كامل تعاطفي مع صاحب الردود الخمسية د. محمد وقيع الله في محنته (2-2)
لازلت بصدد ظاهرة الدكتور محمد وقيع الله الذي يقوم بدور يقدح في صحته النفسية وكفاءته العلمية ونزاهته الشخصية، وفي الحلقة الأولى فندت كذبه حول سبب كتابة مقالي ضد في 22 أبريل 2008م وقد كتب رده على هذا المقال في 25 اكتوبر 2011م، ومن خلال الحلقة الأولى أكدت أنني لم أدفن رأسي في الرمال عندما كنت في النظام ولم أسكت كما يسكت هو، وضحت بذلك عدد من المواقف وكتبت اسماء الشهود عليها وهم أحياء يرزقون.
أكل أموال الفنانين والمُنشدين..!!.
وفي هذه الحلقة أزيد الأخ د.محمد وقيع الله من الشعر بيت وأحكي له هذه القصة.. وهي واحدة من عشرات القصص التي كنت طرفاً فيها، في العام 1996م تعرفت على الاخ الكريم الفنان اسماعيل حسب الدائم وطلب مني مساعدته في الحصول على حقوق مالية برئاسة الجمهورية وتحديداً من الوزير عبدالرحيم محمد حسين، وحكى ليّ الأخ حسب الدائم انه في فترة من الفترات كانت تأتي إليهم توجيهات عاجلة من القصر الجمهوري بمصاحبة الرئيس عمر البشير في لقاءات جماهيرية داخل العاصمة وأحياناً خارجها، فكان يذهب مع فرقة موسيقية، كاملة لكن بعد أن تنتهي الفعالية أو المناسبة لا يجد أحداً يسلمهم أجر ما قاموا به من عمل، .. وذكر لي الأخ حسب الدائم بأن هذه المسألة تكررت كثيراً حتى أدخلته في مشاكل كبيرة مع عدد كبير من العازفين، وبالفعل ذهبت للوزير عبدالرحيم محمد حسين في منزله الكائن بحي المطار في ذات المنطقة التي كان يسكن فيها الفقيد الزبير محمد صالح عليه الرحمة وامين حسن عمر وغيرهم، وتأكدت من ابنه الاخ بكري من الموعد الذي يتواجد فيه والده في البيت وقابلته بالفعل قبيل صلاة المغرب وشرحت له مشكلة الاخ اسماعيل حسب الدائم وأبعادها المالية والاجتماعية والمهنية فوعدني خيراً إلا أنه لم يفعل شيئاً..الأمر الذي حدا بالفنان اسماعيل حسب الدائم أن يقطع علاقته بالمناسبات الرئاسية والحكومية عامة وبعدها تعرض للمرض ولم يجد من يساعده في رئاسة الجمهورية.
بالمناسبة هذا الظلم الذي جرى للفنان اسماعيل حسب الدائم نفسه جرى للمنشد محمد عبدالرحيم شنان أشهر منشدي (الانقاذ) في بداياتها وقد دخل في اشكالات مالية كبيرة ومعروفة مع العازفين، وفي فترة من الفترات كنت والاخ شنان لصيقي الصلة ببعضنا البعض، وفجأة اختفى عن الساحة فعرفت من أحد الاخوة بأن شناناً باع سيارته الخاصة برغم قدمها ولم تكفي ما يحتاجه وباع الكثير مما كثُر ثمنه وبالفعل قام بحل العديد من الإشكالات التي واجهته بسبب عدم التزام الجهات الرسمية بسداد ما عليها من أموال، وشخصي من الذين ناشدوا عدداً من هذه الجهات لحل مشكلة الاخ شنان ولم يسمعني أحد، وبهدوء شديد ودون ضوضاء غادر الاخ شنان البلاد وهو الآن مغترب بالمملكة العربية السعودية ويعمل في مجاله السابق التخليص الجمركي الذي تخصص فيه لسنوات عديدة بمدينة بورتسودان..!!.
وأكل أموال الناس بالباطل وسرقة جهودهم من قبل رئاسة الجمهورية وجهات نافذة عديدة أصبح شيئاً معتاداً ولا زال العديد من الناس يعانون هذا الظلم وقصة اسماعيل حسب الدائم وعبدالرحيم شنان نماذج يعرفها الجميع..!!.
عمر البشير جندي الحركة الاسلامية..!!.
بامكان الدكتور محمد وقيع الله أن يسأل الاخ الدكتور غازي صلاح الدين مما أذكره في هذه النقطة.
في منتصف التسعينات كنا نحن الصحفيون الشباب في الحركة (الاسلامية) ننتقد الأداء التنفيذي للدولة وما أن نجد فرصة لتوصيل رسالتنا إلا وفعلنا، وقُمنا بالواجب الذي يمليه علينا ديننا ووطننا، وفي مرة من المرات طالبنا بقوة وبشكل رسمي بمقابلة الرئيس عمر البشير في لقاء مصارحة ومكاشفة وبالفعل قام د. غازي صلاح الدين بترتيب هذا اللقاء الذي تم في مقر الامانة العامة للمؤتمر الوطني بالعمارات في العام 1997م، وأذكر ان اللقاء جمع أمين حسن عمر وغازي صلاح الدين والرئيس عمر البشير وعدد من الصحافيين وأذكر منهم المرحوم محمد طه محمد أحمد والاخوة محمد الفاتح أحمد حسن، أحمد مدثر أحمد، وعدد كبير من الزملاء وكان اللقاء في الفضاء الخارجي للمقر وكان عصراً، وابتدر اللقاء د. غازي مرحباً بالجميع وذكر ان اللقاء يأتي في طار اللقاءات المتواصلة مع فئات الحزب المختلفة، وفي الحقيقة كان ذلك هو أول لقاء لنا نحن صحفيو (الانقاذ)مع الرئيس، فقمنا بطرح أسئلة ومداخلات حول الفساد في الدولة وغياب المؤسسات الرقابية والعلاقة ما بين الحزب والحركة (الاسلامية) والدولة، وأتذكر جيداً والحمدلله الكثير من الأخوة الحضور في ذلك اللقاء، وهم موجودون الآن وجلهم في مؤسسات الحكومة حالياً..ضحك الرئيس في بداية حديثه..ضحك المغلوب على أمره وقال لنا بالحرف الواحد “يا جماعة انا جندي في الحركة الاسلامية زيكم.. وأنا ذاتي بتجييني التعليمات من فوق”..!!!.
والمهم في هذه النقطة أن هذا اللقاء ما كان ليتم لولا أن كاتب هذا المقال خلق رأي عام وسط مجموعة من الزملاء للحديث للرئيس عن ملفات الفساد والتخبط والعشوائية في إدارة الدولة، وقد اثمرت هذه الضغوط على مكاشفة الرئيس شخصياً وداخل حوش الحزب الحاكم، وما كنت أدفن رأسي في الرمال كما يفعل الآن صاحبنا د. محمد وقيع الله بل ويمجد القتلة والحرامية آكلي قوت الشعب السوداني.
مع الدكتور حسن الترابي في أول لقاء بصحافيي الحركة (الاسلامية) بعد الانقلاب
وفي لقاء آخر.. في نهاية أيام ما عُرف بالمؤتمر الشعبي العربي الاسلامي وفي مقره بشارع البلدية في الخرطوم في إحدى أيام العام 1997م في الخامسة عصراً تم استدعاء..صحفيي الحركة (الاسلامية) من قبل الاستاذ أمين حسن عمر باعتباره أمين الاعلام في الحركة للقاء مع الدكتور الشيخ حسن الترابي وذكر أمين حسن عمر أن اللقاء بخصوص دستور السودان (1998م)، فتحدث د. الترابي عن الدستور وعن أشواق الاسلاميين لتطبيق الشريعة الاسلامية في السودان والمجاهدات الكثيرة التي قامت بها الحركة في هذا السبيل، ثم صب الترابي جام غضبه علينا كصحافيين، وعن غيابنا الواضح عن التبشير بالدستور والكتابة عنه وخلق اجماع حوله، وتحدث كثيراً عن الدور الصحفي والاعلامي في هذا المجال.
وبعد الانتهاء من الحديث فتح الاخ أمين باب النقاش وقام الدكتور الترابي بتصحيحه قائلاً باب (الحوار) مؤكداً أن اللقاء الهدف منه الحوار، وكنت أول من رفع يده للحديث منتقداً توجيه اللوم للصحافيين والاعلاميين وقلت بالحرف الواحد:
” إن الصحافيين في دولة الانقاذ هم أكثر الفئات التي لا يهتم بها أحد، وأن آخر لقاء لنا كصحافيين للحركة الاسلامية مع الدكتور الترابي كان في صحيفة (الراية) قبل الانقلاب باسبوع واحد فقط، والصحافيين هم أكثر فئات الاسلاميين معاناة في حياتهم وفي أداء رسالتهم وبرغم التجاهل من الشيخ والحركة والدولة إلا أنهم لعبوا دوراً كبيراً في تقويم اعوجاج الجهاز التنفيذي في الدولة وبشروا بما تحقق من انجازات، وسلطوا الضوء على الكثير من قضايا المجتمع السوداني، وأن الصحفيين أكثر فئات النظام فقراً مدقعاً وأكثرهم (عُزاّب) غير متزوجين نساءً ورجالاً ويعانون أمر المعاناة”.
وفي ذات المداخلة تحدثت عن الفساد في الدولة وقلت ” الفساد الذي أصبح يستشري في الحكم يجعلنا غير منفعلين بما يُطرح لأننا نرى ان استئصاله هو الأولى قبل أن يتفاقم”.
للدكتور محمد وقيع الله أن يتأكد مما ذكرت من الاخوة الذين كانوا حضوراً د. أمين حسن عمر، هاشم عثمان الحسن رئيس تحرير مجلة فضاءات دولية (حالياً) الصحفي ياسر المفتي عضو اتحاد الصحفيين السودانيين، الصحفي أحمد مدثر أحمد، د. محي الدين تيتاوي، الصحفي محمد الفاتح أحمد حسن رئيس تحرير صحيفة (دارفور الجديدة) سابقاً، النور محمد النور رئيس تحرير صحيفة الصحافة (حالياً) ومن الاخوات اشراقة عباس عبدالرحمن صحفية بوكالة السودان للأنباء (حالياً).. وعدد كبير من الزملاء والزميلات، وذلك حتى يتأكد أن كاتب هذه السطور ليس كما يعتقد هو ساكتاً عن الحق مثله، ومحمد وقيع في سنوات عسله مع النظام الحاكم لم ينطق ببنت شفه عندما أهدرت دماء وأريقت، واُحرقت مدن وقرى في دارفور وكردفان والجنوب، و اغتصبت نساء حرائر، واعتقلن ومُورس معهن أسوأ أنواع التعذيب النفسي والبدني واللفظي.. وهو غارق حتى أذنيه في تدبيج المقالات رداً على الوطنيين الأحرار.
وقيع الله يكثر من افتراء الكذب ويرمي الكلام على عواهنه وهو الذي نصب قلمه مدافعاً عن النظام الفاسد وقادته الفاسدون حينما يقول إن أيامنا مع (الانقاذ) كانت عسلاً..!! من الذي قال له ذلك بل العكس تماماً شخصياً كنت أشعر بالمرارة حيال ما يحدث من مفارقات الحكم باسم الاسلام وكانت لدينا نقاشات طويلة مع المسؤولين في هذا الشأن وفي الغالب لم يكن هناك من يحتمل مواصلة النقاش في هذا الصدد، وكانوا يقولون لنا أنتم سوداويون وتتوهمون الأشياء، ذلك برغم علمهم التام بأننا نعيش في قلب المجتمع وهم يعيشون في أبراجهم العاجية..!!.
وأتذكر في إحدى الرحلات الصحافية لدارفور والتي امتدت شهراً كاملاً بدأت من مناطق شمال دارفور؛ كتم ومليط ثم العودة للفاشر ثم مدينة نيالا وقد تجولت في مناطق جنوب دارفور وفي آخر جولتي في الولاية قابلت عدداً من المواطنين في منطقة برام بعد خروجي من الضعين وعرفت منهم بأن هناك (مجاعة) على الأبواب، فقمت بالتأكد من ذلك بنفسي فوجدت الأسواق خالية من الحبوب بكل أنواعها وتجولت في اكثر من منطقة وتيقنت بحقيقة الأمر في أكثر 10 مناطق بها أسواق كبيرة، وعندما وصلت الخرطوم مباشرة ذهبت لإدارة الأمن الاقتصادي وقابلت مسؤولاً كبيراً وذكرت له واقعة دنو المجاعة في دارفور وضرورة اللحاق بالأمر،فقال لي بالحرف الواحد “ياخي انتو تسمعوا إشاعات الشيوعيين دي وتجوا تزعجونا بيها”..!!.
هذه المفارقة حزّت في نفسي كثيراً..وهكذا..على مستوى مؤسسات الحركة (الاسلامية) والحزب الحاكم والدولة لا أحد يحتمل كلمة واحدة تتطلب عملاً أو محاسبة شخص ما أو تعديل وضع ما..الكل مشغول بتأسيس الشركات والصفقات التجارية و(الكُومشنات) والزوجات الصغيرات والجديدات، والانبهار بالسفر للخارج، خرجنا من هذه المعمعة بحمد الله تعالى كما دخلنا أول مرة لم نطلب جاهاً وإذا كنا نريد ذلك لإمتلكناه بلا ريب، كل الفرص كانت متاحة بل في أيادينا والله سبحانه وتعالى يشهد على ذلك، والجميع يعلم من الأصحاب والزملاء في العمل الصحفي والاعلامي والتنظيمي وحتى القادة الكبار لا زالوا يذكروننا بالخير ويشهدوا على ما قدمنا من عمل لم نرجو منه إلا ابتغاء وجه الله وحده، فليسأل د. وقيع الله من ذلك، إلا أنه دخل المعمعة بعد أنا خرجنا منها (الحمدلله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا) وقد تأكد لنا بالأدلة الملموسة والأسانيد التي لا يشك فيها أحد أن الخراب قد عّم كل ركن من الدولة والحزب الحاكم، وبالتالي أنهارت كل الدولة وكل المقومات التي كان يحظى بها السودان، حتى الشجاعة والمروة ضاعت عندما انتهج قادة النظام الأساليب القذرة في إبقاء الناس داخل المنظومة بل وزيادة (الكوم) بالترغيب والترهيب..وسيأتي اليوم الذي تكشف فيه ممارسات العصابة هذه للعالم قاطبة.
ترويض النفس بالسيطرة على بداوة الطبع..!!
الدكتور محمد وقيع الله يشتم ويسب ويهمز ويلمز برغم ان رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم ينفي صفة الايمان عن الذي يأتي هذه الأفعال في حديث يعرفه الجميع، وفي حواره مع الاخ الزميل الأستاذ صلاح شعيب بصحيفة (الصحافة) العدد رقم (4802) بتاريخ 19 اكتوبر 2006م يقول وقيع الله عن نفسه:
“أنا سريع الاحتدام والاصطدام مع الشخص الذي يختلف معي في الفكر والرأي.. لذلك أحب أن أعمل دائماً على انفراد كامل حتى في مجال عملي المهني وهو التدريس”، وفي تعليقه على هذه الفقرة يقول الدكتور عمر القراي “أليست هذه حماقة، شهد بها وقيع الله على نفسه دون موجب..؟! ألم يسمع بالقول (ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)..؟! وما ذنب هؤلاء الطلاب،الذين تقتضي دراستهم ان يعملوا في شكل مجموعات، وفرق ويفرض عليهم المنهج العلمي نفسه ان يختلفوا مع بعضهم ومع استاذهم..؟!، وما ذنبهم ان يكون استاذهم من الضيق بحيث يصادمهم إن هم اختلفوا معه في الرأي..؟!”، ويصف القراي هذا الفعل بقوله “إن د. محمد وقيع الله يعاني من مشكلة خطيرة وعصية على العلاج، وهو لن يتجاوزها اذا ظل مشغولاً عنها بنقد الآخرين، ولو انه يقبل منا مساعدة لاقترحنا عليه ان يتبع المنهاج النبوي في ترويض النفس والسيطرة على بداواة الطبع، حتى يتقبل الرأي المعارض في محبة وسعة”.
في حقيقة الأمر كتابات وقيع الله كشفت من أول مجيئه من الولايات المتحدة الامريكية أنه يحتاج لعلاج عاجل، والمراقب والقارئ الكريم للمساجلات التي كان طرفاً فيها يجد ان كل الذين كانوا في الجانب الآخر قد تحلوا بأدب الخطاب والحوار ولم يجنحوا للمهاترات والإساءات الشخصية برغم أنهم لم يدّعُوا دفاعهم عن الاسلام والمسلمين في السودان، ولم يصبغوا على شخصياتهم حب الدين والشعارات الاسلامية، من جانبي أثمن وأثني على مقترح الاخ د. عمر القراي لعلاج صاحبنا بقوله “أن يتبع د. وقيع الله المنهاج النبوي وأن يُروض نفسه بالسيطرة على بداوة الطبع”،، فإن النهج النبوي الشريف علمنا أدب الحوار انطلاقاً من الآية الكريمة (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) “..صدق الله العظيم، فإن كل الذين كانوا في الطرف الآخر قد تربوا على هذا الهدى القرآني الكريم..فإين د. وقيع الله من هذا الأدب..؟ّ.
وفي حقيقة الأمر أنا غير معني بنشر أسباب مجئ وقيع الله من أمريكا وما تحتفظ به سجلات الشرطة الأمريكية، لكن ما يهمني في المقام الأول أن الذي يرفع الإسلام شعاراً عليه أن يكون في مستوى الشعار وأن يتأدب بأدبه، وأن يتقيد بالسنة النبوية الشريفة في البُعد عن الهمز واللمز والغمز والإساءة والشتيمة للآخرين بسبب اختلافهم معه في الرأي والفكر.
د. محمد وقيع الله قام بتكفير كل من الختمية والانصار أيام انتخابات 1986م في بيان وزع في تلك الأيام محبةً وتقرباً من الدكتور حسن الترابي، وعندما أصبح الترابي الآن خارج اللعبة افتتن بعلي عثمان محمد طه وأصبح لا يتورع في الإساءة لشيخه القديم.
د. وقيع الله عندما يمدح القتلة ومصاصي الدماء..!!
إن مقولة (إن لم تستحي قل ما تشاء) تنطبق تماماً على د. محمد وقيع الله حينما يتهمنا ويشتمنا لا يستحي وهو الذي يمدح القتلة ومصاصي الدماء وفي مقالة له مؤخراً مدح صاحبنا شخص الديكتاتور علي عثمان محمد طه، والله انا نفسي استحيت لأخي وقيع الله لأنه لم يسمع كلامي ولم يفهم قصدي عندما قلت أنه “مثل الطالب الذي غاب عن الدراسة سنين عدداً ثم أصر على دخول الامتحان مع أبناء دفعته الذين سبقوه بالدراسة”..سقط بالفعل بل يسقط كل يوم.. وفي مقال له يصف علي عثمان محمد طه بالزهد والنزاهة وإلى ذلك من الأوصاف الكاذبة، وكلنا يعرف عدد الذين قام بتصفيتهم علي عثمان من الذين شاركوا معه في محاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك ومن بينهم الاخوة عليهم الرحمة (عبدالقادر يوسف وعبدالله الجعلي) في العاصمة الأثيوبية أديس ابابا عندما فشلت محاولة الاغتيال كانت الخطة تقول يجب تصفية الأخوين حتى يموت سر العملية، ولم يكن هؤلاء الاخوة فقط الذين تم تصفيتهم، والكثير من عمليات التصفيات الجسدية التي تمت كان بطلها علي عثمان محمد طه والكثير من عضوية النظام الحاكم يعلمون ذلك، ومهما بعدت الفترة الزمنية بين الوقت الحالي وسقوط النظام فإن الحقائق ستكشف يوماً ما وسيعرف وقيع الله أنه كان ضحية رغبته في الوظيفة..!!.
علي عثمان محمد طه حكيم الأمة..يا للوضاعة..!!
وفي مقال له بصحيفة (سودانايل الالكترونية) المنشور يومالأربعاء 13 تشرين1/أكتوير 2010م بعنوان (كبر في مواجهة التكبر العالمي) وفي إحدى فقرات المقال عنون د. موقيع الله هذه الفقرة بالعنوان التالي (حكيم الأمة علي عثمان..) وقال في منتن الفقرة:
“كان حكيم الأمة الأستاذ علي عثمان محمد طه قد أشار في مؤتمره الصحفي الذي عقده في الأسبوع الماضي، إلى حيثية أخرى دعت الحكومة إلى استقبال بعثة مجلس الأمن الدولي، وهي حيثيته التي قالت إن عضاء المجلس ليسوا كلهم على رأي رجل واحد”..!.
وفي ذات المقال يكرر د. محمد وقيع الله المفتون بشخصية علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية بقوله:
“هذا وقد كان حكيم الأمة الشيخ علي عثمان قد ألمح في حديثه إلى أن زيارة أعضاء مجلس الأمن إلى بلادنا لن تزيد من يعادونها منهم عداء فوق عدائهم القديم، لأنهم بلغوا من ذلك العداء المبلغ الأقصى الذي ما عليه من مزيد، وما أشار إليه الشيخ علي عثمان هو الحكمة التي في ثناياها الحكمة المتزنة التي تعودناها تصدر عنه وتجنب بلادنا المخاطر والأعطاب، وقد اكتست تلك الحكمة هدوءا وثقة، وأزجيت في قول لين، يقتدي أثرا من قول الذي أُلزم بالتزام القول اللين، في مواجهة فرعون الذي طغى”..!!.
بالله عليكم أي وضاعة هذه..؟!.
وفي مكان آخر نكتشف أن د. وقيع الله مُغرم بمدح الدكتاتورية ليس على مستوى السودان بل على مستوى العالم العربي فيمتدح ديكتاتور اليمن علي عبدالله صالح في مقال كتبه بعنوان (انصروا هذا البطل الصالح علي عبد الله صالح) المنشور بتاريخ الإثنين 07 أيلول/سبتمبر 2009 بصحيفة سودانايل الالكترونية فيقول “لا يقبل من علي عبدالله صالح هذا البطل الهمام إلا أن يسحق بؤر التمرد الحوثي سحقا كاملا، فيقي بذلك الشعب اليمني من شر بلاء مستطير برئ منه في عام 1962م، ثم جاء يعادوده ويعاوره الآن. وهو داء التعصب والتمرد الظلامي الإمامي الطائفي الباطني الذي هو واحد من شر أوبئة التاريخ وأشد رواسبه فتكا بالأمم، ولذا نرجو أن يسرع البطل علي عبد الله صالح في تحقيق هذا الفتح القومي الباسل، وأن يعجل به حتى لا يحاط به من قبيل القوى الخارجية، وحتى لا تتسع رقعة الفتنة في الداخل بدخول جماعات أخرى فيها”.
ويضيف وقيع الله”قد استطاع هذا المقدام الجسور غير المتردد أن يكسر جحافل الشيوعيين الذين استبدوا بجنوب اليمن، الذي تسلموه بمؤامرة تواطوء مكشوف مع الإنجليز، وأرادوا أن يجعلوا منه أداة لزعزعة أنحاء الجزيرة العربية كلها، وفي مقدمتها اليمن الباكي الذي كان يعرف السعيد”.
وها هو علي عبدالله صالح الذي وصفه وقيع الله بالمقدام الجسور..البطل الصالح..البطل الهمام – تأمل عزيزي القارئ في الأوصاف التي ألصقها هذا الدكتور محمد وقيع الله- هاهو البطل يقتل آلاف اليمنيين من الرجال والنساء والأطفال ولا أعتقد أن الشيوعيين إذا حكموا اليمن سيقتلون الشعب كما قتلهم البطل الجسور المقدام الهمام علي عبدالله صالح، وها هي اليمن اليوم على أبواب المجاعة الطاحنة بفعل الهمام الجسور..!!!.
هكذا دائماً د. محمد وقيع الله يراهن على الجواد الهزيل سواء كان علي عثمان محمد طه أو علي عبدالله صالح.. والأيام دُول..سنذكره بذلك إن شاء الله تعالى.
بين د. محمد وقيع الله..ود.حسن الترابي..!!.
كتب الأستاذ عبدالحميد أحمد محمد عن د. وقيع الله في مقالة من حلقتين بعنوان (محمد وقيع الله..أقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي) موجودة على شبكة الأنترنيت يقول”وقيع الله يقول في الشيخ الترابي ما كان يراه بالأمس خطرفات موتورين وتخرصات حاقدين..!، لقد كتب د. محمد وقيع الله يوماً رسالةً بعنوان “التجديد. الرأي والرأي الآخر” وإن كانت قليلة الفائدة إلا أنه شن فيها هجوماً كاسحاً على أعداء الشيخ الترابي ورماهم بأقذع العبارات ودافع عن كل آراء الترابي دفاع المستميت حتى أنه قال في مقدمة ذلك الكتاب “كنت في صيف 1986م قد شرعت أرد الشبهات وأقاويل الإرجاف التي ثارت مع حمى الإنتخابات السياسية، التي كان وقودها خطب السياسيين، ومن استعانوا بهم من الدعاة المتعصبين. فكتبت في صيحفة (ألوان) الغراء مقالاً بعنوان (جلاء الشبهات الضبابية. عن الفتاوي الترابية)..!! رددت به على الشيخ الطحان بعض ما كذب به على الشيخ الترابي وكنت بأمل ان أكتب مقالاً آخر أناقش فيها فكرة التجديد وتهجم متعصبة الدعوة عليها .. إلا أن أحد مشائخ الحركة الإسلامية وهو الشيخ أحمد محجوب حاج نور كان له رأي آخر وهو ألا ننشغل في معركة الإنتخابات الشاملة التي ستقرر جانباً من مصير العمل الإسلامي بهذه الإختلافات التي ينشغل بها دعاة الفروع وهواة الجدل الفقهي .. وقد استجبت لرأي الشيخ حاج نور على مضض) !! (د. محمد وقيع الله : التجديد الرأي والرأي الآخر . الخرطوم : المركز القومي للانتاج الإعلامي ص 2-3 )”.
لكنني أستغرب أشد الاستغراب من الإساءات المتكررة التي يطلقها وقيع الله على د. حسن الترابي وهو في موقع بعيد عن سدة الحكم..!!، إن وقيع الله يعلم تمام العلم بأن الدكتور الترابي يتحلى بأدب الحوار وطيلة معرفتنا به لم نسمعه يرد على إساءة أو شتيمة، وهو السياسي الوحيد في السودان بل في عالمنا ومحيطنا العربي والاسلامي اعتذر عن ما قام به من انقلاب على السلطة وردّد ذلك كثيراً، وطلب المغفرة من الله، وأعلن كثيراً أنه مستعد للوقوف أمام أي محكمة للحساب، وقد تحمل في صبر وجلد كل ما وُجه إليه من اتهامات ولم يقابل الإساءة بالإساءة، ولذلك ما وجد د. محمد وقيع الله فرصة إلا وكال السباب للدكتور الترابي، لأنه لا يعلم وهو (الدكتور) معنى تجاهل الإساءات الشخصية برغم أن الآية الكريمة (.. وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) يعرفها حتى الأطفال الصغار..!!.
هاك (الدكتوراة) دي..!!.
لا أدري كيف أصف شعوري وانا أقرأ مقال محمد وقيع الله وهو يوجه حديثه للاخ الأستاذ المؤدب فتحي الضو بعبارة (هاك (الدكتوراة دي ) وقد ألجمتني الدهشة..عملت حوالي 5 سنوات بكلية العلوم قسم الكيمياء بجامعة الخرطوم في الفترة من (1982-1986) تقريباً وكان لدي علاقات مع الكثير من الأكاديميين والعُلماء من الأساتذة وعمداء الكليات أمثال البروفسيرات عبدالرحمن العبيد، جورج مينا اسنكدر، والعالِم الكيميائي الشهير (بروف النجومي) عليه رحمة الله، ود. زكية عوض ساتي عليها رحمة الله، والعشرات من الذين جمّلوا ذلك الزمان الرائع، بعلمهم وأدبهم وتواضعهم وكل منهم كان مدرسة ليس في مجاله فحسب بل في الاخلاق وحسن التعامل واحترام الناس من مُوظفين وعُمال وطلبة، كانوا قدوة حقيقية للجميع لذا كان السودان في ذلك الوقت في قمة عطاءه وسموه، مدرسة لكل الشعوب، كانت صفحتنا بيضاء ناصعة تحترمنا كل الشعوب والأمم لأن المتعلمون الحقيقيون كانوا هم من يقود المجتمع.
طيلة عملي في جامعة الخرطوم والعلاقات القوية التي استمرت مع النُخب العلمية والأكاديمية، ووجودي خارج البلاد مع عدد كبير من الكفاءات العلمية لم أر من يستهزأ بهذه الدرجة العلمية الرفيعة مثلما استهزأ بها (الدكتور) محمد وقيع الله، وضرب بها عرض الحائط ووضعها في مكان غير لائق البتة، وسألت نفسي ترى لماذا فعل وقيع الله ذلك..؟؟!!.
هل لأنه سريع الغضب كما قال وأعترف بنفسه..؟.
أم هناك أشياء لا نعرفها تكمن في المقولة الشهيرة “ماخفي كان أعظم”..!!.
وخلاصة القول أن د. محمد وقيع الله سيستمر في دلق مخلفات عقده النفسية على كل من يتصدى لجرائم النظام، وسيكون أكثر شراسة كلما زاد الخناق على أولياء نعمته، لكن الله غالب على أمره لكن أثر الناس لا يعلمون..
[email protected]