إنتهى مؤتمر أهل دارفور ولم ياتي بجديد بل زاد معاناة أهل الاقليم بقراراته المجحفة التي قضت بعزل أبناءه الذين إنطلقوا في ثورتهم منذ العام 1993م ، الممثلين أجمعوا على ان التحرير والعدالة هي ممثلة أهل دارفور وقضت بعزل الحركات الغير موقعة من مجتمع دارفور وكذلك النازحين الذين لم يشاركوا بل إعتقلتهم وفعلت بهم الافاعيل .إنظروا معي هل تعرفون معنى العزل هو العزله والابتعاد والتنحي جانبا أي عزل الشي يعزله عزلاً وهو عدم الانسجام مع هذا النسق الاجتماعي ، حين نعزل الناس لاننا نحس أننا أطهر منهم روحا أو أطيب قلبا أو أرحب منهم نفسا أو أذكى منهم عقلاً ، نكون قد صنعنا شرخا كبيراً في هذا المجتمع الموحد . فالانسان بطبعه مخلوقا إجتماعيا يميل للعيش وسط جماعة معينة يشعر بينهما بالامن والإستقرار والطمأنينة . وعندما يدعوا هذا المؤتمر بعزل أبناء دارفور عن مجتمعاتهم فهذه دعوة حق أريد بها باطل فهولاء الثوار هم جزء لا يتجزاء من هذا المجتمع فأين مصلحة أهل دارفور في عزل أبنائهم من مجتمعهم .
نضحك على أنفسنا عندما نلغي هذه الكلمة من قاموسنا أو ننمطها في صورة سيئة لها جانب واحد أساسه الاستغلال والمطاطية الاخلاقية ، لكن الاختلاف هو في كيف نحقق هذه المصلحة على مصالح الاخرين .
لقد قلنا من قبل أن المشاركين في هذا المؤتمر عبارة عن ضيوف جاءوا لاجازة قرارات المؤتمر المعدة مسبقا ، إذا جئنا للمنطق كيف نعزل أكثر من نصف مجتمع الاقليم عن ذويهم وهل يستوي هذا إذا كان عدد اللاجئين ثلاثة مليون تقريبا وعدد النازحين يقارب الاثنين مليون ناهيك عن الناشطين في منظمات المجتمع المدني الذين يفوق عددهم الثلاثة مائة ألف ناشط .، إذا هولاء الذين نريد عزلهم أي نعزل ثلاث أرباع المجتمع إذا كان أخر تعداد بالاقليم حوالي ثمانية مليون نسمة هل يعقل هذا ؟ وهل يقبل مجتمع الاقليم عزل هذا الكم الهائل من ذويهم ، هولاء هم أصحاب المصلحة الحقيقية الذين يجب أن يقرروا في مؤتمر كهذا . فالرضا هو إتجاه إيجابي من الفرد تجاه عمل يقوم به وهو الحالة التي يتكامل فيها الفرد ويتفاعل معها لتحقيق أهدافه الاجتماعيه . لم يرضوا ولم يشاركو وإنتهى هذا المؤتمر ولم ياتي بجديد . مهما فعلتم وحاولتم قمع الثورة لن تنالوا فنحن على الدرب سائرون .
نواصل