فاطمة ام الفقراء

حسن اسحق
( لو ما عندك كبير ، خت تحت ضل الشجرة سرير ) ،عبارة بسيطة وباللغة الدارجية ، وليست معقدة ،ومضامنيها متعددة الابعاد والجوانب ،ويمكن ان يقولها اي شخص ضغطته الحياة ،وليس بالضرورة ان يكون متعلما او خريج يتمني وظيفة في زمن اللاوظيفة ،وزمن تداخل الرسمي واللارسمي ،وغياب العدالة ،وتبجح المجرمين والفاسدين والضالين . ان المقربين من الاسر الحاكمة والمسيطرة لهم حق شراء الاخرين وبيعهم ،ولو امكن سجنهم بين القضبان الحديدية ،اذا تجرأوا عليهم وتطاولوا علي الاسياد والملاك فهذا فهمهم للحياة ومسيرتها المتضاربة ، انهم حصدوا رمز المال السلطوي والمعنوي من اعلي الهرم الذي ظل يراقب الجميع . ان الحكم في السودان تهيمن عليه مجموعة من السفلة المجرمين ،وعززوا بقاءهم بسلطة العنف الشرعي ،فجعلوا من المساكين كبري يعبرون به الضفة الاخري، من دون تكلفة انفسهم عناء العبور ،ويجبرون الناس علي حملهم علي ظهورهم المرهقة .ان فاطمة خالد زوجة الرئيس التي انطفأ بريقها بوجود السيدة العربية الاولي التي حازت عليها العام السابق، من منظمة عربية مشكوك في نزاهتها . فاطمة ايضا دخلت في مجال استثمار العربات (الفيستو) في مدينة شندي شمال الخرطوم ،وضايقت اصحاب عربات التاكسي في المدينة ،كما فعلت وداد ودخلت عالم الابقار،وبيع الالبان ،مكنت نفسها بوجود المزارع المحروسة بقوة السلطة وتأمينها بقوات نظامية، وفاطمة يبدو انها اشترت هذه العربات لايجاد عمل لاهلها واخراجهم من حالة البؤس الي نعيم المال،وهي رئيسة منظمة ام (الفقراء) بدل من ان تحاربه تسعي جاهدة الي جني ارباح (الفيستو) ويشكو سائقو التاكسي والشرطة من تجاوزات اهل فاطمة خالد ،ولا احد يردعهم ،يسببون المخالفات المرورية ،ومتأكدون ان زوجة الرئيس تحميهم . ان الفقر في زمن الانقاذ لا يحتاج الي منظمة ، لانه منظم واجتاح الجميع ،فمنظمة ام (الفقراء) ليست لها علاقة بالفقر إلا الاسم فقط ،فهي اسست علي اساس الاستثمار وخداع الفقراء ،قد تقدم خدمات إعلامية لإظهارها بمنظر المهتم بالفقر ومحاربته والتقليل من اثاره الجانبية ، وتعمل في اماكن اخري لكسب اموال وتوظيف المنظمة لها واسرتها . ان السلطة المطلقة تفسد فسادا مطلقة ، اذا هيمنت عليها جماعة فاسدة يسود اناس بذهنية العصابات ، وما العصابة الا التستر علي الفساد ، وما العصابة إلا الاستثمار في الالبان والعربات والاراضي ،وما العصابة الا الجماعة التي توفر المناخ لافرادها ليتساوا في السرقة.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *