(1)
سهرتُ، ليلة البارحة، أطالع مذكرات الرِّوائي الكولومبي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز بعنوان (عشتُ لأروي)، خصوصاً الجانب المتعلق منها بمصادر وحيه وإلهامه، وضمنها مصدره لما كان أورد، في روايته (مائة عام من العزلة)، عن قرويَّة شاع أنها طارت، ذات صباح، إلى السَّماء، وهي تنشر الملاءات في حديقة بيتهم! ففي المذكرات قال ماركيز إن جليَّة الأمر سرعان ما تكشَّفت، إذ أن الفتاة كانت، في الحقيقة، قد هربت مع عشيقها، وما طيرانها إلى السَّماء سوى أكذوبة اختلقها أهلها ليداروا بها فضيحتهم! مع ذلك قال الحكَّاء البارع إنه، عندما جلس لكتابة روايته، ألفى نفسه يُهْدِر تلك الحقيقة، مفضِّلاً عليها القصَّة المختلقة!
وفكَّرت: ما أقدم ماركيز على ذلك إلا نشداناً لأعمق ما في المعنى من حكمة عبر إحداث أكبر قدر من الإمتاع، إذ ليس مِمَّا يثير
الدَّهشة أن تهرب فتاة مع عشيقها في أيِّ وقت، لكن ما كلَّ صباح تطير فتاة مع الملاءات إلى السَّماء!
مطلع الفجر تملكني نعاس ثقيل، فنحَّيت المذكِّرات جانباً، وسحبت الغطاء. لكن، وبعد أن أطفأت المصباح، وعمَّ الظلام الغرفة، وتهيَّأت، تماماً، لأن أنسرب في البرزخ الزَّلِق بين اليقظة والنَّوم، سطعت في عقلي، بغتة، بهرة ضوء قويَّة، حيث دهمتني مراءٍ من ماضٍ طفوليٍّ سحيق، اقتلعتني، اقتلاعاً، من الفراش، إلى زرِّ المصباح، إلى منضدة الكتابة!
(2)
مدينة النهود. شتاء 1952م. كان قد مضى ما يربو على العام مذ فارقنا أم درمـان، لأوَّل مـرَّة، مرتحـلين غـرباً مـع والدنا، عليه رحمة الله ورضوانه، في إثر نقله مساعداً طبيَّاً بمستشفى تلك المدينة الصَّغيرة القابعة وسط صحراء كردفان، ولمَّا نكن، أنا أو شقيقتي التي تصغرني أميرة، دَعْ شقيقنا الأصغر حسن، قد بلغ أيٌّ منَّا، بعد، سنَّ التمدرس. أقمنا هناك في حيٍّ مميَّز متاخم لساحة تحفُّها بضع دكَّانات ثابتة، مثلما كان ينعقد فيها، بشكل مؤقَّت، ما كان يُعرف، حينها، بـ “يوم السُّوق” مرَّة كلَّ أسبوع. كان القليل من أهل ذلك الحيِّ سكاناً محليين، أما معظمهم فأسر نازحة مثلنا، أربابها موظفو ميري منقولون من العاصمة، أو جلابة يتاجرون في الماشية أو المحاصيل، أكثرهم من السَّافل أو من الصَّعيد، على وجوههم مختلف الشلوخ، وعلى ألسنتهم شتَّى اللغات واللهجات، ومع ذلك كانوا مترابطي العلاقات، حميمي الصِّلات.
كان بيتنا، كأغلب البيوت، فسيحاً، واسع الغرف، تنتصب وسط باحته الرَّحبة هجليجة عملاقة، وتنتشر في جنباته، بمحاذاة أسواره، شجيرات ليمون وحنَّاء وورد حمير. كان البيت يطلُّ على شارع رمليٍّ عريض ليس نادراً ما تعبره، في فصل الجَّفاف، أسراب النعام منطلقة تخيفنا بنظراتها الغريبة، ومناقيرها المستوفزة المتحفزة، وتغمره، أوان الخريف، مياه السِّيول تتحدَّر من وديان بعيدة، حاملة كلَّ ما يخطر أو لا يخطر على البال من حطب الحريق، وجوَّالات المحاصيل، والأواني المنزليَّة، ومزق خيام الشَّعر، وحصائر السعف والوبر، والأثاثات محليَّة الصُّنع، وبقايا الحيوانات النافقة!
في الجِّوار منا، على بعد بيتين، أو ربَّما ثلاثة، كان يقوم بيت مختلف شيئاً عن سائر بيوت الحيِّ، بزريبته الكبيرة، وروائح بهائمه الزنخة، وغرفه العديدة المتداخلة، هو بيت الجِّدَّة وردة، الخمسينيَّة، مفرطة البدانة، مربوعة القامة، فاحمة اللون، هائلة العجيزة، فارهة الصَّدر، قصيرة الشَّعر، فطساء الأنف، عالية الجَّبين، محمرَّة العينين، غليظة الشَّفتين، قليلة الكلام، غامضة الابتسام! وكانت لها أُمَّة بأكملها من البنين والبنات والأحفاد والحفيدات، مثلما كان لها، في زريبة بيتها، مُراح ضخم من الأبقار مكتنزة الضُّروع، حيث كنا نتزاحم، نحن أطفال الحيِّ، حولها، في الصَّباحات الباكرة، نكاد لا نفرِّق بينها وبين بقراتها السِّمان، تبيعنا اللبن الطازج واللقيمات السَّاخنة، وهي مضطجعة على عنقريبها القصير، شبه عارية إلا من خرقة تنحسر عن جسدها الصَّقيل الدَّهين، وشعرها الفلفليِّ الوديك، دائمة الصَّمت، كتمثال أبنوسيٍّ مهيب، لا تندُّ عنها نأمة تذمُّر من ضجيجنا وعجيجنا الذي يطغى حتى على صوت المذياع الخشبيِّ الضخم المفتوح على آخره في نافذة غرفة قريبة تطلُّ على الزَّريبة، يبثُّ القرآن بتلاوة الشيخ عوض عمر، ونشرة الأخبار بصوت محمد صالح فهمي، وأغنيات الكاشف والتاج والفلاتيَّة وعبد الحميد يوسف وأحمد المصطفى وحسن عطيَّة وعثمان حسين وغيرهم.
ظلت حياة الناس في ذلك الحيِّ تمضي هادئة، رتيبة، وادعة، حتى أيقظنا، ذات فجر باكر، عويل يتعالى من ناحية بيت الجِّدَّة وردة، تتداخل في طبقاته بقايا كوابيسنا مع مرائي فوانيس الكيروسين الكابية، فترتعد الفرائص، وتقشعرُّ الأبدان، ويقفُّ شعر الرؤوس! ولم يردَّنا، بالكاد، إلى الواقـع، ويا له من واقـع، غير سماعـنا صـوت والدتنا، عليهـا رحمـة الله ورضـوانه، تحادث الجَّارات من فوق حائطنا الشَّرقيِّ القصير:
ـ “قالوا جو يصحُّوها و .. بَسْ .. أضان الحامل طرشا”!
ـ “يا يُمَّة خشم البيت فاتِح .. وهبوبو تكاتِح”!
ثمَّ ما لبثت أصواتهن أن انخفضت، بغتة، بهمس لم نستبنه في حينه، سوى أننا التقطنا، لأوَّل مرَّة، من بين ارتعاشاته الموحية، وارتجافاته الخافتة، عبارة “تَرَبْ البنَيَّة”!
(3)
بكاها أهل الحيِّ أجمعهم، وبكتها بقراتها النَّاعبات، وبكاها مذياعها الخشبيُّ الغارق في وحشة صمته المطبق، وبكيناها نحن الصِّغار ربَّما بأكثر مِمَّا بكاها الكبار. ومشينا مع الرِّجال خلف جنازتها إلى المدافن، نتزاحم تحت أرجلهم، كسرب جراء، ونحدِّق، بأعين واجفة، في مشهد تمديدها بجوف اللحد، ورصِّ قوالب الطين فوق فتحته، وإهالة التُّراب عليه بالواسوق، حتى إذا صارت الحفرة تلة مستطيلة وضعوا حجرين كبيرين في موضعي الرَّأس والقدمين منها، ورشُّوا بعض الماء فوقها، وقرأوا على روحها الفاتحة مرَّة، والإخلاص إحدى عشر مرَّة، ثم انقلبوا عائدين، ونحن نتراكض من ورائهم، وبين سيقانهم، كأفراخ قطا يلفحها اليُتم والبرد، وقد رسمت الدُّموع مجاريها اللزجة على غبشة وجوهنا الشِّتائيَّة، وسالت بها أنوفنا الطفلة مدرارة!
انقضى مأتم الرجال بأيَّامه الثَّلاثة، حيث وزَّعوا اللقيمات والشَّاي باللبن، بعد صلاة مغرب اليوم الثَّالث، صدقة لروحها. أمَّا مأتم النِّساء فقد اتَّصل لفترة أطول. لكنَّ الحزن تلاشى في نفوسنا، نحن الصِّغار، بأسرع مِمَّا تلاشى في نفوس الكبار! وهكذا صار مأتم النِّساء في بيت الجِّدَّة وردة مرتعاً للقاءاتنا المستمرَّة، ومشاغباتنا العابثة، وألعابنا الضَّاجَّة، ومرحنا الصَّخَّاب! نقصده، خلف أمَّهاتنا، في الصَّباحات، بعد خروج الآباء للعمل، ونعود منه معهنَّ لدى اقتراب عودتهم عند الظهر لتناول وجبة الغداء، ثم نعاود الرَّكض خلفهنَّ إليـه مطالـع العصاري، ولا نقفـل راجعـين إلا عند عودتهـنَّ بعد صـلاة العشـاء. وكانت بعض النِّسـوة غير المتزوِّجـات يبتن، أحياناً، مـع بنات المرحومة، مؤازرة لهنَّ.
أمرٌ واحدٌ كان يفسد علينا متعة ذلك التغيير الكبير الذي حلَّ على حياتنا، فجأة، بموت المرحومة، فهشَّم روتين طفولتنا القديم، وأعاد صياغته: الهمس الغامض الذي تتخلله عبارة “تَرَبْ البنَيَّة”، والذي ما تكاد تنفرد امرأتان في ركن إلا وتستغرقان فيه، غير آبهتين لوجودنا على مقربة نسترق السَّمع، وقد تزيدان شيئاً عن رائحة حنوط، وخنخنة صوت، وخشخشة كفن!
كنا نلاحظ أن بنات المرحومة يراقبن ذلك الهمس عن كثب، دون أن يفوتنا، برغم أعمارنا الصَّغيرة، التقاط تقطيبة وجوههنَّ المتَّسمة بحرج مفضوح، وبقلق وتوتُّر واضحين! وكان أكثر ما يؤرِّق ليلاتنا، أيامها، ويقضُّ مضاجعنا، محاولاتنا، بأقصى ما أوتينا من أخيلة غضَّة، افتضاض سرِّ ذلك الهمس الغامض، والحرج، والقلق، والتَّوتُّر! لكنَّ الإرهاق سرعان ما كان يحملنا على أمواج أثيريَّة من النعاس إلى النَّوم، ليتماهى الوعي مع اللاوعي، إلى أن جاءت .. الليلة الليلاء!
(4)
عدنا، يومها، كما العادة، عقب صلاة العشاء، مرهقين مغبَّرين، من أثر اللعب والجَّري والتَّنطيط في بيت البُكاء. استحممنا، وتعشَّينا. لكن ما كدنا نهجع للنَّوم حتى شقَّت السُّكون، بغتة، من جهة بيت الجِّدَّة وردة، صرخة نسائيَّة مذعورة، تبعتها صرخات متداخلة، قفَّ لها شعر الرؤوس من الفزع، وطفر لها دمع الرُّعب من الأعين! وسمعنا همهمات رجاليَّة تتعالى، ومعدَّات معدنيَّة تتلاطم، وأوان زجاجيَّة تتكسَّر، وأقداماً تتراكض بالخوف في الشَّارع، وأجساداً تتقافز من فوق الحوائط الفاصلة بين البيوت المتلاصقة! ثم ما لبث أن تناهى لأسماعنا صوت ابن المرحومة الكبير الذي كان قد جاء لحضور مأتمها من العاصمة، حيث يعمل هناك، منذ زمن، سائقاً في شركة النور، يطرد النِّساء المؤازرات لشقيقاته، صائحاً فيهنَّ بلسان أم درمانيٍّ أثقلته الكحول:
ـ “يللللا من هنا .. يحرق د .. كم .. حريم مطاليش! تاني علي الطلاق اشوف واحدة فيكن في البيت ده إلا أكسِر ليها كراعها”!
………………………….
………………………….
أكذب، بطبيعة الحال، إن قلت إننا أدركنا تماماً حقيقة ما جرى في تلك الليلة؛ غير أن آذاننا التقطت، خلال الأيام التالية، ألف حكاية وحكاية. ومع أن تلك الحكايات كانت ما تزال مشوبة بالغموض، ومحتشدة بالأسرار، إلا أنها ألهبت خيالنا بما يسدُّ بعض الفراغات، ويستكمل شيئاً من النَّقص؛ فكنا نقضي سحائب نهاراتنا تحت الهجليجة، نفكِّك الوقائع، ونعيد تركيبها، بقدر ما تسعفنا مواهبنا الطفلة، وأخيلتنا الطريَّة! ومع تيقننا من أننا كنَّا نزيد، ونكذب، ونختلق، إلا أننا كنا نجد لذَّة عجيبة في الاستغراق في تلفيقاتنا تلك، حدَّ أن يتملكنا رعب حقيقي يجعلنا نتلفت وجلاً، ونرتعد فرَقاً، بينما الدَّمع يترقرق في مآقينا!
مهما يكن من أمر، فقد وضعت تلك الحادثة نهاية ماديَّة مدوِّية لمأتم الجِّدَّة وردة المتطاول، مثلما وضعت بداية معنويَّة ضاغطة لترقُّب عودتها المخيفة .. في أيَّة لحظة! هكذا انحسرت الأقدام عن بيت البُكاء، وأغلق أهله بابهم عليهم، لا يزورون أحداً، ولا يزورهم أحد! حتى أطفالهم ما عادوا يلعبون معنا! أمَّا بيوتنا فقد دخلتها طقوس جديدة، كإطلاق البخور ليل نهار، ونثر البهار المبارك في الأركان، وسهر الكبار حتَّى يطمئنوا لنومنا، وحراستهم إيَّانا بآيات القرآن يتلونها فوق مراقدنا، وبتمائم يجلبونها من بعض الشِّيوخ يجعلونها تحت وسائدنا، أو يضفرونها في سيور حول أرساغنا وأعناقنا، مثلما شاع الاهتمام غير المسبوق، فجأة، برتاجات الأبواب، وغرس كِسَر الزُّجاج فوق الأسوار، وترك فوانيس الكيروسين مضاءة حتَّى الفجر .. وهكذا لم يعُد الحيُّ، أبداً، سيرته الأولى!
(5)
بعد نحو شهرين من ذلك، وقد كدنا ننسى الأمر برمَّته، ونركن لطقوس حياتنا الجَّديدة، حملتُ، ذات “يوم سوق”، سلة سعف ملوَّنة صغيرة كانت جدتي لأمِّي جلبتها لي من بعض المحطات حين جاءت من ام درمان تزورنا، وركضتُّ أشقُّ زحام المتسوِّقين يتبعني عتود صغير كنت أربِّيه، قاصداً ركن بيع النَّبَق الذَّهبيِّ الطازج، اليانع، المشرَّب بالحُمرة. كانت عيناي مشغولتين، تماماً، بانتقاء أجود الأكوام. وإذ وجدته جثوتُ على ركبتيَّ حياله، ومدَدتُ يدي إلى البائعة بالسَّلة، وبقطعة عملة معدنيَّة من فئة الفِريني تساوي قرشين بلغة ذلك الزَّمان، بينما عيناي مغروستان في بريق الذَّهب لا تتحوَّلان عنه قيد أنملة:
ـ “أديني يا حَبُّوبَة”!
ـ “أنطيك بي كم”؟!
باغتتني خنخنة الصَّوت، وفي ذات اللحظة .. رائحة الحنوط! وكما في شريط سينمائيٍّ يجري تشغيله بالسُّرعة البطيئة، رحت أرفع رأسي، رويداً رويداً، بينما راحت كلُّ بوصة من جسدي تنَمِّل، وتقشعر، حتى إذا ما استقرَّت عيناي على الأبنوسيَّة الخمسينيَّة المهيبة، مفرطة البدانة، مربوعة القامة، فاحمة اللون، هائلة العجيزة، فارهة الصَّدر، قصيرة الشَّعر، فطساء الأنف، عالية الجَّبين، محمرَّة العينين، غليظة الشَّفتين، غامضة الابتسام، مضطجعة على عنقريبها القصير، وكفنها يُخشخش ملتفَّاً، بالكاد، حول جسدها الصَّقيل الدَّهين، ومنحسراً عن شعرها الفلفليِّ الوديك، أطلقتُ صرخة مذعورة ارتجَّت لها أركان السُّوق، وما دريت، بعدها، من أمري شيئاً!
………………………….
………………………….
يبدو أنني لزمت سرير المستشفى، فاقداً الوعي، عدَّة أيَّام. أدركت ذلك، وأنا أسـتفيق تحـت الغطاء ببطء، من ثرثرات جاراتنا اللاتي تقرفصن على أرض العـنبر حول فراش مرضي، يكابرن أمي! وقد أدركت من تلك الثَّرثرات، أيضاً، أنني، عندما وقعت عيناي عليها، صرخت باسمها حتى كدت أمزِّق حنجرتي وصدري، قبل أن أسقط مغشيَّاً عليَّ، فتجمَّع الناس حولي، وعرفني حلاق من أصدقاء أبي، فحملني، وركض بي إليه في المستشفى، حيث أسعفت واحتُجزت. غير أن أكثر ما حيَّرني هو ما قيل عن أن جميع النَّاس الذين كانوا في المكان، بمن فيهم الحلاق نفسه، أقسَموا على أنه لم تكن ثمَّة أبنوسيَّة خمسينيَّة مفرطة البدانة ولا يحزنون، بل محض فتاة إعرابيَّة نحيلة، بائسة، اعتادت أن تأتي كلَّ “يوم سوق” لتبيع النَّبق واللالوب والتَّبلدي، وأنها، لمَّا رأت ما وقع مني، فزعت، فانتفضت كالملدوغة، وفرَّت بجلدها، تاركة بضاعتها المتواضعة ونقودها القليلة!
………………………….
………………………….
مع ذلك، فإن أهل الحيِّ والأحياء الأخرى، وأهل السُّوق الدَّائم والسُّوق المؤقَّت، والزائرين والعابرين من أهل القرى والحلاَّل المجاورة، أضافوا، أجمعهم، تلك الحادثة تِرْسَاً في ماكينة حكاياتهم التي لم تنضب، يوماً، ولم تكفَّ عن الدَّوران، في أيِّ وقت، وبمختلف اللغات واللهجات، حول .. عودة الجِّدَّة وردة!