بقلم / شريف ذهب
يقول المثل العامي: الكذاب حده الباب.
عندما انطلقت مباحثات نيفاشا لبحث قضية جنوب السودان كانت كافة الأصوات تنادي بضرورة شمولية الحل لكافة قضايا البلاد، شرقها، غربها وجنوبها ومعها قضايا التحول الديمقراطي، عدا المؤتمر الوطني كان يصر لحد الاستماتة على ثنائية الحل وقد وظف كافة طاقاته السلطوية وإمكاناته المادية والسياسية لأجل ذلك وكانت النتيجة أن انتهى الأمر بانفصال الجنوب، وفي قضية دارفور كان النظام يتحاجج دوما بتشرذم حركات المقاومة هناك فيما كان يعمل في الخفاء لتحقيق ذلك الغرض بإرسال عناصر من أجهزته الأمنية للانضمام لحركات المقاومة الدارفورية ثم الانشقاق لإضفاء الصدقية على حججه تلك، وقد سعى الوسطاء الدوليين بجانب الحادبين على مصلحة الوطن وسع جهدهم لتوحيد صفوف المقاومة حتى يأتي الحل شاملا لكافة قضايا البلاد وقد تكللت تلك الجهود وبإرادة قوية من حركات المقاومة السودانية بتكوين الجبهة الثورية السودانية التي حوت فيما حوت كافة فصائل المقاومة الرئيسية في دارفور بجانب الحركة الشعبية ومكونات حزبية أخرى أصيلة تتبع لحزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي فيما بدا أنها جبهة سودانية عريضة شاملة في تكوينها وطرحها الشامل لكافة قضايا الوطن، وقد شكل هذا الحلف الجديد مختبرا حقيقيا لصدفية وجدية النظام نحو الحل الشامل لقضايا البلاد. ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، والكذاب حده الباب كما أسلفنا، فقد كشفت المفاوضات الأخيرة في أديس ابابا مدى كذب ومراوغة النظام في كل ما كان يدعيه عن تشرذم الحركات وعدم جديتها في السلام، وفي ذات الوقت اثبت صدقية الحركة الشعبية والقوى الحليفة معها في مسعاهم الجاد نحو الحل الشامل العادل لكافة قضايا البلاد بما فيها التحول الديمقراطي حتى يفرغ الجميع للتنمية وإعادة إصلاح كل ما أفسده نظام المؤتمر الوطني طوال سني حكمه العجاف.
والآن وبعدما ثبت للقاصي والداني من هو المعوق الحقيقي للحل السياسي الشامل في البلاد وهو نظام المؤتمر الوطني المستفيد من هذا التأزم في البلاد للبقاء في كرسي السلطة وحماية ثروته الطائلة التي نهبها من مقدرات الشعب السوداني وحماية رموزه المفسدة المجرمة من المحاكمة العادلة وذلك من خلال التذرع بحجج واهية لا تبت للواقع بصلة من قبيل الاستهداف الخارجي وخلافها، وبعدما تيقن المجتمع الدولي الذي كان شاهدا على جولة المباحثات الأخيرة بمراوغة النظام وعدم جديته في تحقيق السلام، فانه لم يتبقى لقوى الجبهة الثورية من خيار سوى السعي لتخليص البلاد من هذه الطغمة الحاكمة الفاسدة التي دمرت اقتصاد البلاد في كافة مفاصله وأفقرت المواطن السوداني لحد الفاقة وخربت علاقات البلاد الدولية والإقليمية حتى مع اقرب الأقربين في الخليج. ولم يتبقى من سبيل سوى مناشدة كافة أبناء الشعب السوداني وقوى المجتمع الحية للاستعداد لانتفاضة شاملة تقتلع هذا النظام من جذوره، ومناشدة كافة الأجهزة العسكرية في الشرطة والجيش بالانحياز لصف شعبهم إما بانضمامهم لقوى المقاومة العسكرية في الميدان أو بالوقوف في الحياد أمام جماهير شعبهم المنتفضة بحمايتهم أو في اقل تقدير عدم التعرض لهم.
[email protected]