كيف فرمل الرئيس السيسي تشكيل حكومة الفريق بكري مكايدة للرئيس البشير ؟

الحلقة الثالثة ( 3-5 )
ثروت قاسم

كيف إسترقت مصر بلاد السودان ؟

في هذه المقالة ( كيف إسترقت مصر بلاد السودان ؟ ) من 5 حلقات ، نحاول استعراض بعض المحطات المهمة في العلاقة الازلية التي ربطت وتربط دولتي وشعبي مصر والسودان منذ فجر التاريخ وحتى يوم الدين هذا .

في هذه الحلقة الثالثة من المقالة ، وفي النقاط ادناه ، تجد مقتطفات مختارة من مكايدات الرئيس السيس

ي وإستفزازاته ، التي لا مبرر لها ، لبلاد السودان وأهل بلاد السودان .

اولاً :

في يوم الاحد 16 ابريل 2017 ، اكد الرئيس البشير ( لن نترك جزءًاً من السودان خارج سيطرة الدولة ، وسنفرض الأمن وهيبة الدولة في كل موقع ) .

في نفس يوم الاحد 16 ابريل ، سارع الفريق طه عثمان بتلفنة صديقه الروح بالروح اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس السيسي في القاهرة بتوضيح ان ما يقصده الرئيس البشير بتصريحه ليس تنضيف مثلث حلايب من الاحتلال المصري ، كما قد يتبادر للذهن ، وإنما بعض الجيوب في اعلى جبل مرة التي لا تزال تحت سيطرة قوات البطل عبدالواحد النور .

وفهم عباس كامل الكلام !

في سياق متصل ، وفي نفس يوم الاحد 16 ابريل ، اكد الرئيس البشير انتهاء الحوار الوطني يوم الاثنين 10 اكتوبر 2016 بالتوقيع على الوثيقة الوطنية للحوار ، وهدد الذين لم يوقعوا في تحالف قوى نداء السودان قائلاً :

( والما بجي للتوقيع ، والله بنجيهو هناك في محلو)

.

وضحك الناس وهم يسمعون الرئيس البشير يؤكد في نفس يوم الاحد 16 ابريل :

( لا يستطيع أحد في هذا العالم أن يمارس علينا ضغوطا.) .

خصوصاً بعدما سمعوا توكيدات وزير الخارجية الروسي يوم الاربعاء 12 ابريل 2017 ، بأن الرئيس البشير قسم السودان إلى قسمين تحت الابتزاز الامريكي بامر القبض … أمر القبض الذي لا يزال سارياً ، ومعه الابتزاز والضغوط والتهديدات الامريكية .

لا يزال البعض يسألون سؤال المليون دولار :

كيف يقبل السودانيون ان يحكمهم رئيس واقع تحت الابتزاز والتهديد ، فيفرط في الثوابت الوطنية كما حدث في يوم الاحد 9 يناير 2011 ؟

السؤال الذي يدعونا إلى التساؤل عن الدور الذى قام به الاستبداد فى إشاعة الوهن والنيل من العزائم فى اهل السودان ؟

وهل بطش وقهر الرئيس البشير للسودانيين قد كسر عزمهم ، فضاع منهم معنى الرجولة ، وهم احفاد ابطال شيكان ، الذين تغزل في شجاعتهم وبسالتهم ورجولتهم اعداؤهم الانجليز ؟

ولكن ياتيك صوت السيد الامام هادراً :

اعاذلتي مهلاً إذا ما تاخرت

قوافلنا حتماً فسوف نعود

ولا بد من ورد لظمأ تطاولت

ليالي سراها وإحتواها البيد .

ويذكرنا السيد الامام ببيت المتنبي :

كم قد قُتلت وكم قد مت عندكم

ثم إنتفضت فزال القبر والكفن .

أصبر نفسك ، يا حبيب ، مع السيد الامام ، ولا تعدو عيناك عنه ، تكن من المنتصرين .

ثانياً ً :

في يوم الجمعة 14 ابريل 2017 ، وبامر من الرئيس السيسي لرئيس الوزراء شريف اسماعيل ، بث التلفزيون القومي المصري شعائر صلاة الجمعة من مسجد صغير في مدينة شلاتين في مثلث حلايب ، لتثبيت مصرية المثلث . كنت ترى في التلفزيون المصلين من قبيلة البجا السودانية بجلاليبهم السودانية ، ولكن ازدحم المسجد الصغير بقيادات عسكرية مصرية من مختلف الرتب ، وبأزيائهم العسكرية ، وكأنهم يتأهبون لمعركة حربية ، وليس لاداء فريضة صلاة الجمعة .

هذه اول مرة ، يبث التلفزيون المصري شعائر صلاة الجمعة من مسجد صغير في مثلث حلايب ، في محاولة إستفزازية عبثية لتوكيد مصرية المثلث .

في سياق متصل ، وجهت مصر صوت لوم قاس لشقيقها السودان لتوقيع الرئيس البشير مع رئيس الوزراء الاثيوبي ، في اديس ابابا يوم الثلاثاء 4 ابريل 2017 ، اتفاقية للتكامل والدفاع المشترك بين البلدين ، معتبرة هذه الاتفاقية تهديداً للأمن القومي المصري .

كيف يا هذا ؟

أسأل العنبة الرامية فوق بيتنا .

ثالثاً :

في يوم السبت 15 ابريل 2017 ، طلب الفريق طه عثمان من صديقه الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التوسط لدى الرئيس السيسي لوقف الاستفزازات المصرية ضد السودان ، خصوصاً تعطيله لإعلان تشكيلة حكومة الوفاق الجديدة . ذلك إن الرئيس السيسي ( طلب ) من السيد محمد عثمان الميرغني عدم تقديم قائمة بوزرائه في التشكيلة الوزارية الجديدة ، لتعطيل تكوينها … كيتن في المرقوت وعشان تاني .

وكما هو معلوم :

+ فلن يتم تكوين الحكومة بدون وزراء السيد الميرغني ، العمود الفقري للحكومة بعد وزراء حزب المؤتمر الوطني الحاكم .

+ وكما هو مفهوم فالسيد الميرغني واهله يقولون دوماً للمصريين ، منذ جردة كتشنر وحتى يوم الدين هذا :

انتو عاوزين شنو ، ونحن جاهزين .

في نفس يوم السبت 15 ابريل ، اتصل الشيخ منصور بالرئيس السيسي لفك الحظر على مشاركة السيد الميرغني في حكومة الفريق بكري حسن صالح ، وإطفاء الفتنة المفتعلة بين الشقيقين السيسي والبشير .

في يوم الاحد 16 ابريل ، طمأن الشيخ منصور الرئيس البشير بان كل شئ تمام التمام :

+ سوف يفك الرئيس السيسي الحظر على تكوين حكومة الفريق بكري حسن صالح .

+ وان اشارات المرور على الطريق الذي سوف يسير عليه موكب وزير الخارجية المصري عند وصوله الخرطوم يوم الخميس 20 ابريل 2017 … الاشارات الضؤئية كلها خضراء .

رابعاً :

في يوم الخميس 20 ابريل 2017 يجتمع في الخرطوم وزيرا خارجية مصر والسودان لمناقشة الازمات المتعددة العالقة بينهما ، من سد النهضة الاثيوبي إلى مثلث حلايب مروراً بالازمة الدبلوماسية بخصوص تصويت مصر في مجلس الامن لصالح تمديد قرار مجلس الامن 1593 ( 2005 ) بخصوص العقوبات المفروضة على السودان في ملف دارفور .

تشمل هذه العقوبات حظر بيع اسلحة للسودان ، وحظر سفر متهمين في ملف دارفور وتجميد ارصدتهم .

ولكن ، في يوم السبت 15 ابريل 2017 ، نفخت الوسائط الاعلامية في مصر والسودان في بالون تمديد القرار 1593 ، وضاعت الحقيقة وسط الهرج والمرج .

وهاك ما حدث بالضبط ، ليسجل التاريخ .

في يوم الاربعاء 8 فبراير 2017 ، جدد مجلس الامن ، وبالإجماع ، القرار 1593 بخصوص ملف دارفور ، لمدة سنة اخرى ، كما ظل يجدده كل سنة منذ اعتماد القرار لاول مرة في يوم الخميس 31 مارس 2005 . صوتت مصر واثيوبيا والستغال لصالح التمديد ، وكذلك روسيا حليفة نظام الانقاذ .

وقتها لم يقل احد في الخرطوم بغم .

في يوم الجمعة 7 ابريل 2017 ، عقدت لجنة مجلس الأمن حول دارفور ، المكونة عملا بالقرار 1593 (2005) مشاورات ( غير رسمية وبدون تصويت ) ، للنظر في تقرير ربع سنوي ، وخطة عمل قدمهما فريق الخبراء التابع لهذه اللجنة . في تقريره ابلغ فريق الخبراء اللجنة بعزمه السفر لدارفور لتقصي الحقائق وتقديم تقرير للجنة في اجتماعها الربع سنوي القادم في يوليو 2017 .

في هذا الاجتماع الذي عقد في نيو يورك يوم الجمعة 7 ابريل 2017 ، طالب السكرتير الثاني في بعثة مصر لدى مجلس الامن بتمديد العقوبات على السودان ، الامر الذي تم في يوم الاربعاء 8 فبراير 2017 ، عند تمديد العمل بالقرار 1593 لمدة سنة اخرى .

هل كان هذا التصرف عن جهل من السكرتير الثاني ؟ ام مكايدة عبثية بتحريش من رؤسائه ، إن في السفارة المصرية في واشنطون ، وإن في وزارة الخارجية في القاهرة ؟

في الحالتين كان تصرفاً عبثياً لا مبرر له .

كما ترى ، فقد كانت زوبعة في فنجان ، ولكن لتوتر العلاقات بين مصر والسودان لاسباب اخرى ، فقد تم النفخ فيها ، وتصويرها وكأنها ازمة دبلوماسية كبرى .

القرار في مصر عند الرئيس السيسي ، وفي السودان عند الرئيس البشير . ولإنعدام المؤسسية في البلدين فإن وزيري الخارجية في مصر والسودان مجرد موظفين ينفذون الاوامر الرئاسية ، ولن يتم حسم الامور العالقة الا بإجتماع بين الرئيسين ، لأن البيادق على رقعة الشطرنج السودانية – المصرية لا تستطيع إتخاذ اي قرارات مصيرية .

وبعد … دعنا نفتح سجلات التاريخ ، لنستعرض ظلم الانسان المصري لاخيه الانسان السوداني على مر العصور ، ومنذ فرعون موسى .

نواصل في الحلقة الرابعة …

Facebook page :

https://m.facebook.com/tharwat.gasim

Email:

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *