لاهاي مصير البشير الحتمي والعقوبات لن تُرفع

لاهاي مصير البشير الحتمي والعقوبات لن تُرفع !!
خالد عثمان:سيناريو وارد
تتنصر ثورة الشباب في سوريا ، تنكشف حماس وتقرر تحويل مقراتها الي السودان ، تقرر أمريكا واسرائيل تغيير النظام في السودان ، يتم التخطيط لإلقاء القبض على الرئيس السوداني، أربع طائرات أباتشي تطير على علو منخفض في أتجاه ضاحية كوبر بعد أن تلقت التأكيد من الاقمار الصناعية بوجود السيد الرئيس في منزله، تسبق الاباتشي ، طائرة من دون طيار بريديتور (المفترس) تلقي شحنة من الغازات، تخدر هذه الغازات وتنيم سكان كوبر والرئيس وحراسته، يتم أخذ الرئيس نائماً – ” كما أُخذ كارلوس من قبل”- الي  سفينة أمريكية قبالة بورتسودان، ومن ثم الي لاهاي،  تم تنفيذ عمليات مثلها في بنما، طهران ومؤخراً في باكستان.
  الولايات المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية
المعضلة التي تواجه المحكمة الجنائية هي عدم مقدرتها على تنفيذ أوامر القبض، لعدم وجود آلية للقيام بذلك ، وتصعب مهتمها في أفريقيا بالذات ،  لعدم تعاون الاتحاد الافريقي معها ، لذلك وبعد ان أقتنعت المحكمة الجنائية الدولية بعبثية الاعتماد على الدول لإنفاذ أمر القبض ، قررت اللجوء الى الولايات المتحدة الامريكية لمساعدتها في جلب المتهمين للعدالة.
 في يونيو2009  صرح المدعي العام للمحكمة لويس مورينو أوكامبو بان المحكمة الجنائية الدولية في حاجة الي قوات خاصة بقدرات نادرة وسلاح غير متاح للجيوش الاقليمية، واضاف بأن على تحالف الراغبين “coalitions of the willing ” إلقاء القبض على المتهمين، ومؤخراً صرحت  لشبكة سي إن إن ، المستشارة الخاصة  للمدعي العام،  “بياترس لو فرابر” ، بانه قد تم اعداد لائحة بالاحتياجات المطلوبة من الولايات المتحدة الامريكية حتى نتمكن من القبض على الرئيس السوداني عمر البشير ، جوزيف كوني في يوغندا وبوسكو ناقندا من الكونقو.
الولايات المتحدة تنظر من ناحيتها في امكانية الانضمام الي المحكمة الجنائية كمراقب ، كما صرح بذلك المستشار القانوني لوزارة الخارجية الامريكية هارولد هونقو كو ،واضاف بان  اوباما يبحث في الطرق الي يمكنه بها ان يساعد المحكمة في تحقيق اهدافها التاريخية لإحقاق العدالة. ان التحالف الجديد بين المحكمة الجنائية والولايات يجعل الاولى معتمدة كلياً على الآلة العسكرية الرهيبة للثانية.
أوباما غير مضمون
في مقال للصحفي نايل قاردنر (Nile Gardiner ) بصحيفة الديلي تلغراف  يوم الثلاثاء 3 مايو 2011، عدد عشرة مواقف غيّر فيها الرئيس الامريكي موقفه لمائة وثمانين درجة، من أهم تلك المواقف أو السياسات كما ذكر قاردنر التراجع عن إغلاق معتقل غوانتامو، وهو أحد أهم الوعود الانتخابية لاوباما، كذلك إعادته للمحاكم العسكرية للمتهمين بالارهاب، مواصلة احتجاز المتهمين بالارهاب  بدون محاكمة، اتخاذ قرار الهجوم على ليبيا بدون الحصول على موافقة الكونقرس، وضمّن قاردنر تراجع أوباما عن مواقفه تجاه جرائم الابادة الجماعية في دارفور.ونخلص من مقالة قاردنر بأن أوباما  لايمكن الوثوق به ، ويمكنه ان يغير مواقفه في أي لحظة حسب الظروف المحيطه به.
إعتراف الرئيس
من ناحية أخرى أن أهم مخلص خرج به القاريء الغربي بعد لقاء الرئيس السوداني مع الصحيفة البريطانية هو إعتراف البشير بمسؤوليته الكاملة عن الجرائم التي أرتكبت في دارفور مانحا المحكمة الجنائية دليلا مجانياً يضاف الي صحيفة اتهامه، بالاضافة الي خطبته  الحماسية التي يهدد فيها بالحرب في سبيل أبيي ، مما يؤدى الي التصعيد والتوتر والاشتباكات التي تناقلتها وكالات الانباء العالمية ومواقع حقوق الانسان والتي تُسرّع الآن مجهودات القبض عليه وتدفع الادارة الامريكية بتغير مواقفها والتراجع عن رفع العقوبات.
الانتخابات الامريكية القادمة
مع إغتيال زعيم القاعدة اسامة بن لادن ترتفع اسهم الرئيس الامريكي اوباما ، مما يشجعه على الترشح مرة أخرى للرئاسة الامريكية ، وهذا الوضع يستوجب الرجوع مرة أخرى الي جماعات الضغط السوداء واليهودية من أجل كسب الاصوات،، جماعات الضغط تلك، بدأت في تصعيد حملتها مستعينة بالاخبار القادمة من ولاية جنوب كردفان حيث يتهم السيد أحمد هارون بمقتل 20 شخصاً بسبب النزاع على الانتخابات الاقليمية الجارية هنالك حالياً، كذلك تجدد القتال بين الشمال والجنوب في أبيي ونزيف الدم المستمر ، وسيفيق ضمير أوباما مرة أخرى لنسمع منه أحاديث 2008.
المجتمع الدولي
 على صعيد آخر كانت موافقة الصين وروسيا على استصدار قرار مجلس الأمن رقم 1973 القاضي بالتدخل العسكري في ليبيا يمثل منعطفاً خطيراً للدور الصيني في العلاقات الدولية ، فالصين التي تدير دبلوماسيتها الخاصة والمعروفة ب”التناغمية” تجد نفسها مضطرة التي التصرف ببراغماتية والتضحية في بعض الاحيان بمصالحها في بعض مناظق أفريقيا التي أضحت بالنسبة لها مثل مربعات الشطرنج تحرك جنودها فيها بالتناغم مع ما يمليه المسرح الدولي.
الخناق يضيق والنظام يهرب الي الداخل
لقد مثلت اتفاقية السلام الشاملة فرصة عظيمة للتحول الديمقراطي وبسط مساحات الديمقراطية والرأي، لكن  جاء تزوير الانتخابات، التى غض المجتمع الدولي الطرف عن سلبياتها الي حين ، لتزيد من الغبن بين القوى السياسية وتفاقم الخلافات داخل حزب المؤتمر الوطني نفسه.
ان مطاردة الرئيس البشير من قبل المجتمع الدولي تجعله اكثر تشددأ وتمسكا بالسلطة حتى يستفيد من الاجهزة الامنية التي تحميه، ولكن سيأتيه الخطر من المقريبين الطامعيين أو من الوطنيين الكامنيين، وان غداً لناظره قريب.

[email protected]
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *