مأزق دار فور يتوالى ويتجدد : لجنة عليا برئاسة البشير لمتابعة سلام دار فور

مأزق دار فور يتوالى ويتجدد  : لجنة عليا برئاسة البشير  لمتابعة سلام دار فور !
تقرير اخبارى : اعداد : محمد بشير ابونمو
(اس . ال . ام )
بعد ان هدد الدكتور السيسى باعلان الموت السريرى لمهزلة اتفاق الدوحة لسلام دار فور ، وذلك باعلانه ان الاتفاق فى (مهب الريح ) لفشل الحكومة من توفير الدفعة الاولى من دفعيتها (المبلغ القاعدى حسب ما اسماه الدكتور السيسى ) والبالغ 200 مليون دولار ، وهو بالتأكيد مبلغ خرافى فى ظل الظروف الحالية للسودان ، هذا غير ان الحكومة الحالية لا تدفع مثل هذا المبلغ ابدا فى موضوع دار فور حتى ولو ملكت مال قارون (مال قارون صار فقط مثلا يُضرب ولكنه قد لا يتجاوز مال مليونير متواضع فى عصرنا الحالى ، والله اعلم )  ، وتجربة ابوجا خير مثال  . ولكن نتيجة للتسخين الذى طرأ على جبهة دار فور فى الايام الماضية – ضربات الجبهة الثورية من جهة وتهديد السيسى من جهة اخرى –  خافت الحكومة من ان تنفضح امام المجتمع الدولى من ان دار فور هادئة بفعل اتفاق الدوحة وكل الامور على ما يرام ، لذلك وبعد التشاور مع سيسى
قرر البشير تشكيل لجنة عليا برئاسته مع تكليف نائبه الاول على عثمان والدكتور السيسى كرؤساء مناوبين للجنة ، بالاضافة الى 14 وزيرا اتحاديا كأعضاء فى هذه اللجنة (وما وفرتهم فى عهد الانقاذ)  ، ليس ذلك فحسب وبل قرر البشير اعادة تكوين مكتب “سلام اقليم دارفور ”  واوكل رئاسته لامين حسن عمر ، ولكن السؤال الجوهرى والذى يفرض نفسه :  ما الجديد فى هذا الموضوع ؟ الم يكن هنالك الدكتور غازى صلاح الدين هو مسئول سلام دار فور قرابة الاربعة سنوات الماضية  ؟ الم يكن الدكتور النافع على نافع مسئولا قبله وقبله ايضا المرحوم الدكتور المجذوب الخليفة ، وحتى الامين حسن عمر الم يكن هو ايضا (حاجة كدا )  فى موضوع سلام دار فور ؟!
موضوع دار فور لا يحتاج ابدا الى لجنة عليا او دنيا رئاسية او حتى وزارية ، وان هذا القرار الجديد ما هو الا لاغراض البروبوغاندا وتهدية الامور بممارسة الاستهبال السياسى  والاستغفال الدولى الذى تمارسه حكومة المؤتمر الوطنى منذ اندلاع الثورة فى دار فور فى عام 2003 . قضية دار فور العادلة تحتاج فقط الى ارادة سياسية صادقة لمواجهة القضية وحلها ، وهذه الارادة اثبتت التجربة انها سوف لا ولن تتوفر عند حكومة الانقاذ برئاسة البشير وطغمته ، هذه فقط مظاهرة للفت الانظار وجرعة جديدة من المخدر لاهل دار فور حتى  يصابوا بنوع جديد من التخدير والنوم الى حين اشعار آخر .
ومن المضحكات المبكيات فى قرار البشير الاخير وفى الجزئية الخاصة باعادة تكوين “مكتب سلام دار فور ”  برئاسة امين حسن عمر ، حيث اورد القرار الآتى : (……ويختص المكتب المعني بحسب القرار، بمتابعة جهود إحلال السلام في دارفور وتقديم المشورة للجنة العليا للمتابعة ، مع متابعة خطوات إجراء الاستفتاء حول الوضع الإداري الدائم في دارفور).
بربكم هل يوجد استغفال واستهبال وازدراء لاهل دارفور اكثر من هذا الحديث ؟ الكل يذكر ان احد اسباب فشل اتفاق ابوجا ان حكومة المؤتمر الوطنى قد التفت على خطوة الاستفتاء على الوضع الادارى الدائم لدار فور – لاستفتاء اهل دار فور فيما اذا كانوا يرغبون الابقاء على الولايات الثلاث او الرجوع الى الاقليم الواحد والذى كان سائدا قبل الغاءه من قبل حكومة الانقاذ بقرار – ، الالتفاف الذى نعنيه هنا ان حكومة الانقاذ بدل الاحتكام الى شعب دار فور بهذا الخصوص قامت وقسمت الاقليم مجددا الى خمسة ولايات بدل الثلاث وذلك كنوع من تعقيد المسألة لانها فى الاساس ضد رجوع دار فور الى حالتها الاولى كاقليم واحد ، وياتى الان البشير وزمرته لتذكير الناس لموضوع سبق و اماتوه وحفروا له قبرا عميقا ودفنوه !
\نقول لهم كفى لعبا بمشاعر اهل دار فور وفوقوا من نومتكم هذه فان الوعى لا يتراجع ، واتركوا دار فور حتى يحين وقت انقاذها من شيطان (الانقاذ)فان الوقت قريب ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *