عودة الترابي وحزبه للبشير الدليل القاطع علي ان العملية كلها تمثيل في تمثيل وتمويه في تمويه.

عندما صرح الدكتور علي الحاج في احدي لقاءاته مع الاعلام بانهم قد برعوا في التمويه لانجاح انقلابهم المشؤوم , (تجدون الحوار كاملا في هذا الرابط :http://www.sudaneseoffline.net/forums/showthread.php?t=23277)
فان الرجل قد صدق حينها واظهر جانبا من استراتيجيات من يسموا انفسهم بالاسلاميين مناف لمبادئ الاسلام الحنيف الذي لايقر التدليس والكذب والتمويه . وكانت هذه الاستراتيجية ركيزة نجاح الانقلاب حين طبقها واتبعها شيخهم حين تذاهب الي السجن وارسل وثابه الي القصر الذي فيه التصق حتي اللحظة ربما لايغادرها الا الي لاهاي او محكمة اخري.
وعند انقسام الحزب الواحد فيما عُرف بالمفاصلة , سرت شائعات كادت ان تكون حقيقة بان الامر لايعدو ان يكون حيلة وتمثيلية من الاسلاميين بفكرة جهنمية من الداهية عرابهم الذي ,ان صح انه انما يمثل ويموه , فانه يكون احق من كل نجوم هوليود بجوائز الاوسكار. ولكن كثير من المختصين والخبراء , وما اقلهم في البلد الذي يعمل الكثير من سكانه في غير تخصصاتهم, كثير من هؤلاء استبعدوا فكرة ان المفاصلة يمكن ان تكون تمويها او تمثيلا لان الخصومة بين الحزبين الناتجين عنها كانت فاجرة ايما فجور, والفجور في الخصومة من علامات النفاق كما تعلمون , ومن صفات المنافقين. ولكن احيانا يكون تمثيل المشهد الدامي والعنيف في الافلام يتطلب براعة من الممثلين تصل حد الجدية في الضرب والركل حتي ينسي المشاهد انه يشاهد فلما , وهذا ما اظنه ما فطن اليه هؤلاء المموهون الممثلون في كل فصول دراما مفاصلتهم لالشيئ الا لاطالة عمر نظامهم الباطش وقد نجحوا في ذلك ظاهريا لان الامر من قبل ومن بعد لله والاعمار والاجال بيده تعالي.
وهانحن الان نشهد الدليل الدامغ علي ان الامر كله تمثيل في تمثيل وتمويه في تمويه وخداع وكذب وضحك علي الشعب المسكين حين بلغ التمثيل ذروته وقرر الممثلون اداء الفصل الاخير من مسرحيتهم قبل ان ينفلت الامر ويسقط النظام , فتفتقت عبقرية مفكرهم عن فكرة العودة باخراج نائب الرئيس الاسبق ولاحس الكوع من المسرح لتحلو الحبكة وليكتسب المشهد عنفا مقنعا للمتفرج المواطن المغلوب علي اموره.
وكما في نهاية اية مسرحية , يخرج نجمها الي الجمهور لتحيته وتحيتها , فقد خرج كبير ممثلي الاسلاميين الي مسرح الحزب الا وهو البرلمان يوم امس ولاول مرة كما قالوا منذ خمسة عشر عاما , لتبدا فصول مسرحية اخري لاندري هل ستستمر لعشرات السنين ام سينفض الجمهور غاضبا من رداءة التمثيل وتكرار الممثلين ويهجموا عليهم ويرمونهم خارج المسرح .
 
محمد علي طه الشايقي (ود الشايقي).
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *