في أول بادرة شبابية نوعية : ثوار الداخل الخارج في وحدة اعلامية – 1

خضرعطا المنان
 [email protected]
 
في زمن الخيبات المتوالية على وجود هيكل معارض  عماده الشباب  والطلاب  والتنظيمات المنتمية  لهاتين الشريحتين على اختلاف مسمياتها ممن قادوا الحراك الثوري الاخير في السودان انبثق فحر تفاؤلي جديد أضاء  جنبات الاحباط الذي ربما  أصاب البعض وساد  كثيرا من تلك الاوساط التي  كانت تنتظر مواصلة ذلك الحراك  الذي شكل منعرجا مفصليا في مسار  مقارعة النظام الاسلاموي الاخطبوطي  الانقلابي في الخرطوم .
 
شباب تفوقوا على أنفسهم  مرتين :
الاولى : حينما تحدوا- في جرأة وثبات  – مليشيات النظام وكتائبه  الجهادية من رباطة واجهزة امن وشرطة مجتمع ودفاع شعبي وجيش عرمرم من  الفاقد التربوي والمضللين والمغرر بهم ومغسولي المخ وخلافهم ممن ارتبط مصيرهم  بنظام متهالك  من النفعيين وتجار الدين وعلماء السلطان والرأسمالية الطفيلية وبائعي  الذمم .. كان  ذلك خلال الانتفاضة السودانية الثالثة – كما أسميتها في أخر مقال لي بصحيفة (القدس العربي) اللندنية – والتي انطلقت شرارتها  الاولى في 16 يونيو الماضي  ثم انتشرت حريقا عم كافة المدن السودانية لتتوقف عند محطة اضاءتها دماء  اول شهداء الانتفاضة في كل من (  نيالا) و( كتم) .. ثم تحدى هؤلاء الثائرون  من شبابنا وطلابنا أنفسهم  للمرة الثانية عندما تنادوا جميعا – قبل أن يتصلوا بنا كإعلاميين  في الخارج وبعض  ممن كانوا  معهم في الداخل ثم  اجبرتهم  الملاحقات الامنية الغادرة للمغادرة دون ان ينفصلوا عنهم – لينخرط جمعنا الكريم في اجتماعات متواصلة اتسمت بديمقراطية وشفافية سادتا النقاش  وتبادل الآراء والمقترحات والاضافات والتعديلات والحذف استمرت  أياما عبر مختلف وسائل  الاتصال الاليكترونية شكل الـ (الفيس بوك) شكل رأس  الرمح فيها لتقود – في نهاية المطاف – الى ما اتفق  على تسميته بـ ( ميثاق شرف توحيد العمل  الاعلامي الثوري ) والذي جرى التصويت الحر على بنوده قبل اجازته  بشكله النهائي في نقلة نوعية  نادرة في تاريخ العمل الثوري / الشبابي / الطلابي / المعارض  تجلت فيها ممارسة الديمقراطية الحقيقية في أبهى صورها وبأسلوب عكس  وعي هؤلاء الشباب وادراكهم لما يعتمل في نفوس الكثيرين  من مكونات الشعب  السوداني من شوق للديمقراطية وتطلع للحرية والتخلص  من الحرمان وقهرالسنين الذي ظل يعاني منهما هذا الشعب على مدى ربع قرن من الزمان وهو يقف حزينا على رصيف الانتظارأملا في  قيادة بديلة تتجاوز – بوعيها وديمقراطيتها واستيعابها  لمتطلبات  العصر  – ديناصورات أحزابنا  التقليدية المهترئة وزعمائها  الذين  تجاوزهم الزمن بتجلياته  الراهنة  وقفز فوق رؤسهم  دون استئذان منهم وهم  لا  يزالون  يحلمون بجيوش الفقراء والجهلاء والمعدمين يتحلقون حولهم وهم  يؤدون  فروض الطاعة والولاء .. انه  زمان قد  ولى الى غير  رجعة وامتلك  ناصيته شباب واع  هم وقود التغيير  القادم في بلادنا  .
في الحلقة المقبلة – بمشيئة الله  تعالى – نسلط الأضواء على ذلك الميثاق  وأهم ملامحه .. مع كل التجلة والتقديروالانحناءة لهذا العمل  الابداعي الثوري الشبابي الخلاق الذي يجئ في وقت يسعى فيه من يسمون أنفسهم بـ (الحركة الاسلامية في السودان ) لتوحيد صفوفهم الممزقة عبر مؤتمره  الثامن في نوفمبر المقبل في محاولة لبعث  الروح في جسد مات منذ زمن وقبره أهله الحقيقيون بعد أن إنفضوا عنه وتفرقوا أيدي سبأ وأهالوا عليه التراب .    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *