عرجة كلماته هزمت السلاح

حسن اسحق
ان مايخشاه الحاكم المستبد ان تقول امامه لا وانت علي خطأ ، ان الحاكم القاتل يرتبك عند سماعه انك المجرم وانت المذنب،وانت تدمر شعوبك وتحكمها عبر فوهة البندقية والدبابة. ان الناشط تاج الدين عرجة عاش جزء كبير من حياته في معسكر نزوح وتجرع مرارة الجوع والعطش والمرض،وتجرع مرارة هذه المحن،لم يحمل غبنا في قلبه ضد فرد،وكان يحلم ان تنتهي الحرب في دارفور ومناطق اخري،ويعود اللاجئين الي ديارهم ويحاكم القتلة،ويحلم بوطن يسع الجميع،وكل الوطن للناس لا خاصة لا عامة،والحرية للجميع.عندما واجه الطاغيتين عمر البشير والتشادي ادريس دبي في مؤتمرهما الصحفي في ديسمبر من العام الماضي،قال لهما انتما الازمة،لم يتحمله الرئيس،بالرغم من اهل تاج الدين عرجة في دارفور وعموم السودان صبروا علي حكمه عقد ونصف والغرب الدارفوري تحمل القنابل الحارقة وبطش الجنجويد واغتصابهم الي الان والطائرات مازالت تقصف الابرياء بالطيران،ومناطق اخري تحملوا اذي عصابة الانقاذ اكثر من 4 سنوات،يزرعون ويحصدون تحت نيران الانتينوف. ان الناشط عرجة اجحف الاعلام في حقه الانساني وقضيته سكت الاعلام عنها،كأنه ليس سوداني،ولاينتمي الي هذا الوطن المشوه بعنصريته المؤسسة،وفضحت قضيته الاعلام اليومي،وبينت ان الميديا المحلية تتعامل بانحياز في قضايا حقوق الانسان،والانسان السوداني تشكله التراتبية الاجتماعية وعقليته المناطقية،ومرت اكثر من 3 اسابيع علي اعتقاله،ولاتعرف اسرته اين هو،ومكانه مجهول،ولا ترغب السلطات الامنية في الكشف عنه،ولم تسمح للمنظمات بزيارته وتوفير حماية حقوقية له .اعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها وتخوفها من تعرض حياة المعتقل عرجة للتعذيب .واعرب كتاب وناشطون وصحفيون تضامنهم معه. لكن ما يتوقعه الجميع ان تقوم السلطات الامنية بتصفيته كما فعلتها ضد طلاب جامعة الجزيرة الاربعة،والقت بهم في مجري مائي،وجاء قرار طبيبهم الامني ان سمكة البردة هي السبب في موتهم،وقبلها طالب كلية التربية جامعة الخرطوم،معظمهم طلاب ازهقت الانقاذ حياتهم،من دون ان يمثل القاتل امام القانون،ويلقي جزاءه،وهي تتستر علي المجرمين الصغار بأمر من المجرمين الكبار .ان الناشط عرجة بكلمته وقلمه ازعج الطغاة(السفلة) وارعبهم،باتوا يرتجفون من كل ناطق بالحقوق السودانية .من جاء الي الحكم بالسلاح،مستحيل ان يصغي الي الشرفاء،من يصعد علي ظهر الدبابة لن الاحرار من السودانيين.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *