مالك عقار :العشرات يموتون يوميا على الحدود السودانية


Mandy and her mother Fayza Rubat fled their village in Sudan with nothing

العشرات يموتون يوميا على الحدود السودانية
أديس ابابا (رويترز) – قال زعيم للمتمردين إن العشرات يموتون يوميا في المناطق الحدودية بين السودان وجنوب السودان لأن الحكومة تمنع منظمات اغاثة أجنبية من توصيل المواد الغذائية والأدوية لأجزاء كبيرة من المنطقة.

 

ونفت الخرطوم هذه الاتهامات يوم الأربعاء وقالت إن الوضع الإنساني تحت السيطرة واتهمت المتمردين باستغلال المدنيين في صراعهم المسلح.

وتقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إن مئات الآلاف فروا من ديارهم في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الحدوديتين السودانيتين منذ اندلاع قتال بين المتمردين والقوات الحكومية العام الماضي.

وحذرت الولايات المتحدة من مجاعة وشيكة في المنطقة ودعت الخرطوم إلى التخفيف من القيود على منظمات الإغاثة الأجنبية.

وقال مالك عقار الوالي السابق لولاية النيل الأزرق ويرأس الآن الجبهة الثورية السودانية التي ينضوي تحت لوائها عدد من جماعات متمردة لرويترز إن القيود التي فرضتها الخرطوم تسببت في أزمة إنسانية.

وقال في مقابلة أجريت معه في وقت متأخر مساء الثلاثاء “بينما نتحدث فإن الوضع كارثي. الناس لا يلقون اي رعاية. طوال هذا الوقت هم يعانون من نقص في الغذاء والدواء.”

 

ومضى يقول “نحو 30 أو 40 يموتون يوميا في كلا المنطقتين.. هناك مسألة… استخدام الغذاء كسلاح.”

 

وقال عقار إن أعداد الضحايا من المدنيين بسبب الضربات الجوية السودانية تتزايد في المنطقتين. وينفي السودان استهداف المدنيين.

وتعود جذور الصراع في الولايتين إلى الحرب الاهلية السودانية التي دامت عشرات السنين بين الشمال والجنوب. وانتهت الحرب الأهلية عام 2005 بموجب اتفاق سلام مهد الطريق لانفصال جنوب السودان عن الخرطوم وإعلانه الاستقلال العام الماضي.

لكن تقسيم البلاد أدى إلى ترك عشرات الآلاف من المقاتلين الذين حاربوا ضد الخرطوم في صفوف الجنوب على الجانب الشمالي من الحدود بين البلدين. وتجددت الاشتباكات في جنوب كردفان في يونيو حزيران من العام الماضي وامتدت إلى النيل الأزرق في سبتمبر أيلول وتبادل الجانبان الاتهامات في إشعالها.

واتهم ربيع عبد العاطي وهو مسؤول في وزارة الإعلام السودانية المتمردين بتقديم معلومات غير صحيحة عن الوضع الإنساني وقال إن الخرطوم تعمل على التأكد من توصيل المساعدات.

وقال إنهم يحاولون إحداث مشكلة للحصول على بعض المكاسب السياسية. وأضاف أنه لا يعتقد أن حكومته مقصرة.

ويقول خبراء إن المناطق الحدودية وأغلبها مناطق وعرة جبلية تواجه نقصا حادا في الغذاء من يونيو إلى سبتمبر.

وأقالت الخرطوم عقار من منصب والي النيل الأزرق عقب اندلاع الاشتباكات وعينت حاكما عسكريا.

وسارع عقار بالانضمام إلى الجبهة الثورية السودانية عندما تشكلت العام الماضي بين حركة تحرير شعب السودان-القطاع الشمالي التي تنشط في جنوب كردفان والنيل الأرزق ومتمردين آخرين في منطقة دارفور بغرب السودان.

وتوجه زعماء من الجبهة إلى أديس ابابا لإجراء محادثات مع مسؤولين من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية التي اقترحت خطة في وقت سابق من العام الجاري لتأمين توصيل المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وتجرى المحادثات على هامش محادثات السلام بين السودان وجنوب السودان التي استؤنفت الأسبوع الماضي.

وهناك خلافات بين البلدين حول قضايا منها ترسيم الحدود والمبلغ الذي يتعين على الجنوب دفعه لنقل النفط عبر السودان ووضع مواطني كل دولة لدى الطرف الآخر والدين الوطني.

ومن أسباب التوتر الرئيسية اتهام الخرطوم لجوبا بدعم متمردي حركة تحرير شعب السودان-القطاع الشمالي واتهامات من جوبا للخرطوم بأنها تدعم مسلحين إلى الجنوب من الحدود. وينفي كل منهما مزاعم الطرف الآخر.

ويقول المتمردون إنهم يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير وإنهاء ما يعتبرونه تهميشا للأقليات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *