مخيم الكيلو 18 للاجئين (جنوب السودان) (رويترز) – قال لاجئون ان القوات المسلحة السودانية تهاجم قرى بولاية النيل الازرق الحدودية بالطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر والجنود مما اسفر عن مقتل مدنيين وحرق منازل وذلك في حملة للتصدي للتمرد يقول نشطاء حقوقيون انها قد تتضمن ارتكاب جرائم حرب.
وفي المقابل يتهم الجيش السوداني والمسؤولون المدنيون -والذين ينفون بشدة هذه المزاعم- المتمردين باستخدام المدنيين دروعا بشرية لكسب التعاطف الدولي.
وفي اكثر من عشر مقابلات قال لاجئون وصلوا إلى جنوب السودان على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية لرويترز ان القوات المسلحة السودانية احرقت منازلهم في تلال انقسانا بولاية النيل الأزرق مما اجبر السكان على الفرار إلى الكهوف والاحراش المجاورة.
وهؤلاء اللاجئون هم ضحايا صراع اندلع العام الماضي قرب موعد انفصال جنوب السودان عن السودان وفقا لاتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 وانهى ستة اعوام من السلام الهش واثار الاضطرابات على طول الحدود التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر بين السودان وجنوب السودان.
وأدى تصاعد حدة القتال بين القوات الحكومية والمتمردين -الذين تتهم الخرطوم الجنوب بدعمهم- الى تعقيد المحادثات الصعبة أصلا بين البلدين والتي تستهدف ايجاد من لعدد من الموضوعات المعلقة بينهما.
كما ازعج الصراع ايضا وكالات الاغاثة التي تخشى من وقوع كارثة انسانية في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان والثانية ولاية حدودية اخرى وكلتاهما تعانيان من تراجع مخزونات الطعام.
وسورا ماياس واحدة من بين 35 الف لاجئ جديد في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان وقد وصلت بعد مسيرة اشهر.
وقالت ماياس وهي تهدهد واحدا من رضيعيها التوأمين اللذين يعانيان من سوء التغذية انها تجري منذ ديسمبر كانون الاول عندما هاجمت القوات السودانية قريتها جام.
وقالت “بعد الظهر وبعد الغذاء جاءت الطائرة وقصفت القرية ثم بدأ الجنود في احراق كل المنازل وهرب الناس إلى الغابة.”
وقالت من خلال مترجم للغة الانقسانا “في المساء عندما اختبأت بين الاشجار اطلق الجنود الرصاص من أسلحة رشاشة على الغابة.”
ويصعب التحقق من الاحداث في المناطق الحدودية من مصدر مستقل لأنها مناطق نائية يحظر السودان دخول المراقبين المستقلين إليها.
لكن شهادات اللاجئين تشبه بعض ما نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش في ابريل نيسان من شهادات قالت انها “تشير إلى ان جرائم حرب محتملة ربما تكون قد وقعت.”
ويرفض المسؤولون السودانيون هذه الاتهامات ويقولون ان قواتهم على الحدود تساعد المدنيين ولا تهاجمهم. ويشير هؤلاء المسؤولون إلى ان كثيرا من السكان فروا بالفعل من الشمال بسبب الصراع لأنهم يشعرون بالامان اكثر في الجنوب.
ونفى ربيع عبد العاطي المسؤول بوزارة الاعلام السودانية ان يكون الجيش السوداني قد احرق قرى لكنه قال ان المتمردين ربما يكونوا قد احرقوها.
وقال ان المتمردين لا يحكمهم قانون ولا يحترمون المدنيين ويسببون كثيرا من الدمار وانه لا يتصور ان يحرق الجيش القرى.
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
من هيروارد هولاند