بقلم: أحمد عبدالرحمن ويتشي
[email protected]
في كل بلدان العالم المتخلفة منها التي تعيش في عوالم فتاوي جواز رضاعة الرجل من زوجته وجواز مضاجعة الزوجة المرحومة
والمتحضرة منها التي تعيش في عوالم اختراعات الطائرات من دون طيار والمشغولة بالسفر الي بلوتو وعطارد
في كل هذه البلدان رغم عن التناقضات البائنة التي تعيشها الا انها تتساوي في احترام منصب (راس الدولة )! وقد تجد فيه نوع من التقديس والتبجيل الكبير لشاغله سواء كان رئيسا او رئيسا للوزراء او ملكا او اميرا او سلطانا ولا يمكن الاساءة عليه من الشعب وغالبا يتم تنشئة الاطفال علي تبجيل هذا المنصب
(الهام جدا)!
بغض النظر عن اسلوب راس الدولة الحاكم
( استبداديا او ديمقراطيا )! والاحترام الذي يقدمه الشعب المعني ليس بالضرورة يكون حبا في راس الدولة ذاته . بل هو احترام متبادل بين راس الدولة والشعب وهنا راس الدولة ايضا ليس بالضرورة يكون ديمقراطيا – قد يكون دكتاتورا لكنه يعمل بقدر الامكان في الحفاظ علي تاريخ وسمعة بلاده ومكانته الدولية
بين هذا وذاك يبقي اي هوان من راس الدولة قد يهان معها كرامة الدولة ويهان حاضرها ومستقبلها ويطمس تاريخها ومن ثم يطمع الدول الاخري في غزو واحتلال اراضي الدول التي تقبل بالاهانة لنفسها نتيجة لضعف رأس الدولة فيها
لذلك اشعل عدد من الدول حروبات امتدت لسنوات لمجرد استقبال غير محترم قوبل به احد الرؤساء او ملوك الدول -لموقف معين بين الدولتين- والتي عادة ياتي بردود افعال شعبية ورسمية حيث يتم طرد السفراء والدبلوماسين وتخرج معها الشعوب في تظاهرات وتحدث المقاطعة بين الشعبين في البلدين اللذين اختلفتا بسبب
(عدم استقبال محترم)! وهنالك عدد من النمازج لا توجد مساحة كافية لسردها !
ولكن لكي يحترم شاغل منصب راس الدولة داخليا وخارجيا هنالك شروط مهمة جدا يجب ان يتوفر فيه
نذكر علي سبيل المثال :
*اولا : يجب ان لا يكون رعديدا وجبانا وان لا يقبل المساومة في اراضي بلاده مهما كلفه!
*ثانيا: يجب ان لا يترك مواطنيه يهاجرون الي دول يكنون له عداء وذلك بتأمين العلاج ولقمة العيش لهم وان كان الحاكم دكتاتورا ! هذه نجح فيه (فيدل كاتسرو)!
*ثالثا: يجب ان يحترم المعارضين السياسين وحاملي السلاح وتحفيظهم علي المضي قدما نحو السلام وذلك بتقديم تنازلات حقيقية علي الارض لكي لا يرتمي هولاء المعارضون في احضان الدول الاخري والتي غالبا تدعمهم لابتزاز راس الدولة او من اجل مصالح بعيدة المدي وفي كلا الحالتين ينال من سمعة الدولة وتاريخها !وهذه نجح فيه ( فلان)! قدم تنازلات واحتضن المعارضة في دولته ومن ثم ابتز احدي الدول المجاورة له بدعم المعارضة فيها وعندما وصل الي غايته ركل المعارضة بعيدا وبداء بابتزاز رأس الدولة ولم تفلح الجهود لايقاف اطماعه سوي اهدائه فتاة جميلة من الدولة
اياها لتطيب خاطره
*رابعا : يجب ان لا يستخدم سلاح الجو والاسلحة الثقيلة ضد مواطني البلد وان كانوا حاملين للسلاح وان لا يستعين بالمرتزقة من خارج الحدود لان المرتزقة عادة يغتصبون النساء ويقتلون الاسري لانهم لا يرونهم كالبشر ويظنون بانهم اتوا بهم لابادة هولاء وهذه قد يعرض راس الدولة لانتقادات من المنظمات الحقوقية ومن ثم الي اصدار مذكرات توقيف بحق راس الدولة من المحاكم الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية واغتصاب جماعي
*خامسا : يجب ان لا يتسول رأس الدولة ويطلب المساعدات ويستدين من الدول التي لا تقل فقرا وجوعا عنها
*سادسا : يجب ان يبعد عائلته من اموال الدولة بقدر الامكان ويجب ان لا تستثمر وتسمسر احدي زوجاته في حليب الاطفال الرضع وترفع اسعارها ويجب ان لا يكذب احد اخوانه ويقول بانه يمتلك صالونا يدر له (مليون دولار)! في الشهر الواحد تنقرنق ! بني منه مدارس خاصة وفلل راقية
*سابعا: يجب ان لا يكون شيمته الرقص بالمؤخرة في كل مكان وزمان والكذب والحنس والخطابات العنترية في اللقاءات الجماهيرية
*ثامنا : يجب ان لا يكون ديناصورا فتاكا في الداخل وكديس صغير في الخارج ويهرب من نيجريا خوفا من فتاة صغيرة اسمها (فاتو بنسودة)!
*تاسعا : يجب ان لا يسرق النفط من دولة مجاورة لان اطعام الشعب بمال النفط المسروق
قد يكون حراما حسب الشريعة الاسلامية (دي يمكن نسألوا فضيلة الشيخ “حسبو كندم” -ما هو حكم من سرق النفط من دولة مجاورة واطعم به شعب مسلم )؟!
*عاشرا : دي خلوها -مستورة – لعبدالرحمن الخضر اشان -يتحلل- بيها بفتوي من هيئة علماء الهوس !
بناءا علي قراءتنا اعلاه نجد ان المشير السوداني عمر البشير قد اساءة! علي سمعة السودان ومنصب رأس الدولة بامتياز وفقد الاحترام تماما وهو الذي جاء بالانقلاب علي سلطة الشعب متدثرا بعباية الدين الاسلامي الحنيف وارتكب جرائم ابادة جماعية باسم الجهاد في( سبيل الله)! ضد ابناء الوطن الواحد واباد اكثر من مليونين من الشعب الجنوبي واضاف عليهم خمسمائة وثمانون الف مواطن ابادهم في دارفور واشعل حرب دروس في جبال النوبة والنيل الازرق وماتزال يستخدم الطائرات الحربية ضد المدنيين العزل وخصوصا الاطفال والنساء وكبار السن واستجلب عدد لا يحصي من
المرتزقة تنظيم القاعدة من (شمال مالي وجنوب شرق النيجر وشرق تشاد) لمواجهة الثوار الوطنيين الذين حملوا السلاح من اجل وطنهم الذي باعه عمر البشير في سوق النخاسة الدولية بثمن بخس
وضاق الوطن بشعبه حتي اضطر معها الي هروب الاف الخريجين المعطلين عن العمل الي مصر وليبيا والخليج بحثا عن لقمة العيش التي سرقه عمر البشير واطعم به مرتزقته المستوردين من الشتات !
وتوزع شبابنا في هذه الدول للعمل في مهن هامشية رغما عن مؤهلاتهم العلمية الجيدة
ولاول مرة في تاريخ مجتمعنا المحافظ بناتنا باعن العرض والشرف وزاولن مهنة القوادة والدعارة
خارج حدود الوطن وفي الداخل لن احدثكم عن المياقوما وما ادراك مالمياقوما!
لقد فرط عمر البشير في وحده اراضي الوطن فصله لجنوب الوطن او بتركه لدول الجوار الكحيانه (الفشقة)- لاثيوبيا -(مثلث حلايب) -لمصر! لقد استغلت هذه الدول جبن رأس الدولة وقاموا باحتلال هذه الاراضي بالقوة القسرية بعد ان ولي جيش الشعب الادبار بامر من عمر البشير
وتدخلت دويلة ارتريا الي حلبة قص اطراف السودان بتوغلها الي العمق السوداني باثني عشرة كيلومترا واحتلت منطقة (همباكتا)! الواقعة شمال مدينة طوكر في شرق السودان
وفي الحقيقة ان ارادت هذه الدول احتلال كل السودان لفعلت لان الشعب منهوكا بالمجاعات وجراح الابادات وراس الدولة مجرم هارب من العدالة لن يستطيع المقاومة فقط يقدم التنازلات تلو الاخري خوفا من دعم هذه الدول للمعارضة السودانية المسلحة والسياسية التي ان وجدت مجرد قناة تفلزيونية خاصة ستقضي علي نظام عمر البشير في يوم واحد فقط
وفي محور علاقاتنا الخارجية لقد اصبحت مختصرة علي الدول الارهابية المنبوذة واصبح رأس الدولة يأمر من الخارج ليطيع وينفذ وقد اصبحنا وكأننا ضاحية من ضواحي الدوحة عاصمة دويلة قطر التي هي اصغر مساحة من محلية امبدة في امدرمان .
واستقبل عمر البشير استقبال لا يليق حتي بالمساجين الدوليين المرحلين من والي بحيث استقبل رئيس جمهورية السودان قبل ايام في المملكة العربية السعودية بجنديي شرطة وضابط يحمل رتبة (رائد )!
(دي قوية دي)! بما ان البرتكولات تقتضي بان يستقبل اي رأس دولة الزائر بنائب رأس الدولة في البلد المضيف علي الاقل في حالة غياب راس الدولة المفترض (هذه ان حدث مع الراحل القذافي لاحرق الخليج في ساعة)!
وقد اتم عمر البشير الناقصة يوم امس عندما استقبل في جمهورية المصرالعربية عندما قام بزيارته وجلس مع الرئيس المصري بدون علم الدولة السودانية وكاختبار من المصريين لشجاعة عمر البشير- الاسد النتر- والديناصور امام الشعب السوداني لقد وضعوا خريطة مصر خلفه مباشرة متضمنا مثلث حلايب السودانية المحتلة وقد تقبل الامر وكأن شيئا لم يكن
وهذا الاستفزاز الكبير يستحقه عمر البشير لانه اصبح يسافر من غير دعوة رسمية ومن قبل باس ارجل الرئيس عبدالفتاح السيسي ليتوسط له لزيارة السعودية
وقد عاد من هناك بخفي عبدالرحيم محمد حسين ليقول (حلايب سودانية لكن لن نحارب مصر )!
ولكن جاء الرد من السيسي بشكل صريح عندما (يجب علي الرئيس البشير عدم اثارة موضوع حلايب لانه ارض مصرية لا يمكن الحديث عنه …..الخ)!
هذا هو عمر البشير الذي طالبني البعض باحترامه
من جماعات الهوس الديني مغسولي الادمغة بديتول الكراهية ومحبي العبودية لقد درج هولاء علي سبنا وتكفيرنا علي اساس اننا لا شغل لنا غير نبش عرض الرئيس البشير وعائلته وطالبونا
واقول لهولاء المهوسين ليس هنالك شيئا قدمه عمر البشير ليحترم ولم يحترم سمعة الدولة والمنصب الحساس الذي يشغله بحيث اصبح حتي الاطفال السودانيين لا يحترمونه وقد لاحظت ذلك عندما عرضت فيديو لعمر البشير علي شاشة الكمبيوتر لاتابع خطابه الاخير الذي القاه وكان يجلس بجانبي ابن شقيقي الذي لم يتجاوز الست سنوات وكان يسترق النظر ويشاهد معي وعندما انتهينا من مشاهدة المقطع سألني قائلا (يا عمو الراجل دا حرامي وكضاب مش )؟!
لقد اذهلني الطفل و ادخلني في موقف محرج ولم استطيع الرد بالحقيقة فقط قلت له ( دا رئيسنا تاني ما تقول ليهو كدا )!
واضاف مرة اخري : ( يا عمو لكن بابا مرات كتير بشاهد تلفزيون لمن يجيبو الراجل دا بقول ليهو حرامي كضاب وبقوم بمشي)! هولاء هم الاطفال السودانيين الابرياء الذين لم يروا عمر البشير ولكنهم علموا به بانه كذاب
اذ احي الاستاذين الكبيرين (عمر دفع الله)! و(محمد ابو)!
واقول لهم عملكم مقدس عند هذا الشعب العظيم
فاليذهب السفاح عمر البشير الي سلة قمامة التاريخ