مايسمى بالإنقاذ فقد مبررات وجوده من اليوم الاول فقط ينتظر إرادة شعبية لاسقاطه
بالنظر الى بيان ما يسمى (ثورة الانقاذ الوطني) نجد ان الاسباب التي دفعت بعرابها ومؤسس ما يسمى ب(الحركة الاسلامية) الدكتور حسن الترابي لقيام بإنقلاب عسكري على حكومة” منتخبة عبر صناديق الاقتراع ” غض النظر عما اذا كانت الانتخابات نزيهة حرة أم لا ؛ وأن المسالة بين ابناء النيل الشمالي من الجلابة أنفسهم . فاننا اليوم نجد ذات الاسباب ماثلة بل واسوأ منها بكثير مما يتوجب العمل على اسقاط هذا النظام عاجلا وليس اجلا وذلك لتجنيب البلاد مزيد من العناء والتفتت .
و هذه الاسباب كانت ولا تزال تقف حجر عثرة امام اي بادرة حل يضع حدا لازمة الحكم في السودان الممتدة لاكثر من خمس عقود والسودان يرزح تحت نير الحروب الاهلية وقودها ابناءه وموارده؛ انتهت بفصل الجنوب ولدواعي عنصرية كتتويج لاخر فصل من فصول مسرحية حكم الفوضى والعبث لنخبة من الاقلية النيلية المستأثرة بالسلطة والثروة غير ابهة بوحدة البلاد ورفاهية شعبه؛ حتى لو ينفصل جزءا اخر منه في سبيل ذلك؛ وهكذا يتبخر الوطن وتضيع امال المخلصين من ابناءه في بناء دولة المواطنة التي تنتمي للانسانية
ان انفصال الجنوب كان نتيجة لفشل النظام الذي يقوده اقلية الجلابة ووهمها في تاسيس دولة للنقاء العرقي العربي على حساب الافريكانية كثقافة وعرق ؛ وهوية تصلح كمرجعية؛ لكون الزنوج هم اصلاء وليسوا قادمين كقدوم العرب الى السودان بقيادة عبد الله بن ابي السرح سنة651ف كما هو معلوم ومؤرخ؛ وهذا خطر ما زال مهدد وماثل .
اضحت اليوم النخبة العنصرية الحاكمة في الخرطوم تتشدق على نهج ببغائي سوقي كاخر طوق نجاة تحتمي من وراءها خوفا هكذا فرضت هوية السودان و نسبته دون خجل او وجل الى العروبة ؛ وذلك منذ ان ورثوا السلطة عن المستعمر كمكافاة على تواطأهم معه في استباحة سيادة البلاد التي هي وللمفارقة لتسوق بها الابرياء من الشباب المضلل الى سوح الوغى ليقضوا في معارك لا معترك فيها املا في دخول جنان الانقاذ الزائفة
ان الدين لا يمكن باي حال من الاحوال ان يتخذ مرجعية لتحديد هوية الدول كما يروج له الخال الرئاسي عبر صحيفته(الانتباهة) التي يدعى انها صوت للاغلبية الصامتة؛ فالهوية بالمفهوم الحداثي للدولة هو فخر الانتماء للوطن والاستعداد لتلبية اي نداء للدفاع عنه بشتى السبل في مواجهة عدوان خارجي؛ حتى لو كانت المقل ثمنا ومهرا من اجل بقاءه شامخا عزيزا؛ ولا يمكن ان تشن الدولة حروبا ضد مواطنيها على اساس عرقي صرف وتصور ذلك على انه تفويض سماوي تتخذ منه ذريعة لقتل كل من يخالفها في طريقة ادراة دفة الحكم في حين انها تتهرب من دفع استحقاقاتها والوفاء بالتزامتها تجاه مواطنيها فان من الطبيعي قيام ثورة لاستعادة السلطة وفرض النظام
ومن المعلوم بداهة ان الجنوبيون اجبروا على اختيار الانفصال نتيجة لتراكم طويل من حقبة الإسترقاق و والاستعباد؛ والتميز العنصري والابادة الجماعية ؛ داخل دولة لا تعترف ولا تحترم التعدد الديني والعرقي الذي يتميز به السودان؛ وتعمل على تسخير الياتها لقمع شعوبها وتوظيف مواردها في حروب لا طائل منها بل تهدف الى استئصال كل من هو زنجي او له علاقة بهم لتحقيق اجندة عنصرية تتمثل في تمكين العرب والمسلمين على حساب الافارقة السكان الاصليين
ان طرد اخوتنا الجنوبين؛ والحروبات التي تشنها دولة الجلابي العنصرية ضد الشعوب الزنجية في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور اليوم ويعقبها توطين عرب الشتات الذين استقدمتهم دولة الجلابي من غرب افريقيا؛ في قراهم وحواكيرهم ؛ وان سياسات النظام الحالية تكرس لقيام دولة في حدود مثلث حمدي العنصري؛ لهو كفيل بتحريك العقول اليقظة للعودة الى افريقيا وللإفرقاينة وجعلها هوية ومرجعية .
فعلى الرفاق في الجبهة الثورية الغاء نظام الفصائل والاندماج في كيان موحد نقترح تسميته بالحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان لما للاسم من دلالة عميقة المضمون تجسد اصالة هذا الشعب المهمش وتعبر عن ضرورة استعادة حقوقه المهضومة باسم الاسلام والعروبة حتى يتمكن من المضي قدما دون توقف لتحرير السودان من حكم اقلية الجلابة الجائرة .
وان السودان ومحيطه الافريقي ولاسيما تشاد وافريقيا الوسطى سوف لن يشهدا اي استقرار او تتنمية في ظل وجود النظام الجلابي الحاكم والداعم للارهاب وجماعات التطرف والهوس الديني؛ يجب انهاء هذه الفوضى اليوم قبل الغد عبر خطة عمل مزدوجة تضمن انتفاضة شعبية داخل المدن وثورة مسلحة والتوجه صوب العاصمة من اجل اسقاط النظام .
ابراهيم اسماعيل
مركز السودان المعاصر
افريل 22/2012 ف
[email protected]