ما بين حكومات وصحافة: هل العنف يبقي دوما هو الثقافة؟
بقلم :شول طون ملوال بورجوك
علي درب المثل القائل( الفي بطنو حرقص براهو برقص )هكذا حال الكثيرين ممن نناديهم دستوريينا وحاكمينا في كثير من بلداننا في عالمنا الثالث ..اذا قلت مداعبا وسط هؤلاء ،وسط مَنْ منهم في امرهم يُشتبَهُ، إن نطقت مثلا :إن الذي انت تختفي اثره هو لصٌ في رأسه ريشة-لمس الجميع رؤوسهم مرتجفين بأصابعهم متحسسين ، فالذي في اصبعه بعض الوسخ لا تدخل الثقة الي قلبه ابدا و يملأ حيزها ،فراغ تركه انعدام الثقة في قلبه، فزعٌ وخوفٌ من اللا معروف شكلا ولونا…. وسط بعض اولياء امورنا اناس يخافون حتي من ظلال ذات اجسادهم واما من الاعلام عموما والصحافة والصحفيين بصفة خاصة فحدث ولا تتوقف..حدث ما حدث لزميلنا مدينق نقور مراسل راديو بخيتة بجوبا من اهانة علي ايدي افراد امن البرلمانيين( الهونربولس) القوميين بالامس القريب في مدينة جوبا ..تخيلوا حدث هذا من داخل ذاك المكان الذي عنوانه “مصنع ومولد القوانين” ، ذات المكان الذي يجلس فيه قساوستنا برلمانيونا مبشرين بضرورة حفظ وتطبيق شرائع عدلية تُحترَم لنَعْتز فنلتزم بها ابتغاء رقي ا لمجتمع وانسانه،
ولكن ما ان يجلس تلاميذ مدرسة البرلمان اول اختبار حقيقي تطبيقي وهي مدرسة شعارها ايضا النجاح ما نجح احد من تلاميذ مدرسة النجاح!!!
ولو تسمح لي من علي بعدي يا اخي الكريم مدينق أن اضيف من عندي بعض اَلام اضافية الي جسدك المتعب ووجدانك الجريح اصلا لقلت: إن عليك من طرفي بعض العتاب والملام ،ما كان ينبغي أن تفصح او تكشف هويتك الصحفية فهذا حقيقة عين ما جلب لك هذه المتاعب والاهانات والإساءات، كان عليك القول بأنك حرامي ولو ضنوا عليك بهذا الشرف العظيم والكبير او رفضوا حين تشككوا فيما انت اهل له (حراميتك)، فقل لهم ان الذي ترونه بين يدي هو ما يثبت ما به اتشرف، اكشف لهم ريشة حتي لو كانت ريشتك ريشة مزورة مستعارة فتلك كانت كافية وكانت ستنجز حتما غرض المخارجة والتمويه في سبيل ان تنجي روحك من الهلاك المحدق…
لماذا لان كل من عنوانه لصٌ لديهم هناك معززون مكرمون، اكرر جميعهم يُهابون ويُبجلون ويحترمون، انظروا كيف ان سارقي ذرة مساكينا جياعنا سكان الارياف بولايات الجمهورية منذ زمن ليس بقريب ،اسمع كيف ينادون ويلقبون ، لا تزالون عناوينهم جزابة ورنانة ” هونربولس اند ذير اكسلنسيس”.. تري اكلتْ اطنانَ وكميات الذرة يا نملٌ حين خرجَتْ ودخلَتْ ؟ ام هم انفسهم اكلوها وشبعوا بها حد التخمة و تبخروا وتبختروا عندما تبخروا صاعدين نحو طبقات السماء العلياء والبعيدة وعندما حل فصل عودة السحب الي الارض ، موسم الخريف تخلف القوم في رحلة الاياب الي الاسفل صوب الارض ،رفضوا مرافقة سائر الابخرة والغازات خجلا من الذي ينتظرهم في جوبا.. لذا لا يوجد بيننا اليوم ،فوق الاديم ،من توجه لهم تهم الاختلاس فيقدمون الي محاكم حيث يحاكمون ويحاسبون !. مع ذلك لا اري ان في الامر صعوبة كبيرة تصل حد المحال .
علي برلمان جوبا فقط تكوين لجنة فنية لتنبثق منها اخري صيفية مالية امنية مصغرة متبخرة ،تكلف بالذهاب الي السماء باحضار الجماعة من هناك،توصي بالبحث عنهم والطواف بكل الاغلفة الجوية خلال هذا الصيف غلافا غلافا ومدارا مدارا ..يجب علي تلك اللجنة قبل ان تبدأ رحلة الصعود الي السماء،ينبغي عليها مراعاة انعدام تراب وطين لغرض المرمطة في الغلاف الجوي ومدارات السماء ،لذا يجب عليها اخذ معها اكياس اتربة بعدد مقدرحتي تكون في مقدورها مرمطتهم ودردقتهم طبعا بعد ركلهم ولكمهم . لو كتبت الاقدار لرحلتها نجاحا وسدادا فعثروا عليهم حيث في الجو يندسون ، لا يجوز ضربهم هناك الا اذا ابدوا مخالفتهم امر الاياب والعودة تجاه الارض رأسا الي جوبا .علي اعضاء اللجنة الموقرة احضارهم بعد، ممرمطين مدردقين مكبلين مكلبجين و السقف الاعلي لتقديم تقريرالمامورية امام البرلمان بواكير فصل الخريف التالي.
هذا هو المطلوب ولا شئ سواه والا فلن نعترف بعدالة اهل الارض ،وان شئت دقة لن نعترف طوعا بعدالة سكان المجلس و قبة القوانين هناك في مدينة جوبا الا بشرط واحد فقط ، نقر بسلطانهم علينا اذا مُرمِطنا ودُردِقنا .
نعم هكذا ينبغي ان تكون الامور فلا يعقل ان يُحاكَمُ و يعزب فورا شخصٌ فقط لكونه اخطأ مكانا لجلوس الاعلاميين داخل قبة البرلمان ويسمح لمن يختلسون مالنا( نحن ومال ايتام شهدائنا ) ،يتركون يهربون ويفرون الي المجال الجوي الي هناك ، الي السماء في ضوء النهار !!!
في العمل الصحفي والاعلامي هناك امامك سيناريوهان دوما :
اولهما- يبتهج كل مسؤول حكومي إن كان هو للحوار مبادرا اذا كان هو له مناديا ومطالبا لقول ما يعشق ما يحب ، يفرح كثيرا ان كان يشرح هو لك انجازات ادارته بوزارته ، اما اخفاقاته واختلاساته بوزارته فهي دائما كما يزعم صفرا كبير ا مكان يدك جهة اليسار ومع ذلك نصر اصرارا و نؤمن ايمانا قاطعا ان في البر تعيش بيننا مخلوقات برمائيات بلون وسلوك تماسيح!!!،
يبتسم مرحا لك شاكرا السيد المسؤول لو غدوت له – اخي الصحفي – مصدحا مغنيا مرددا انشودة نجاحاته المزعومة!!!،
وثانيهما- بالمقابل ان اردت اواشتقت الي ركلة جهة ضلوعك مكان قلبك او الي لكمة علي وجهك قُرب فمك مخزن انيابك قواطعك فاضراسك وهي كما تعلم كلها ما لك من اسنان فسله سؤالا تحسبه انت في جهلك هينا بسيطا وعنده امر جلل وجد خطير ،قل له : هات مستندات او فواتير للمشروع الفلاني الذي كنت عنه مسؤولا او عليه مشرفا في العام العلاني في الفيام السيني في الكونتي الصادي في الولاية النونية(الفيام والكونتي وحدات ادارية بالجنوب)….
بغتة ستري عينيه قد احمرتا ، ستتغير تقاطيع وجه الذي كان لك قبل قليل ضيفا وزيرا صديقا حميما، سينقلب بياض سنه الي جمرة نار وهاجة حراقة ، تحرقك انت وان كنت من اهل السعد والحظ فلربما قضت ناره فقط علي ما بين يديك من ادوات مهنتك من قلمك الي كراسك الي ريكوردرك(مسجلك) وبعده صديقي ان نجوت منه- طبعا فقط بقدرة من خلقك و سواك – فسوف تخاف وترتجف دوما متي ما وقعت عيناك علي قلم او قرطاس بيد أحد غيرك لا يدك انت !!..
هنا اصل المُشكل ،هنا تبدأ قصة الكراهية بين الفريقين ،بين هؤلاء المسؤولين من جهة والصحافة والصحفيين والاعلاميين من جهة ثانية ،هنا تبدأ ثقافة العنف الغابي ،هنا تمتد اليك ايادي حراسهم لكمة هنا،و ركلة هناك باقدامهم بشدة وقساوة حد الاغماء ومن بعده تدردق وتمرمط حتي يصبح لونك ولون بنطالك وقميصك معا و لون الطين و التراب جميعا بالكاد يفرق او يفرز!!!!
سؤالي :لماذا يكره ويستعدي كل مسؤولي حكومي الصحافة والاعلاميين؟ هل في بطن كل منهم حرقص وعشان كدا يا هو براهو بقوم برقص؟ افيدوني افأدكم مَنْ في السماء رفاقي واحبابي!!!
[email protected]