عين في الحليب وعين في البركيب
أشرف حسن فتح الجليل
إنتظرنا وملينا في أن تعلن التحرير والعداله الخروج عن إتفاقية الدوحه . ففي خلال الايام الماضيه أصدرت التحرير والعداله بيانا إستنكرت وأدانت فيه بأقوى العبارات الهجوم الغاشم من قبل قوات المؤتمر الوطني على قواتها . لذلك أعلنت التحرير والعداله أن هذا الهجوم من شأنه أن يعرض إتفاق الدوحه لخطر الانهيار وينسف العمليه السلميه برمتها .
بالله عليكم أين هذه العمليه السلميه التي يتحدثون عنها منذ حضورهم ومازال مواطنونا يعانون أشد معاناه ، في عهدهم قتل عشرات الطلاب وشرد الاخرين من جامعاتهم ، فتكت الاوبئه بمئات المواطنين تحت ناظريهم ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا خلال هذه الازمات . فهل يستطيعون أن يتنازلوا عن هذه الكراسي ؟ ! لا لن يتنازلوا لانهم لا علاقه لهم بأي مؤسسه عسكريه منذ أن وقعوا الاتفاق ما زالت قواتهم تنادي برفع الظلم الذي وقع عليهم لكن من الذي يرفعه عنهم ؟ قوة السلاح هي التي سترفعه عنكم ، إن تراجعتم عن هذه الغلطة التاريخيه وصححتم مساركم بالرجوع لقوى المقاومة حينها تسطيعون أن تنالوا حقوقكم كامله.
التحرير والعداله قالت أن هناك أيادي خفيه تسعى لاجهاض إتفاقيتها مع المؤتمر الوطني وأكدت أن كل الخيارات مفتوحه في حالة عدم إستجابة الحكومه لتشكيل لجنة تحقيقات . إذا التحرير والعداله أمام خيارات وربما يكون أحد لخيارات الخروج عن إتفاقية الدوحه ، فالخيار أسم مصدر لاختار والمصدر هو الاختيار وفسرت في اللغة الاخذ بما فيه المنفعه والخير والانتقاء ، ومنفعة التحرير والعدالة هي أن تبقى في مناصبها مع الحكومه ، لان الحكومه لن تٌكون أي لجنة وإن كونت لجنة ستضع الملف تحت الطاولة وتماطل في القضيه حتى ينساها كل الناس فخيار التحرير والعداله هنا الابقاء على عقدها مع المؤتمر الوطني لانه من العقود الجائزة ( الهبه ) فالفرق هنا بين العقود اللازمة والجائزة الخيار ،المتعاملين في كل النحوين متمكنان من فسخ العقد وتركه أما العقود الجائزة فإن من له الخيار هو الواهب هو من يفسخ العقد ويتركه والاخر لا سلطه عليه في الفسخ وترك العقد ( كما في التحرير والعداله ) وإن حاولت أن تسقط الخيار فلن يسمع لها أحد فهي لن تستطيع أن تترك مناصبها التنفيذيه والتشريعيه وغيرها التي منحت لها وسوف تتحرك قواتها بأمر الحكومه ، لن تتنازل عن مناصبها ولن تترك الاتفاق حتى لو قتل كل يوم منها جندي ، لانها منذ البدايه سلمت قفاها للحكومه تضرب فيه كما تشاء ومتى حكم لها مزاجها ، فخيارهم المفتوح هذا في ترك الاتفاقيه سيكون مفتوحا فتح الباب الذي يفوت جمل . هذا هو الضياع أن تدخل نفقا مظلما ضيقا لاتسطيع أن تواصل ولا أن تخرج منه ، هذه ليست أول ضربه ولا أخر ضربه تنالوها من المؤتمر الوطني والجاي أعظم أمسكوا الخشب .
نواصل
[email protected]