمال لتزوير الوحدة الوطنية الفاشلة.
فى الخارج وخاصة فى كندا والولايات المتحدة، قامت لجنة الاستفتاء بمحاولات عديدة لاقناع الجنوبيين لتقييد اسماءهم فى السجلات الاستفتاء. فى مقاطعة البرتا الكندية التى يسكنها اكثر من عشرة الف جنوبى ، تقوم لجان الاستفتاء بتسجيل عدد ضئيل من الجنوبيين وبعضهم لا يحملون اوراق ثبوتية سودانية وهم الجنوبيين القادمين من دول شرق افريقيا ايام الحرب الاهلية فى الجنوب. هولاء فى يوم الاستفتاء لن يسمح لهم بالتصويت رغم تسجيلهم ،لان ليس هنالك مستند سودانى يثبت سودانيتهم ، لان الغرض هو الوصول لعدد كبير حتى لايصل نسبة الذين صوتوا الى ستين فى المائة وهو العدد المطلوب لاعتماد عملية الاستفتاء.
فى ولاية نبراسكا الامريكية التى يسكنها خمسة عشر الف جنوبى ، تحاول لجان الاستفتاء ايضا لتسجيل عدد كبير من الجنوبيين لتضاف الى عدد المقيمين فى الشمال لعكس نتيجة اصوات القادمة فى الجنوب. رغم كل هذه المحاولات الخبيثة ستفشل اهل الانقاذ فى تزوير حرية الشعب الجنوبى. عندما علمت الحركة الاسلامية بان التسجيل للاستفتاء لايصب فى مصلحتها, اوحت مفوضية الاستفتاء لتمديد ايام التسجيل لاسبوع اخر حتى يتسنى له التزوير بالسهولة. لا استبعد لجؤ الموتمر الوطنى لكشوفات اسماء الجنوبيين فى سجلات اللجان الشعبية باحياء مدن الشمال لتزوير العدد المسجلين فى الشمال.
اذا لم يلجا الموتمر الوطنى لهذه الخطة ، فسيفشل فشلا ذريعا فى تزوير الوحدة، لان المسجلين فى الجنوب سيصل الى اكثر من ثلاث مليون جنوبى بحلول الثامن من ديسمبر ، بينما العدد فى الشمال والخارج سيكون اقل من خمسين الف جنوبى رغم تمديد ايام التسجيل.
الموتمر الوطنى اصبح كفريق رياضى مغلوب بهدف بلا مقابل ، ويحاول فى الوقت الاضافى لتسجيل هدف التعادل، ولكن لقساوة لعبة لاعبيه سببوا خطا ادى الى تسجيل الهدف الاضافى لينتهى المباراة بهدفين بدون مقابل. محاولة تحقيق الوحدة بالتزوير سينتهى بالانفصال الجنوب بنسبة تفوق تسعين بالمائة.
فى خطوة لعرقلة عملية الاستفتاء وجر الحركة الشعبية للمواجهة عسكريا ، تقوم القوات الجوية التابعة للجبهة الاسلامية هذه الايام بشن غارات جوية على الحدود الجنوبية الشمالية فى شمال بحرالغزال ، بدواعى تطهير الحدود من فلول العدل والمساواة. يرمى الموتمر الوطنى من خلال هذه الاستفزازات لتوريط الجيش الشعبى للدخول فى الحرب حتى لايقوم الاستفتاء فى مواعيده او انهاء عملية السلام بصورة شاملة حتى لايلام من قبل القوة السياسية الشمالية التى ستحمله مسؤولية انفصال الجنوب.
الزعيم الجنوبى سلفا كير ميارديت الذى يتمتع بحكمة والصبر ، تحدث الى قادة الجيش وهما وزير الدفاع الجنوبى ورئيس هيئة الاركان لجنوب السودان ، ودعاهما لامتناع عن الرد على اى محاولات الجيش الشمالى لتعطيل الاستفتاء. قرار الرئيس سلفا كير ليس خوفا من الشمال وانما انتظار لساعة الصفر ، وهو عندما يتم الاستفتاء ويعلن انفصال الجنوب ثم ياتى الجيش الشمالى لاحتلال الجنوب سيكون ذلك اليوم هو المناسب للرد وليس اليوم. هذا قرار ايجابى وندعمه كجنوبيين جميعا دون تحفظات لان الحرب ليس فى مصلحة الجميع .
ينبغى على الموتمر الوطنى ان يعترف بالحقيقة بدلا من تلفيق الحقائق ، لان خيار الانفصال محسوم منذ الان ولا داعى للهروب من الواقع . يجب ان يمتنع من التزوير ويترك الشعب الجنوب يقررون مصيرهم دون اى تعجيزات . كذلك على المسيرية ان يرفعوا ايديهم من ابيى لان ذلك سيخلفهم ثمن باهظ . ابيى ملك لدينكا نقوك دون غيرهم ، وبابنوسة ملك للمسيرية ولكن تمسكهم بابيى نيابة عن اسيادهم فى الشمال الاقصى من اجل البترول والمياه والخلاء سيجعلهم مستقبلا كفلسطينين فى الاردن الذين لايستطعون العودة الى ديارهم فى غزة.
الجنوب ماضى فى سبيله فى التاسع من يناير القادم وسينشد نشيده القومى قبل نهاية يناير وعلمه سيرفرف فى سماء الجنوب وسماء الامم المتحدة فى نيويورك وسماء الدول المساندة لحرية الشعوب فى العالم ، شاء الشمال ام ابى .
كوات وول وول
البرتا / كندا