مؤتمر الأحزاب العربية: انفصال السودان يمهد لتقسيم دول أخرى

 مؤتمر الأحزاب العربية: انفصال السودان يمهد لتقسيم دول أخرى

قالت إن لبنان التالي.. والمغرب العربي مهدد بزرع كيان جديد في الصحراء الغربية
الرباط: رشيد بغا
حذرت أحزاب سياسية عربية من أن انفصال السودان ستكون له تداعيات خطيرة على المحيطين العربي والأفريقي، واعتبرته امتدادا للمخطط الاستعماري، وعاملا ممهدا للانفصال في دول أخرى على أسس دينية وعرقية.

وعبر أعضاء الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، التي عقدت دورتها الرابعة والخمسين، أول من أمس، بالرباط، عن «رفضهم المطلق لكل أشكال الانفصال والتجزيء للبلدان العربية مهما كانت الذرائع والمشكلات المفتعلة»، وقالوا إنه «لا معنى (لشرق أوسط كبير) أو (شرق أوسط جديد) في ظل التفتيت والانفصال، كما هو الحال في عدة أقطار عربية، وفي طليعتها السودان اليوم ولبنان، كامتداد للمخطط الاستعماري لسايكس بيكو، وكذا مخطط الانفصال بالمغرب العربي، وبلقنة المنطقة بزرع كيان جديد في الصحراء الغربية».

وأعلن المشاركون في المؤتمر الذي حمل شعار «مواجهة الفتن الداخلية وأعاصير التجزئة الخارجية»، عن عزم الأحزاب الأعضاء في المؤتمر، تنظيم مسيرتين؛ واحدة في المشرق العربي، والثانية في المغرب العربي، في وقت لاحق من السنة الحالية، تحت شعار «لا للحدود، لا للتأشيرات بين البلدان العربية».

ودعوا الأحزاب العربية إلى «التفاهم والتنسيق للمساهمة بجهد مشترك في صنع ما وصفوه بـ(المشروع النهضوي للأمة لتعزيز قدرتها على درء الأخطار التي تواجهها)، كما دعوا إلى ضرورة التواصل مع الأحزاب الأفريقية، ولا سيما في الأقطار الإسلامية، باعتبارها تمثل العمق والمدى الحيوي للوطن العربي على المستويات الحضارية والاستراتيجية والجغرافية».

بالإضافة إلى التأسيس للتكامل بين العمل العربي الشعبي والرسمي عبر بوابة الجامعة العربية، ومعهد البحوث والدراسات العربية، والدوائر الإعلامية. مع تشكيل مرجعية معلوماتية للعمل الحزبي من خلال تأسيس: المكتبة وقسم التوثيق وبنك معلومات.

وفي هذا السياق، قال عبد العزيز السيد، رئيس الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية: «إن إلقاء نظرة مسؤولة من قبل أحزابنا على خريطة الوطن العربي، سيري بغير عناء أن الفتن الداخلية والتجزئة الخارجية تحيط بأقطاره، بحيث نستطيع القول إن المشروع الأجنبي الاستعماري في مطلع القرن الماضي، الذي استهدف تمزيق الوطن من مركزه وقلبه فلسطين، هو المشروع نفسه الذي يستهدف التمزيق في مطلع هذا القرن، لينقصه من أطرافه تفتيتا، لا ليخلق مزيدا من الدول القطرية فحسب، بل إن المشروع يتجاوز ذلك ليخلق كيانات تتنصل من هويتها، مستندة إلى دعاوى العرقية والإثنية» على حد قوله.

وأضاف السيد أنه «موعد انفصال جنوب السودان عن شماله، بات قاب قوسين أو أدنى» (أي بدء تقسيمه).

و«إذا كان قرار تقسيم فلسطين عام 1947 قد بدأ بسلخ 54 في المائة من خريطتها ليصل اليوم إلى ما نحن عليه، فإن المعادل الموضوعي لقرار الانفصال هو قرار تقسيم السودان إلى سودانيين، في أفضل الحالات، برضا شرعي محلي»، معتبرا أن الفاعل في تقسيم فلسطين هو الفاعل في تقسيم السودان، والمستفيد هو نفسه، بل «إن الأخطار التي سيحملها هذا القرار سوف تتجاوز في امتداداتها الوطن العربي إلى جواره الأفريقي. وستكون عاملا ممهدا لانفصالات في الدول التي تشتعل فيها عوامل الفتنة والتجزئة» حسب رأيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *