في ظل الأنظمة الدكتاتورية الطاغوتية التسلطية في أي دولة من دول العالم تاريخيا وحاضرا من الطبيعي أن يجد المرء بعض الصحف تقوم بتلفيق الأخبار بهتانا ضد المعارضين وتجيرها لصالح السلطة الحاكمة إما تفاديا لشرها أو بمقابل إمتيازات خاصة كنوع من الإنتهازية للوضع القمعي السائد
. ففي كلا الحالتين لن تكون مثل هذه الصحف تعبر عن رسالة الصحافة الحقيقية التي هي في الأساس إخترعت لتعبر عن وجدان المجتمعات ومراقبة مجريات الأحداث وتحليلها وتمليكها للعامة من الجماهير .وأتت عبارة السلطة الرابعة من هذا المنطلق فالصحف هي واحدة من أكثر الوسائل التي تعتمد عليها الشعوب لمعرفة تفاصيل ما يجري حولهم .
رغم هذه الأهمية البالغة . إلا أن هنالك صحف تعتبر أكثر قذارة وعدوانية تجاه المجتمع من السلطة الدكتاتورية التي تسيطر علي الأوضاع في الساحة وتنكل بالناس جميعا
ومن هذه الصحف نجد في السودان صحيفة الإنتباهة التي هي أقل كلمة تستحقها هي إنتباهة ” البلهاء”
هذه الصحيفة أن جاز التعبير لنطلق عليها لفظ الصحيفة لقد تجاوزت هذه الإنتباهة
كل الخطوط الحمراء والبيضاء و السوداء وقطعت كل الشعيرات والخيوط وأما الأعراف والتقاليد والأخلاق وشرف المهنة فتلك لم تعيرها ادني اهتمام ننذ البداية وضربت بها عرض الحائط وهي لا تبالي بتاتا بالعواقب التي ستترتب علي خطها الفاشي الإرهابي المرتزق العنصري . بعد أن وصف أبناء الشعب السوداني من جنوب البلاد بالقذريين وشاربي الخمر وطالبت علنا بتقسيم الوطن الكبير قسرا عبر مؤسسها ورئيس تحريرها آنذاك المدعو الطيب مصطفى . خال الرئيس البشير الإرهابي الأول المطلوب لدي العدالة الدولية. وقد تحققت مرادها بفصل الوطن لجزئين فاشلين تماما . ولم تكتفي بهذه الجريمة التاريخية وتمادت أكثر من ذلك بكثير وظلت تأتي عناوينها الرئيسية مليئة بفواحش القول و العنصرية التي باتت خطها الواضح . عنصرية وفاشية هذه الصحيفة والقائمين علي أمرها يجب أن تكون موضع دراسة خاصة استقصائية لانها تفوقت علي أعتى جماعات اليمين الراديكالي الذين كانوا يتغنون بتفوق الإنسان الأبيض علي الأسود الي تجاوزهم التاريخ ودفنوا في المزبلة
رغم ذلك أنني علي يقين إذا قرأ أحد أنصار اليمين الراديكالي او الفاشية او النازية عناوين هذه الصحيفة لقالوا ” لا حول ولا قوة الا بالله ” وقبل سنتين أو أكثر وبعد مساهمتها الفعالة في جريمة تقسيم الوطن نشرت صحيفة الإنتباهة هذه إعلانا عن وظائف شاغرة للفتيات السودانيات طالبت بها إحدى المؤسسات في دولة الكويت ووضعت معها شروط القبول لهذه الوظائف بأن تكون المترشحات بيضواءت البشرة . وهو إعلان يعتبر فاشيا بإمتياز مهما دفع من دولارات . لانه ببساطة شديدة لا توجد فتاة بيضاء افتراضا من جملة الملايين السودانيات اللواتي هن سمرواءت البشرة وإذا كانت لهذه الصحيفة شرف و تحترم الأعراف لكانت رفضت نشر ذلك الإعلان الفاشي . وكان هذا الإعلان في قمة تجليات عنصرية وفاشية هذه الصحيفة . والتي لم يتطرق أحد علي الإحتجاج ضدها لكونها صحيفة تعمل وتعزف علي وتر جهاز أمن النظام الحاكم ولكن حتي هذا الجهاز أمن من المستحيل أن يكون غبيا لهذه الدرجة من الفاشية المكشوفة التي تعمل بها الإنتباهة . فهي تستحق الدراسة و التأمل في خطها التحريري .فهي حتى بعد ذهاب أبناء جنوب الوطن بالانفصال عن دولتهم الأم ظلت تطاردهم أينما حلوا و ارتحلوا وذلك بتلفيق الأخبار و تهويل الأوضاع السائدة في جمهورية جنوب السودان. لقد ظلت عناوينها تأتي علي هذه الشاكلة من الفاشية و الحقد والكراهية الشديدين. تجاه الجنوبيين .
ليس بمستغرب أن نجدها تكتب عناوينها بهذه الشاكلة (تسمم سلفاكير ببيض فاسد ونقله إلى دولة بوغندا ) أو (إنقلاب عسكري في جوبا وهروب سلفاكير ) أو (آلاف الجنوبيين يطرقون أبواب الشمال هربا من الجحيم ) أو ( مجاعة قاتلة في الجنوب واقتراب مشار من العاصمة جوبا ) وحتي إذا تطرقت للشأن الداخلي الشمالي قد تجدها ترسم خطوط عناوينها علي النحو التالي (وفاة الحلو ودفنه في واو ) أو (القبض علي ياسر عرمان في مطار واكاكيكو وكان يحمل معه مليار دولار نقدا ) وربما أضافت (الدكتور جبريل إبراهيم يؤكد بأن الإسلام هو الحل ) ودون ان تفوت كتابة ( لقاء سري بين اركو مناوي وبعض الكائنات الفضائية لتامر ضد الأمة ) . من المؤكد من يديرون هذه الصحيفة مصابون بالوسواس القهري .
هذه هي خطوط هذه الصحيفة التي تصدر في الخرطوم الواقعة في دولة السودان الشمالي تلك الدولة التي شبابها بالآلاف في السجون الليبية و السعودية و الآلاف من مواطنيها لاجئين مشردون في دول الجوار منذ أكثر من عقد ونصف
وأضف إلى ذلك حالة المجاعة الماثلة في كل ربوع السودان الشمالي التي هي ملأت شاشات التلفزة بتصدرها لأخبار الإرهاب و اللجوء و الموت والابادة الجماعية والمعارك في كل زواية ولكن لم يتطرق هذه الصحيفة لأي من هذه الكوارث
وظلت تطارد الجنوبيين . هذه يمكننا تفهمها في إطار الصحيفة التي هي ماكينة الفاشية الحقيقية في عالمنا المعاصر. ولكن رغم كل هذا لم يكن في بالي بأن تلفق هذه الصحيفة مثل هذا الخبر الذي هو موضوع المقال .
خبر عن تسجيل صوتي متداول فى مواقع التواصل الإجتماعي يتحدث فيه شخص ما عن القرآن الكريم ويستهزئ به وادخل هذا الشخص إسم دارفور و الأستاذ المحامي عبدالواحد محمد نور رئيس حركة وجيش تحرير السودان في التسجيل وكل من استمع الي التسجيل تجاهله تماما لانه معروف بأنه أحد أساليب جهاز أمن النظام الذي يستخدم الدين الحنيف في سلطته و يقتل به الناس ويجاهدهم
حتي أوقعت ضده عقوبات صارمة من المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية. وقد أصابت هذه العقوبات النظام في المقتل ونحن نعتبرها عقوبات إنسانية ضد أعداء الإنسانية المجرمين العتاة. ونطالب بتشديدها وأولهم الرئيس البشير و بقية أعضاء عصابته من تجار المخدرات و شيوخه اللصوص الذين يعتاشون قوتهم من دين الله الحنيف .
كتبت صحيفة الإنتباهة الجبانة خبرا ” انا اعتبره خبر قطع شعرة معاوية ” بعد أيام من تداول التسجيل الصوتي المعني
علي مواقع التواصل الإجتماعية و إدانته قبل النشطاء واعتبروه لعبة قذرة من ألاعيب جهاز أمن النظام .
وهنا أنا علي يقين بأن الأستاذ عبدالواحد لم يسمع بهذا التسجيل وحتي اذا سمعه سوف لن يعيره أدني إهتمام لأنه تسجيل يصرف الناس من قضية التغيير وكنس النظام وصعاليكه الي مزبلة التاريخ. والذي تعهد به الأستاذ عبدالواحد بأنه لن يتفاوض ولن يجلس مع النظام مهما كانت الظروف. وقد وضع هذا الرجل مع رفاقه سقف مطالبه في حدودها الأدني بكنس النظام ومحاسبة قادته المجرمين .
كما قلت بعد ان مرت اكثر من اسبوعين ونسي الناس أمر هذا التسجيل الصوتي . خرجت صحيفة الإنتهازية الجبانة والمعروفة بالانتباهة بخبر جانبي خالي من أي مصدر كتبتها بتلفيق واضح وحقير جدا قائلا ” عبدالواحد يقر بالتسجيل الصوتي الذي يهزئ بالقرآن الكريم ” وفي باطن الخبر كتبت عن اجتماعا لعبدالواحد عقده في العاصمة اليوغندية كمبالا لمناقشة تداعيات هذا التسجيل ومحاسبة من سربه.
وهذه قمة تجليات إجرام هذه الصحيفة و تجاوزها للخطوط الحمراء . وكذبة واضحة لكون أن الأستاذ عبدالواحد لم يكن في أفريقيا من الأساس وحتي لو كان من المؤكد بمعرفتي له بأنه لن يخصص ولو ثانية واحدة من زمنه للاستماع لمثل هذه التسجيلات ناهيك من أن يعقد لها اجتماع يضم قياداته.
فهنا لا نحتاج للدفاع عن هذا الشخص . لأنه يعرف كيف يدافع عن سمعته ويعرف كيف يضبط عضوية وقيادات حركة تحرير السودان الجناح الذي يقوده هو . وهي لديها مدرسة معروفة تخرج شبان مؤهلين أخلاقيا وسياسيا المعروفة بالجبهة الشعبية المتحدة التي ظلت تسبب دوما صداع نصفي لرأس النظام المجرم . في قلب عاصمة البلاد . ولم يحدث طوال تاريخ عضوية هذا الحركة عن تجرأ أحدهم بالحديث العنصري أو أي ازدراء لأي معتقد ناهيك عن الدين الإسلامي الذي يعتقده كامل عضوية الحركة الذين يطالبون بدولة علمانية ليبرالية لإبعاد عقيدتهم وكل العقائد الكريمة من التشويه والمتاجرة بها في أسواق النخاسة السياسية التي هي وظيفة ثابتة لكل اعضاء جبهة الإرهاب الحاكمة باسم الدين زورا وبهتانا. فبالتالي أعتقد على هذه الصحيفة الفاشية و الذين يديرونها يجب عليهم أن يبحثوا عن لعبة أخري قد تكون تناسبهم ولكن محاولة اللعب علي هذه الأوتار هي محاولة فاشلة. إنتباهة. البلهاء
وهذا لن يثنينا من نقف بكل قوة خلف الأستاذ عبدالواحد محمد نور وكل قادة المقاومة القوي السياسية الوطنية لتشييعكم الي مزبلة التاريخ ووإعادة بناء هذا الوطن علي أسس جديدة تحت سقف المواطنة المتساوية بعيدا عن
الأيديولوجية الفاشية الدينية و العرقية التي تسببت في جروح غائرة وتقسيم الوطن و إشعال ما تبقي منه بالحروب الأهلية و تجنيد الآلاف من الفاقد التربوي في المليشيات القبلية .
هذا يكفي أيتها الإنتباهة !