ماسأة أهل دارفور تبدأ من هنا
بقلم الدومة ادريس حنظل
بدأت مأساة اهل دارفورمنذ الحكومات الوطنية الاولى1954 م والحكومات الوطنية الثانية 1955 م والحكومة الوطنية الثالثة بزعامة اسماعيل الازهرى،وكانت الصراع حول رئاسة الجمهورية مع الامام الهادى،وبدأت الاتصالالت والحملات الاعلامية لقبائل دارفوربهدف استقطابهم،ولكى يكون دروع بشرية لتثبيتهم فى كراسي السلطة،لذلك لم تجد دارفور حظها فى تقسيم السلطة والثروة،ومتطلبات الحياة جميعا،وكانت توزيع المناصب الدستورية مبنى على الجهوية والعنصرية من عهد الوطنى الى الاستقلال (ان كان إستقلالا) الى يومنا هذا،وبالتالى اذا اخذنا حكومة الفريق ابراهيم عبود من 1954م-1964 م بلغت جملة المناصب الدستورية(73) ثلاثة وسبعون منصبا،وكان مبنيا على الطائفية الختمية والجهوية والعنصرية
وكان نسبة اهل دارفور(صفر)وحتى من الناحية الادارية لم تجد دارفور نصيبها فى المناصب الدستورية ووكلاء وامناء وسفراء فى الحكومة التى يدعى الوطنية من (1954م-1991 م)وفى وزراء رئاسة مجلس الوزراء من تاريخ 1969 م،وكذلك حكومة عبدالله خليل(1958 م ولم يجد أهل دارفور نصيبهم قط،اما المجلس العسكرى الانتقالى(1958 م-1986 م) بزعامة سوار الذهب من جملة المناصب الدستورية(30) منصبا أيضا لم تجد دارفور حظها فى تقسيم الحقوق والواجبات،أما حكومة سرالختم لم ينجح احد من أبناء دارفور فى المنصاصب الدستورية،وتبدأ المأساة الحقيقية عندما جاءت حكومة(السيدين النيرين) المزيفة بالديمقراطية،وكانوا يتصارعون على كراسى السلطة صراع الافيال،وكان تسود حياة الفوضي،وكانت الحكومة الديمقراطية الاولى المزيفة1964 م-1969 م جندت عدد من المليشيات انتشرت السلاح بين القبائل ودخلت ظاهرة جديدة سواء كان النهب المسلح او المليشيات الذين تجيشهم الحكومة فعاثوا فى الارض فسادا،ثم إزدادت الماسي لاهل دارفور عبر الحكومات الطاغية والغوغائية المزيفة بالديمقراطية التى يرأسها فرد أو(ال بيت ظالم)بظهور مخطط اجرمى جنونى(التجمع العربى) الذى كشفت عام(1987 )م فى مذكرة رفعت للسيد الصا دق المهدى عندما كان رئيسا للوزراء ووقع على ذلك المذكرة(23) من قيادات هذا التنظيم وكان لهم قيادات عسكرية موحدة تحت إمرة لجنة التجمع العربى قد استقدم الحكومة الديمقراطية الزائفة سياسة الولاء العمياء وهى تبعية،اذا احسن احسنت واذا اساءوا أسات،وليس ولاء وطنوا انفسكم،ومن المأسي الذى حرقت قلوب الشعب الدارفورى هى مجزرة الضعين الشهيرة التى لم تحدث فى كل العالم من قبل الا فى حكومة البيت واستقدمت سياسة المنطقة المقفولة(بيت السيد وحواشية السيد) وهى التدمير العقلى وهى من اخطر السياسات التى استخدمتها حكومة السيد،ومن اشد المأسي هو كشات للمعوقين والمنكوبين والعجزة والارامل وشرب المياة الملوثة والحرمان من التعليم والصحة والعزل العرقى فى الاحياء العشوائية التى اطلق عليها الجهويون والانتهازيون(الحزام الاسود)،ومن المأسي الدارفورية لم تفتح المدارس فى بعد المناطق لمدة ثمانية سنوات(8) متتالية والذى تم فتحها لم ينجح منها أحد بسبب تسييس الخدمة المدنية والسلطة العامة فى الدولة ،لذلك لم يدفع الرواتب للمعلمين فى الزمن المحدد،ولم تكن بالقدر الكافى،ثم لم توفر الكتب كما نراه بالمركزية،ومن المأسي لم تجد دارفور حظها فى المجال الطبى والصحة بصفة عامة،ونضرب مثل بولاية غرب دارفور وكان عدد سكانها(1650000 )نسمة ليس بها أختصاصى أمراض نساء وتوليد عدا طبيب واحد بالجنينة واخر بالزالنجى مع اطباء يؤدون الخدمة الوطنية ويتجددون مع مرور كل شهر تنتهى مدة الواحد وتجدد بالاخر،ودخلت اول جهاز الاشعة على الجنينة فى عام1978 م ومنذ اواسط الثمانينات وصورة الاشعة تستدعى السفر لنيالا اوالخرطوم وكثير ما يعجز المريض ويموت على فراشه او فى الطريق على دابته،ومن المأسي تشهد دارفور نزوحا جماعيا فى داخل الاقليم والى خارجها من قهر الطغاة شظف العيش حيث يعيش حوالى(4) مليون نازح من مد ن الاقليم والمعسكرات فيما يلجاء اكثر من(2 ) الف لاجئ فى تشاد وناهيك عن الدول المجاورة الاخرى،وما يقارب(2) مليون مهاجر أغلبهم من الشباب الكوادر العاطلين عن العمل وبلغ عدد النلزحين فى السودان اكثرمن(6)مليون نازح،وايضا من المأسي التى هلكت شعب دارفور كتمان الحريات أنواعها المختلفة باستخدام العنف الجسدى واللفظى ضد الصلدقين الحادبين بمجرد التعبيرعن شعورهم واحساسهم بالظلم المتراكم .ومن المأسي الخطيرة وضعت الحكومة دائرة أمنية تسمى دائرة القبائل تخصصا في زراعة الفتن وإثارت النعرات والفوضى بين المكونات الاثنية والاجتماعية لانشغالهم عن قضاياهم وطالبة الحقوق الاساسية ومارست التمييز بين المكونات الاثنية والاجتماعية حتى الذين هاجروا الى العاصمة القومية والجزيرة المروية لم يسلموا من التمييز والتفرقة المنظمة سواء فى السكن او غيره .وقد حرموا من الخدمات الاساسية من الماء والكهرباء جتى الذين سكنوا فى أكواخ الكرتون فى اطراف المدن تمت ممار سة منظمة ضدهم حيث كلما اتسعت المدينة تم تشريدهم وحتى الذين سكنوا فى اكواخ الكرتون وحولها الى بيوت من طين الجالوص ،وبدأت الكهرباء تصل اليهم بجهدهم الذاتى وبعد سنوات من الكد والاجتهاد قامت السلطات الطاغية بترحيلهم قسرا والسماح لهم بتشكيل مستعمرة عشواعية جديدة فى اجزاءمن أطراف الخرطوم حيث لاتوجد فيها متطلبات الحياة فى كل من(جبرونا، وزقلونا و،ودردقونا،ورأس الشيطان،وكرور،وكرتون،ورأس الاسد،ونيفاشا ،وجخيس والى هلم مجر)وللاسف الشديد تم توزيع الاراضى التى سكنوها وعمروها بعرق جبينهم وبعد جهد جهيد إستلمتها السلطة المركزية وتم توزيعها الى بطانة السوء وتسييس النطقة المقفولة(بيت السيد، وحواسة السيد)هى التدمير العقلى وهى من اخطر السياسات التى استخدمتها حكومة السيد.أما مأسي أهل دارفور فى فترة جعفر محمد نميرى بلغت جملة المناصب الدستورية(115)منصبا وكانت دارفور لم تجد حظها الوافر وكان التشكيل الوزارى على أساس التركيبة الجهوية والعنصرية ومع أغلاق الطريق امام المبادرات الفردية وايقاف طريق كفرة الفاشر وحل الادارة الاهلية وأهلكت المجاعة اهل دارفور حتى ادت الى حفر بيوت النمل وأكلوا أوراق واولاد الشجر المرة مثل المخيت واكلوا الجلود والميتة وكثرة الامراض الوبائية والمقابر الجماعية وهلكت الماشية باسباب السياسات الحكومة العشوائية الطاغية.ومن المأسي أيضا لم تجد دارفور نفسها فى موقع الجهاز القضائ خلال الحقبة التاريخية الحديثة الا صفرا على الشمال،والحملات الاعلامية وما تقوده بعض الصحافة الجهوية لتدمير الرموز واغتيال سياسي لابناء الغرب وعلى سبيل المثال(الشيخ ابراهيم السنوسى والشيخ المرحوم الحاج ادم يعقوب ورجل الاعمال عبدالله جارالنبى وصديق ودعة والدكتور على الحاج محمد،قد أخفىعلى اخطاء اللواء الحسين مع ان الحسين هو المسؤول الاول المباشر بتوقيعه يتم التصرف فى المال طريق الانقاذ الغربى الذى سلب من عرق جبين الضعفاء والارامل واليتامي والاطفال،الا ان الاعلام نسي الحسين تماما وقبض على تلابيب الصادق الامين البرئ براء الذئب من قميص يوسف الدكتور على الحاج. ومن المأساة ان حرمان اهل دارفور من التنمية والمشاركة فى العلاقات الدولية والبعد الذى تم لهم من قتل خارج نطاق القانون بالمروحيات الحربية والبرية والتصفيات الجسدية وتدفق اللاجئين والمشردين الى الدول الغربية والافريقية والعربية فارين من الذبائح وعمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقى واغتصاب الفتيات امام اعين ذويهن وحرق العجزة والاطفال بالنار وحرق الاف من القري هكذا كلها لايمكن تعويضهم بحفنة من حقوقهم ولاباعادة قراهم المحروقة التى كانت من القش والعيدان،وبالاستعادة ممتلكاتهم المنهوبة ومحاكمة المجرمين وتجريد المليشيات والجنجويد واعادة الحواكيرلاصحابها وكل انسان ياخذ حقه ومستحقه،والحكومة البربرية تريد التخلص من أهل دارفور بمختلف مكوناته بالاقتتال البينة بينونة كبرى وببث الفتن العرقية والاوهام باسم(العرب والزرقة)فيما العرب انفسهم وفيما بين الزرقة ايضا, ومن المأسي الهالكة لاهل دارفور الاخزاب التقليدية التى تقوم بتصدير النواب والولاء والامن والمناصب الرفيعة الى دارفور التى اصبحت مرتع وارض خصبة لفلول من كتشنر باشا ومحمد على باشا وغيرهم من بواقى الاتراك.