بسم الله الرحمن الرحيم..
على مليشيات المؤتمر الوطني الانسحاب من أبيي أولاً..
عبدالغني بريش اليمى… الولايات المتحدة الأمريكية
استطاع الجيش الشعبي ” جنوب السودان ” فرض سيطرته الكاملة على منطقة هجليج الغنية بالنفط ، وهي منطقة متنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه ، ويتبادل الطرفين دائما الاتهامات حول الاشتباكات التي تقع من وقت لآخر فيها .
بعد سيطرة الجيش الشعبي على هجليج بيوم واحد فقط ، دعا الاتحاد الأفريقي جنوب السودان إلى سحب جيشه منها فوراً ، وطالب البلدين بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس . وقال الاتحاد الأفريقي في بيان ، إنه ” يدعو كلا البلدين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس واحترام وحدة أراضي البلد الآخر “. وأضاف :يشير الاتحاد بقلق على وجه الخصوص إلى احتلال القوات المسلحة لجمهورية جنوب السودان لمنطقة هجليج ويدعوها إلى الانسحاب فوراً ودون شروط .
هذا الاعلان من قبل الاتحاد الأفريقي يعتبر انحيازاً واضحاً لموقف حكومة المؤتمر الوطني ، وهذا الانحياز الأعمى لنظام الابادة الجماعية في الخرطوم ، إنما سببه الرشاوى التي تدفعها حكومة السودان لأعضاء وموظفي الاتحاد الأفريقي ليغضوا النظر عن الجرائم البشعة والفظيعة التي ترتكبها حكومة البشير ضد مواطنيها منذ عام 2003 .. وإلآ فلماذا لم يتخذ هذا الاتحاد الهزلي موقفاً مماثلاً حيال احتلال جيش المؤتمر الوطني لمدينة أبيي المتنازع عليها ؟ هل كان اعضاء الاتحاد الأفريقي أمواتاً عند دخول جيش البشير لأبيي في 21 مايو 2011 ، لكنهم قاموا من مقابرهم أحياءاً عند دخول الجيش الشعبي لمدينة هجليج بتاريخ العاشر من أبريل 2012 ؟ .
هرولة الاتحاد الأفريقي للدفاع عن حكومة الابادة الجماعية في الخرطوم وإدانة حكومة جنوب السودان ، ومطالبتها بالإنسحاب من منطقة هجليج .. سببها لما تنتجه هذه المنطقة من نفط كان تذهب عائداته كرشاوي لأعضاء الإتحاد الأفريقي وسماسرة دوليين لا يهمهم سوى المتاجرة بقضايا ضحايا الحروب في القارة الأفريقية .
المسئولية والأمانة كانت تقتضيان من الاتحاد الأفريقي أن يستنكر احتلال جيش عمر البشير لمدينة أبيي المتنازع عليها في 21 مايو 2011 ، أما وقد تناسى أو نسى الاتحاد أن يدين ويستنكر هذا الاحتلال الغاشم ، فهذا ينزع عنه صفة الحياد والمصداقية ويجعله اتحاداً منحازاً أو تابعاً لحكومة الجنرال الهارب من العدالة الجنائية الدولية عمر البشير .
لينسحب جيش ومليشيات المؤتمر الوطني من منطقة أبيي وكل المناطق المتنازع عليها بين الدولتين السودانيتين أولاً ، ومن ثمة على الجيش الشعبي جنوب بالإنسحاب من منطقة هجليج الذي اضطر اضطراراً لإحتلالها بعد الاستفزازات المتكررة التي تعرض لها على طول وعرض حدود ولاية الوحدة من قبل قوات البشير .
ختاماً : لنسأل الاتحاد الأفريقي الذي يطالب حكومة جوبا بالانسحاب من هجليج ! ما الذي قدمه لقارة أفريقيا ونزاعاتها المسلحة والسياسية منذ قيامه في عام 2002 بأوامر من الزعيم الليبي الراحل/العقيد معمر القدافي ؟ .. مازال الصراع الصومالي الصومالي قائما منذ عقدين من الزمان دون ان يحرك هذا الإتحاد ساكناً لحله ، وهناك الصراع الدموي في كل من كنغو الديمقراطية وكنغو برازفيل ، وهناك القضية الدارفورية وغيرها من الصراعات الممتدة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ؟ .
ليبحث هذا الاتحاد عن حلول جدية للمشاكل المختلفة التي تعاني منها القارة الأفريقية ، وليترك المعايير المزدوجة لأعضاءها تجاه بعض القضايا القارية ، وليطالب طرفي النزاع السودانيين بسحب قواتهما من أبيي والهجليج ، وإلآ فإن هذا الإتحاد الأفريقي ليس له أي قوة أو سلطة لمطالبة جوبا بسحب قواتها من الهجليج دون مطالبته نظام الابادة الجماعية بسحب قواته من أبيي .
[email protected]