عزيمة المرأة عبر القرون
المرأة في عيدها : الحرب والسلام شأنا من شؤون الرجال دائما.. إنه في أجندة النساء من الآن فصاعدا..
يلاحظ المرء المشير عمر البشير وهو دائما محاط بهآلة نسوية كأنه يحاول الإحتماء بهن بعد مذكرة اوكامبو . وهوسه بمظهره يزداد. فلقد نسي تماما إدعاءاته الاولية بانه قادم من عالم الغبش, فمقاس بدلته العسكرية كانت تدعم هذة المزاعم والآن كل شيئ تغير الى تخمة برجوازية .. والتغيير هو من سنن الحياة ولكن الإنحراف يمكن تفاديه. فالرئيس المنتمي الى الغبش يوما, علنا لا يقبل اصوات ” الوسخانين ” و هذة ليست كناية للفاسدين. لن يجرأ ! فهو كبيرهم الآن.إنما هذا مصطلح جديد للغبش. نعرف ان العت والتعتر هما نتيجتان طبيعيتان للفقر والحرب ..وفقا للإحصاءات الاخيرة في السودان نسبة المرأة هي حوالي 48% والمرأة كذلك هي من أكثر الفئات فقرا وأمية وسحقا في العالم , وربما تكون حالتها اسوأ في السودان نظرا لحالة السودان الكارثية فهي الدولة الوحيدة التي تدور فيها دوامة الحرب دون إستراحة ! وفي هذة الحالة المرأة هي الضحية الأولى لحرب البشير وماكينته الإنتخابية ..
في السنة الماضية ترأست زوجة برلماني كيني رابطة نسوية ذات هدف واحد هو : محاربة الفساد الرسمي في البلاد . ولتنفيذه إتخذت إجراء واحد ومحدد هو : فرض حصار جنسي على الإمتيازات الجنسية للرجال المتورطين . في الحقيقية ما أعتبرت سابقة خطيرة في كينيا الذكورية ورغم الإستخفاف جاءت النتائج مذهلة في غضون شهور قال احد النواب, إنها سياسة فعّالة أفضل من وصفات البنك الدولي ! عرفت البشرية إجراءات من هذا القبيل إتخذت في عهد الحضارات الموغلة في القدم اذا تذكرنا عشتاروت الآشورية ونفرتوتي الفرعونية , ولكن تبقى ثورة لسيستراتا في يونان القديمة حجر الزواية لقيام الثورة النسوية في العالم . يلاحظ المرء الحافز الأساس لمطالب هذة الحركات النسوية تكمن في تحقيق مطلب واحد هو إرساء السلام . ويبدو إن حكمة المرأة تتجلى في قدرتها المتناهية في وضع الحلول الحاسمة .
وقود أي حرب هو المال والرجال. إمرأة متمردة تقول ” لجلب السكينة والمودة والسلام . نحن المصنع الحربي وبحركة واحدة لساقي الرائعة ينغلق كل شيئ ويتوقف الإمدادات في الميدان” هذة الفكرة ألهمت السيدة لسيستراتا لإحباك خطة محكمة لشل قدرات القيادة في أثينا وذلك اولا بفرض ما يسمى عندنا سياسية الهجر او النشوز وهي إمتناع المرأة لتلبية الحاجات الجنسية لزوجها وهو حق شرعي للمرأة تحت العنف . كانت تأثيرها تدريجيا في الاوساط القيادية ولكن انخراط المومسات للتمرد اجبرت القيادة السياسية لتشكيل لجنة لدارسة مطالب النساء .غير أن كلمة لسيستراتا التي خاطبت بها حشدا نسويا قائلة : ثمة أمور كثيرة عن النساء تحزنني بالذات نظرة الرجال للنساء بإعتبارهن اوغادا .. وسنبرهن لهم ذلك فعلا ! لم تكن مجرد إنشاء إنما كانت تعني ما تقول فعلا .. لقد إستولت مجموعة من النساء على خزانة الدولة وكانت الضربة القاضية .. لصقور الحرب فخضعوا للشرط القاضي بإنهاء حرب بيلوبونسيا . وعند توقيع السلام رددت لسيسترا كلمة لقائد جبهة يودع حبيبته في ملحمة الإلياذة : الحرب هو من شؤون الرجال .. فنادت لسيستراتا متسائلة هل هناك رجال في هذة الدولة ؟ ثم قالت لا و ربي ليس هناك من احد, وتابعت: الحرب سيكون شأن النساء من الآن فصاعدا ..
أما تحركات المشير البشير اليوم في اوساط النساء لا تفسر كعلامة ثقة فلا نراه يقلّد الزعيم القذافي في هذا الباب بتجنيدهن في فرق الحرس الخاص له. ولكنه يشبه الملك البروسي فريدريك وليام الثالث الذي تعرض لتمرد كتائب الجيش في جبهات القتال في القرن السابع عشر وفي سبيل الحفاظ على العرش اجرى بعض من الاجراءات الاصلاحية ومنها رضوخه لمطالب النساء في حق التصويت ولكنه تراجع لاحقا. في اوربا الحديثة اعتبر البرلماني البريطاني جون إستوارد اول من نادى بحق التصويت للنساء في 1869 وتعتبر نيوزيلاندا الاول في العالم أعطت المرأة حق التصويت في 1893 . ولكن اليسار السياسي كان دائما وراء هذة الحركة النسوية والسيدة الألمانية كلارا زتكن المنتمية الى الحزب الديمقراطي الاشتراكي هي التي وضعت يوم المراة العالمي في أجندة مؤتمر الحركة التي عقدت في شوبنهام الدنماركية 1910 واتخذ 19 مارس يوما للمطالبة بحقوق المرأة في العدالة نظرا لثورة 19 مارس 1848 ولكن الحزب الاشتراكي الامريكي في 1909 اعلن يوم 28 فبراير يوم المرأة وتطورت الامور في هذا المضمار بعد حادثة إحتراق مجموعة كبيرة من النساء في احد المعامل الامريكية في 1911 . ولكن المظاهرة التاريخية لنساء روسيا تحت عنوان السلام والخبز لوضع حد على الحرب في روسيا كانت المقدمة التاريخية لثورة 1917 البلشفية التي انهت الامبراطورية القيصرية .تراكمت نضالات المرأة و كانت شجاعتها هي وراء إرساء السلام لقد كانت الضحية الاولى لشأن لا طرحة لها فيها ولا توب . المرأة في العالم والسودان وبخاصة في دارفور تعاني اسوا أنواع السحق والتمييز.. أنه عالم الرجولة كما قال المغني الشهير جميس بروان, موآسيا.. و ” كلما نظرت الي عيني إمرأة نسيت آلامي وأحزاني ” الفيلسوف اليهودي هايني.. و ” أنك تستطيع قرآءة قصة المرأة في عينيها ” توماس مور .
كيسر أبكر
[email protected]