كتاب يصدر بالقاهرة يرصد: السودان بين العبودية والتطهير الإثني

يصدر قريبا عن «دار النخبة للطباعة والنشر والتوزيع» بالقاهرة كتاب «السودان: من العنصرية إلى التطهير الإثني- مآلات جدل الهوية وأزمة التغيير» للكاتب السوداني المقيم في الولايات المتحدة عثمان نواي.

الكتاب يلقي الضوء على اللحظات التاريخية التي كان لها الدور الاكبر في تشكيل السودان بشكله الحاضر. ليس بهدف النظر إلى الأحداث التاريخية بقدر ما هو النظر إلى السياق المفاهيمي لتلك الأحداث وتأثيرها وتأثرها بالمحتوى الثقافي والمحمول الذهني للمجتمعات السودانية في فترات مختلفة.

ويبرز الكتاب أهمية بعض الظواهر والممارسات السياسية والاجتماعية وا

لاقتصادية التي تكثف وجودها في مراحل تاريخية معينة وكان لها عظيم الأثر على مسار تشكيل السودان مجتمعيا وثقافيا وسياسيا.

ومن أهم المراحل التاريخية التي يرصدها الكاتب واشتملت على نقلة تاريخية هامة للسودان كانت العملية الطويلة والممتدة عبر قرون عديدة التي تم من خلالها دخول العرب كعنصر وعرقية إلى البلاد حاملين معهم العروبة والإسلام كثقافة وهوية. حيث كان التصادم الحضاري هو التحدى الأهم الذي هز التركيبة الاجتماعية والثقافية والسياسية للسودان من أعماقها، وأدى إلى تشكيل الكيان السوداني بالصورة الموجودة اليوم.

ويشير المؤلف إلى أن الوافدين الجدد أتوا إلى أرض كانت تحمل طابعا ثقافيا إفريقيا بامتياز. فلقد كانت حضارة النوبة المسيحية في تلك اللحظة ورغم ارتباطها بمصر دينيا إلا أنها كانت شديدة الارتباط بالواقع الإفريقي ثقافة وعرقا وامتدادا في الصلات غربا وشرقا وجنوبا.

وأضاف أن علاقة العرب بالسودان لم تبدأ مع الفتوحات الإسلامية، بل لها تاريخ ممتد منذ العهود القديمة، إلا أن أهمية اللحظة التاريخية المرتبطة ببداية دخول العرب إلى السودان في منتصف القرن السابع الميلادي، التي تزامنت مع بداية الفتوحات الإسلامية ترتبط بأن العرب الوافدين في تلك اللحظة لم يكونوا فقط تجارا عابرين أو مجموعات غازية بهدف أطماع اقتصادية وسياسية توسعية فقط، بل كانوا حاملين لدين جديد ومعبرين عن مد ثقافي جديد، أي انهم كانوا قادمين لكي يسيطروا ولكي يبقوا.

وكان اختلاط سكان السودان الأصليين بالعرب عبر النسب ناتجا عن استراتيجية من قبل ملوك النوبة لاحتواء توسع وازدياد النفوذ العربي. ولذلك كانت المصاهرة بين الملوك والعرب وسيلة لادماج القادمين الجدد، وتأمين جانبهم والتفاعل معهم في إطار سلمي يجنب العباد والبلاد مخاطر الحروبات وهلاك الشعوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *