كيف سيواجه البشير الشعب السوداني بعد الإنفصال ؟

عندما نقول بأن حاكماً معيناً قد أتى بالسلام لشعبه فهذا يعني بأنه أوقف صوت المدافع وأقنع الطرف الآخر بأنه سينال نصيبه كاملاً من السلطة والثروة والمشاركة في حُكم البلاد ولكن أن يأتينا الحاكم بقرار فصل البلاد مُدعياً بأنه جاء بالسلام ! فهذا في رأيي البسيط لا يعتبر سلاماً وإنما يُعتبر خيبة وخيانة عُظمى للوطن تستحق ان ينال بها صاحبها أقصى العقاب العسكري وهو الرمي بالرصاص ولذلك أنا أُحذر من إقدام وطني غيور بإغتيال الرئيس بإعتباره مسئولاً عن عملية تقسيم السودان وهذا ليس تحريضا مني للقيام بهكذا فعل ولكن كل المعطيات لدينا تجعلنا نترقب تاريخ التاسع من يناير وفي أذهاننا ذكريات إغتيال الرئيس أنور السادات الذي ظنّ بأنه قد جاء بالسلام للأمة العربية في حين إعتبره آخرون بأنه خان الأمة العربية والإسلامية وكانت المأساة والإغتيال إذن على الرئيس البشير ان يكون حذراً في كيفية مواجهة الشعب السوداني بعد الإنفصال لأن الأمر ليس هيّناً كما يظن هو حيث قال في إحدى لقاءآته السابقة بأن إنفصال الجنوب ليس نهاية للعالم !!! ولكنه في نظر الكثيرين يُعتبر نهاية للوطن الواحد الموحد
هواجس إنفصالية
هل يستطيع أحد من أهل الإنقاذ بأن يُخبرنا عن تصوره لواقع الكُرة السودانية بعد الإنفصال ما هو مصير اللاعبون الجنوبيين في الأندية المختلفة هل سيصبحون بين ليلة وضحاها مجرد محترفين أجانب وعليهم تسوية أوضاعهم القانونية او الرحيل عن هذة الأندية ! وما هو مصير باقي الرياضات كألعاب القوى والسلة التي يشكل الجنوبيين العمود الفقري لها ؟ وما هو مصير الشارع الرياضي السوداني
ماذا لو قام الجنوبيين بتغيير إسم دولتهم بحيث تم حذف كلمة السودان نهائياً والإتيان بإسم جديد لكي يقفلوا الباب أمام أي باب للأمل بالوحدة ولو بعد مئآت السنين فهل سيعتبر ذلك سلام مُستدام ام عار مُستدام في جبين ثورة الإنقاذ
ماهو مصير النسيج الإجتماعي للسودانيين داخل كل مُدن السودان فهل ستقوم حُكومة الشمال بمطاردة الجنوبيين في الشوارع للتثبت من هوياتهم !!!! وترحيل المخالفين للإقامة !!!! وماهو مصير الجنوبيين الذين كانوا قد صوتوا  للوحدة رُغم الإنفصال فكيف سيعيشون في ظل حُكومة تطارد إخوانهم الجنوبيين لأنهم صوتوا للإنفصال وكيف ستميّز الحكومة بينهم وبين غيرهم ؟
وما هو مصير الطلاب الجنوبيين الذين يدرسون في شتى المراحل التعليمية ؟؟ وما هو مصير الجنوبيين الإنقاذيين ؟ حقيقة إذا حاولت التساؤل عن هذة الهواجس سأظل أكتب وأكتب حتى موعد الإنفصال دون إتمامها إذن السودان مُقبل نحو الهاوية إن لم يلطف بنا الله ويُعمي الجنوبيين من مكان سهم الإشارة بنعم للإنفصال ويجعلهم يضعون أصابعهم في مكان سهم الإشارة بنعم للوحدة ولكنها تظل أحلام درويش
عبد الله بن عُبيد الله
ولاية إنديانا
الولايات المُتحدة الأمريكية

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *