لماذا ياسر عرمان وليس ابراهيم غندور ؟

لماذا ياسر عرمان وليس ابراهيم غندور ؟
حسن اسحق
تبدأ جولة التفاوض من جديد بين الحركة الشعبية قطاع الشمال
وحزب المؤتمر الوطني في الثاني والعشرين من ابريل/نيسان الحالي باديس
ابابا،بعد ان فشلت في شهر مارس/اذار الماضي،لتمسك الحكومة بالحل الجزئي
حول المنطقتين جنوب كردفان والنيل الازرق،واصرار الحركة الشعبية علي ورقة
التفاوض الشامل لازمة السودان بصفة عامة والمنطقتين بصفة خاصة،لان الازمة
ازمة حكم اصابت الدولة السودانية منذ ان ورثها احفاد الطائفية واصحاب
الدولة الدينية،وفي اعتقادهم انهم الوحيدون المخول لهم كيفية ادارة
البلاد،وماسواهم اتباع انتهازيين.بعد فشل الجولة السابقة حشد المؤتمر
الوطني اعضاءهم من ابناء جنوب كردفان،وطالبوا بعزل ياسر عرمان القيادي في
الحركة الشعبية من وفد تفاوض الحركة،وتعيين اصحاب المصلحة من
المنطقتين،باعتبار ياسر عرمان ليس من جبال النوبة والنيل الازرق،وكأن
ابراهيم غندور وفد التفاوض من الدلنج او كادوقلي وكاودا،ومن حق غندور ان
ينتمي لهذه الجهات،ببساطة لانه سوداني،وكذلك ياسر عرمان لانه ايضا سوداني
له أحقية ان ينتمي الي الانقسنا وجبل ملكن ويابوس والجنينة.ان النظام
العنصري في الخرطوم دائما يقسم الاشياء بنظرة جهوية وعرقية وعنصرية لتضمن
له ديمومة الحكم،وهو يخطئ اذا نظر اليها من جانب احادي.ان الحركة الشعبية
بامكانها ان تعين أحد ابناء المنطقتين وفدا للتفاوض،لها المقدرة السياسية
والعسكرية وكوادر ممتازين في فن التفاوض،لكن ما لم تفهمه الحكومة
العنصرية ان فهم الحركة كان دائما شامل ،رغم انطلاقها من
المنطقتين.وتصاعدت في الاونة الاخيرة اصوات ابناء جبال النوبة،المطالبة
بعزل عرمان من وفد التفاوض في الداخل والخارج ،كما كشفت عفاف جلال تاور
عن تحركات واسعة لابعاده من ملف التفاوض في الجولة القادمة،وتصريحها نقله
المركز السوداني المحسوب لجهاز الامن ان هذه التحركات املتها ضرورة
التوصل الي سلام في المنطقة بعد ابداء عرمان مماطلات في الجولات السابقة
ومحاولة اقحام قضايا السودان في مفاوضات المنطقتين،مع تأكيدها علي رفض
ابناء النوبة نتيجة لعدم معرفة عرمان للمنطقة وقضاياها الحقيقية.اذا كان
ياسر جاهل بطبيعة المنطقة وقضيتها،وهي الاعلم بها،لماذا هي وابناء
المنطقة يسكتون عن جرائم النظام في المنطقة،منذ تحرك المتحركات لتحرير
الجبال بقيادة حميدتي،وطيران الدولة الذي يقصف قري ومناطق المدنيين منذ
شهر يونيو 2011 ،لماذا لم يطلبوا من البرلمان ان توقف الحكومة حربها علي
المدنيين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *