قوات حفظ السلام تحمى وفد الجامعة العربية بدارفور
وفد الجامعة العربية فى زيارة لدارفور وفد الجامعة العربية فى زيارة لدارفور
رسالة دارفور ـ آمال رسلان
من الوهلة الأولى للوصول إلى دارفور كان مشهد قوات حفظ السلام “اليوناميد” حاضرا بقوة
فمنذ الهبوط فى مطار جنينة عاصمة غرب دارفور وجدنا كل شىء مطبوعا عليه شعار اليوناميد، السيارات الفارهة، الطائرات الهليكوبترا.
كنا كوفد إعلامى مع الوفد الدبلوماسى التابع للجامعة العربية برئاسة عمرو موسى الأمين العام تحت حراسة وتأمين قوات حفظ السلام فى الإقليم.
تكفلت اليوناميد بتوفير السيارات اللازمة لتنقلات الوفد من مكان لآخر، على الجانب الآخر كان أهالى دارفور ضد وجود قوات اليوناميد ويرون أنهم ليسوا بحاجة لها.
محمد المختار أحد أهالى جنينة قال لليوم السابع قوات حفظ السلام ليس لها وجود فى قرى دارفور. فالوضع أصبح آمنا لكنها متواجدة بكثرة فى الولايات فقط، حيث يضم إقليم دارفور 3 ولايات ولأول مرة نرى ماقامت به الجامعة العربية على أرض دارفور.
تحولت الكلمات إلى واقع على الأرض.. ثلاثة قرى نموذجية جديدة أعادت الروح إلى الصحراء السودانية مستشفيات ومدارس وأقسام شرطة وأندية اجتماعية.. وعود تحولت إلى حقيقة معاشة نفذها مهندس التنمية العربية عمروموسى. الذى كان يسير بروح شاب وثاب الخطى يصافح الأهالى والبيوت.. وتلاحم الحجر والبشر.
كان موسى متألقا وهو يتفقد بنايات الجامعة العربية الجميلة بعيدا عن العشش البدائية البسيطة، والخيام التى حولت دارفور لمجموعة من النازحين داخل أوطانهم. أعاد موسى الأمل لأهالى دارفور.. كانوة يستقبلونه استقبالا أسطوريا بالرقص الشعبى والغناء والهتافتات والتحايا”.
حبابكم عشرة” بل إن امرأة أنجبت طفلا وسمته عمرو موسى تيمنا بزيارة الأمين العام للأقليم الذى كان يوما مملكة وتحول إلى شبه أرض خراب.
كان موسى سعيدا وهو يحكى قصة تلك السيدة للإعلاميين، والتى تسببت فى تأخيره عن موعده مع الإعلاميين “لقد أصرت أن تسميه باسمى وأصبح لدينا عمرو موسى دارفورى”.
فى اليوم الأول للرحلة فى ولايتى غرب وجنوب دارفور وفى رحلة العودة للخرطوم للإقامة فى فنادقها. وقبل هبوط الطائرة فى التاسعة مساء. أعلن قائد الطائرة أن مطار الخرطوم به عطل فى الإضاءة. ولذلك لن يتم الهبوط وسوف نطير لنهبط فى مطار الأبيض. عاصمة ولاية كردفان.
مصادر دبلوماسية مسئولة فى الرحلة قالت لليوم السابع إن حدوث ماس كهربائى فى مطار الخرطوم تسبب فى انقطاع الاضاءة وتعثر هبوط آمن للطائرة.
بعد أكثر من ساعة انتظار فى مطار الأبيض.. كان موسى مع المسؤلين السودانيين يبحث عن سرعة توفير إقامة لنا فى المدينة. وكان الرجل يتحرك بنفسه ويتابع كل صغيرة وكبيرة. حتى يطمئن إلى حسن سير الأمور بشكل جيد. وقد أظهر الحادث العارض كرم وشهامة أهل السودان فتم توفير 3 فنادق لنا للإقامة. بل إن أحد المواطنين استقبل جزءا من وفد الجامعة فى منزله الشخصى لحل الأزمة ودعانا لزيارة متحف الأبيض الوطنى.
فى اليوم الثانى للرحلة.. ألغى الأمين العام تفقده للقرى من أجل عقد اجتماع مجلس المندوبين الدائمين الذى ترأسه دولة سوريا هذه الدورة.
كان الاجتماع فى منزل الفاشر الرئاسى الجميل الذى كان يعتنى به حاكم إقليم دارفور منى أركو مناوى، كبير مساعدى رئيس جمهورية السودان ورئيس السلطة الانتقالية بدارفور، وقد ساهم فى نجاح ذلك الاجتماع كل من عثمان محمد يوسف كبر، وإلى ولاية شمال دارفور، وحسبو محمد عبد الرحمن، المفوض العام للعون الإنسانى، وإبراهيم جمبارى، الممثل المشترك للبعثة المشتركة للاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة فى دارفور.. شخصيات كانت تتحرك وتتعامل معنا بود وترحيب بعيدا عن البروتوكولات الرسمية.
لقد جاء إعلان الفاشر مؤكدا على دعم جامعة الدول العربية وتضامنها مع وحدة السودان واستقرار أراضيه وأهله ودعم جهود المصالحة المبذولة ودعوة الفرقاء السودانيين وحركات دارفور إلى سرعة توحيد مواقفها التفاوضية لإنجاز التسوية السلمية الشاملة فى أسرع وقت ممكن بغية تثبيت السلم والاستقرار فى جميع أنحاء دارفور، ولدفع عجلة التنمية فيها وفى ربوع السودان كافة.