في اليوم العالمي للمرأة تحية حرية للاستاذة جليلة خميس كوكو

حسن اسحق
صادف امس السبت الاحتفال بيوم المرأة العالمي، والمرأة علي كل بقاع العالم مع اختلاف فارق الزمن ، ويعتبر هذا اليوم مكرسا لفتح الاوراق والتقارير عن ما قامته به امهاتنا واخواتنا في السنة السابقة ، وما تعرضن له من ضغوطات وتحرشات واعتقالات في دولهن ، ولا اريد ان اقلل من دور النساء والفتيات السودانيات ، فهن يكابدن طواحين الحياة اليومية ، في المنزل والسوق ومكان العمل ، فدورهن ليس مختصرا علي البيت وحده ، تعداه للخروج وكسب قوت اليوم لاسرهن ،وتساوين مع الرجل . في هذا اليوم ، اول ما خطر علي بالي الاستاذة جليلة خميس كوكو، وما تعرضت له اعتقال من قبل الاجهزة الامنية من منزلها ، واخذت من وسط اسرتها بطريقة لا انسانية في زمن اللانسانية ، ورميت قرابة الاشهر في معتقل المؤتمر الوطني ، لم ترتكب جليلة جريمة يعاقب عليها القانون ، الا اذا كان استضافة اسرة نازحة من جبال النوبة يعتبر جريمة ، فهذا شئ جديد في قاموس السياسة السودانية ، وفي زمن العصابة الحاكمة ، فاخلاق جليلة حملتها علي تقديم العون الانساني من دون خوف ، وهي تدرك ان عملها سيلقي تعنتا وتصدي ، وارادت اجهزة السلطة تلفيق تهمة الانتماء للحركة الشعبية قطاع الشمال ضدها لتستمر في الحبس لاشهر ، وليس الانتماء للحركة ،وتأييدها جريمة ، فمن حق المواطنة السودانية ان تنتمي الي حزب سياسي او منظمة سودانية ، ما دامت علي قناعة تامة بذلك . رغم حرارة الاعتقال وطول فترته ، لم تنحني جليلة او تنكسر ، لانها امرأة ترفض الانحناء ، صبرت علي جلاديها في السجن . وبعد اشهر من الاعتقال التعسفي اطلاق سراحها ، فمازالت جليلة هي جليلة ، مؤمنة بحقوق النازحات من جلدتها ،وحق كل النازحات في البلاد ،وحقها في الحرية والمساواة والعيش الكريم ، وإيقاف الحرب في المناطق الملتهبة ، ومن افرازاتها النزوح الكبير والقتل الجماعي ، وتعتقد جليلة ان الكارثة الكبري للصراع ، يقع علي عاتقهن . ان السودان في كل مناطقه به نساء وفتيات مثل جليلة ، حاربن النظام ،ليس بالسلاح ، بل بصمودهن في وجه الطاغية لنزع حقوقهن منه في السياسة ومنظمات المجتمع المدني ، وخرجن الي الشارع احتجاجا علي القوانين القمعية التي تستهدفن ، وخرجن احتجاجا علي الاعتقالات العشوائية ، وما يتعرضن له من مضايقات ، في كل اسرة سودانية تجد شخصية شجاعة وقوية وصامدة كجليلة خميس كوكو ، لا تعرف الخوف ، ولا الرجوع الي محطة الاستسلام ابدا . فجليلة كانت ايقونة النضال الانساني ..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *