ما لا يريد أن يذكره الدكتور الأفندي عن تلبيس بعض منتسبي الحركة الإسلامية

ما لا يريد أن يذكره الدكتور الأفندي عن تلبيس بعض منتسبي الحركة الإسلامية.
أبراهيم كرتكيلا

ظل الدكتور الأفندي ، رجل الإصلاح – فينا كنبي الله صالح عليه  السلام في قومه ، إذا إبتلاه الله سبحانه بقوم لا يحبون النصاحين – يعظنا  ويضع معالم الطريق لنخروج من النفق المظلم الذى أدخلنا فيه بعض أخوتنا.
لقد إنتسب الكثير من أبناء الهامش للحركة الإسلامية لمثالية الطرح والرؤى الذى قدمه  أصحاب الفكرة والتجديد ، فليس هناك جديد فالإسلام ككل دين مثالي ، فلذلك كان الناس يسألون ما الجديد فى دعوتكم  فالكل مسلم؟ لكن الذين إختاروا الإنتساب ، وجدوا فيه حلاوة الإيمان ، كما وجده سيدنا بلال الحبشي  وسيدنا صهيب الرومي وسيدنا سلمان الفارسي .لذلك لم نكن لنتردد لفداء الحركة وإخواننا بكل ما نملك من غال ونفيس .وكما ذكر الأفندي فى مقاله عن( القبلية ومصائبها) لقد أذابت الحركة  هذا الداء وكل الفوارق ، فالكل يذكرك و يعرّفك بأنه أخوك فى الله ، فأصبحنا فى حلقاتنا نعرف بعضنا ونتسابق لمعرفة أسماء بعضنا بالطريقة الذكية التى كان يحفظ بها صاحب دعوة الإخوان المسلمين الإمام حسن البنا رحمه الله  إخوانه.
بل كسر هذا الإنتساب عقدة العلاقات الإجتماعية المعقدة بين المنتسبين والمنتسبات ، ففى  أسفارنا لا نعرف ( اللكوندات ) فبيت أي منتسب في طريقنا هو  نُزلنا ، وأصبحنا نرى زيجات تتم بين أخواننا وأخواتنا بدون إلتفات للأصل أوالفصل ، بل هناك قصص تروى بين الإخوة من مواقف تعرض له بعض إخوننا في رحلة البحث عن شريكة الحياة ، فهناك من لم تشفع له تزكية آذانه فى الجامعة أيام سطوة اليسار في جامعة الخرطوم ،وهي تزكية غير مقبولة ولو كان آذانه فى الكعبة المشرفة ، ولكن بالصبر يذوب جبل الجليد فتتم الزيجة  وهناك  أخوات تمردن وخرجن عن المألوف وتزوجن من مَن أردن من الأخوان ، وتجري المياه بين الأسر وتتم المصالحات ، ويصبح كل عناد أو رفض كان، من الذكريات التى تروى .
هذه مقدمة كان لا بد منها ، فلنعود لما لا يريد أن يقوله شيخنا الأفندي  عن تلبيسات بعض منتسبي الحركة الإسلامية ، دافع الدكتور الأفندي عن السيد عبد الرحيم حمدي وفيما قيل عن محور مثلثه المعروف بمحور دنقلا – سنار – كردفان ،هذا المحور أخافنا نحن أبناء الهامش وأزعجنا ، وشممنا فيه رائحة الجهوية و( العنصرية ) وقلنا إن المحور جاء تأكيدا على التهميش .فورقة السيد حمدي كانت واضحة ، إذ تقول الورقة (… إن الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية المشار إليه أعلاه ساطلق عليه إختصارا محور دنقلا –  سنار – كردفان أكثر تجانسا وهو يحمل فكرة السودان العربي الإسلامي بصورة عملية من الممالك الإسلامية القديمة قبل مئات السنين  ولهذا يسهل تشكيل تحالف سياسي عربي إسلامي يستوعبه)وبعد هذه الورقة رأينا كيف تسارعت عمليات التنمية في ضلعي المثلث من سدود وكباري وكهرباء ،و لم نر بعد تنمية في ضلع كردفان  فمازالت الأبيض عطشى وظلماء.وتوقفت عجلة التنمية تماما في الهامش . فكيف فات على الدكتور الأفندي خطورة هذه الورقة ويصف  السيد عبدالرحيم حمدي بأنه أبعد ما يكون عن العنصرية والعصبية ، وهو – الأفندي – الذى ينصح  طالبا صينيا مسلما  سأله كيف يتعامل مع المسألة الجهوية في الصين ، فيجيبة ناصحا  له التعامل مع الصين ككل وتوحيد المسلمين من كل القوميات.فماذا عن السودان ؟أنا في تقديري موقف حمدي عنصري وجهوي ، وهذا ليس بجديد لدى السيد عبد الرحيم حمدي ، فللرجل سوابق رغم إسلاميته ، للذكرى هل تذكرون  ما كتبه السيد عبد الرحيم حمدي في سنة 1968 في جريدة الميثاق الذى كان يرأس تحريرها وهو يرد على السيد نصرالدين مرجان النائب في البرلمان عن دائرة بحري ، مستخدما كلمة مرجان  ود مرجان  فى تعريض مسف  ، كأنه يذكره بأن جده مرجان هو من ورد اسمه فى وثائق المهدية  على أنه كان مستعبدا . (لقد وجدت الوثيقة  بالرقم 29/مهدية7/2/17).
فرد عليه صالح محمود إسماعيل في جريدته :أكتوبر بقوله: أن
مرجان من الأسماء السودانية الأصيلة ، وهي أفضل من الأسماء الأجنبية مثل :حمدي ( من مقال للدكتور أحمد محمد البدوي ابن الرهد اب دكنه ، دفاعا عن أبي بكر القاضي ).
وليس حمدي وحدة من أبناء النخبة النيلية يحمل هذه الصفة الذميمة ، رغم معرفة أبناء النيل بالإسلام معرفة دقيقة ، فالدكتور عبدالله الطيب له موقف مماثل من أبناء  النيل الذين لا ينتمون  للإثنية العربية ،فعندما خسر الدكتور عبدالله الطيب معركة منصب  مدير جامعة الخرطوم من منافسه الدكتور عمر محمد عثمان ، كتب  على أن الأمر كان مؤامرة من النوبيين . وبنفس القدر أساء الدكتور عبد الله  الطيب فى رثاء  أبناء الشمال فى أحاث توريت الجنوبية سمة 1955  قال كلاما عن الجنوبيين ، ما لم يقله ابن الرومي في ثورة الزنج  في البصرة .
كتب الدكتور الأفندي مقالا  رائعا –  فكل مقالاته راوئع – في القدس العربي بتاريخ6  /11/2009 تحت عنوان :(القبلية  ومصائب السودان الأخرى ) يستنكر فيه أن يكون الإنتساب الى القبيلة أو الطائفية والأصل العرقي مدخلا لتحقيق المصالح الشخصية على حساب من هم أحق . وذكر أمثلة عن ما كتب ، وهذا دليل آخر  من رجل  نصدق ما يقول ، على أن الجهوية حلت محل الكفاءة ، ولا نريد أن نذكر بما ورد في الكتاب الأسود ،ولانريد ذكر  ما قيل عن أرانيك العمل بوزارة الطاقة والتعدين أيام الدكتور عوض الجاز . فالذين يمارسون هذه الجهوية هم أخوننا بالأمس وهم ينتمون الى جهة معروفة ، فالأمور أصبحت مكشوفة ، وهذا ما يخيفنا نحن أبناء الهامش ، لأننا نسمع ونرى ، كما يقول الدكتور التجاني عبد القادر ، فالذين كانوا يأكلون معنا الفول ويشاطروننا اللباس من سعد قشرة ويشاطروننا السكن في العشوائي وفى الأطراف ، والذين كنا ندافع عنهم دفاع المستميتين  إذا قيل فيهم  ما لا يرضينا . لقد تبدل الحال ، لقد صرنا نعرفهم ولا يعرفوننا، وبل   يتربصون بنا المنون ، ومن لم يصبروا عليه قتلوه أو سجنونه ، ومن  لم يسجنونه فصلوه  من عمله و قعطعوا عنه رزقه ورزق عياله حتى يأيتهم صاغرا، إن شاءوا أعطوه أو منعوه ، والمحظوظون منا هم من آوتهم المنافي .
كل ما ذكرته ، وما إنتهى إليه  مصير إخوة  نعرفهم من أبناءالهامش ، يجعلنا  نقول أن بعض أبناء الخبة النيلية في الحركة الإسلامية قد خدوعنا وجعلونا  مطية لنوصلهم لمحطتهم الحالية ، بل مواقفهم من أبناء الهامش  وتنمية الهامش يجعلنا نحس بأنناء كنا  مغفلين نافعين ، نمسك بقرون البقرة وهم يحلبونها ولا نعرف أين يذهب حليبها ، ولذلك نتفق مع الدكتور الأفندي في سؤاله هلا هناك حاجة لحركة إسلامية.
لقد مييزت فيما كتبت بكلمة بعض ، فليس كل أبناء النخبة النيلية متلبسين بما قلت ، فكنا ساعة الطلب والحاجة نجد حاتنا عند الأخ الشهيد عبد السلام سليمان سعد ، فكان منزله بأركويت ملمنا وملاذنا وهو من أبناء شندي ، كم أبكانا فقده ، والدكتور الأمين محمد عثمان والد الدكتور محمد الأمين لا أنسى أفضاله عليّ أيام الطلب بلندن  أمد الله في عمره عجل شفائه ، وهو أيضا ضحية إخوة الأمس . ولا أنس فضل شيخي وأستاذي  المصلح ( الجلابي ) ابن بربر  البارالدكتورعبدالوهاب الأفندي – الجلابي هذا ليس من عندي فهذا من إعترافاته – فتعلمت منه الثبات على المبدأ ونكران الذات والشجاعة في قول الحق ، ونعدة على أنني لن أكتب بعد اليوم تحت اسم مستعار.


[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *