++ ( حميدتي ) .. الحجر الذي نسيه البناؤون فصار حجر الزاوية ؟!!
++ عدنا من التمرد الاصغر (ضد بني كوز الحرامية) الي التمرد الاكبر .. ضد القبلية و الجهوية .. (محمود ود احمد فوبيا) !!
++ تمردنا الاصغر بالسلاح كان ( من اجل الاعتراف .. و تاسيس دولة السودانوية ) .
+++ تمردنا الاكبر ( ثقافي. و فكري ..هو تحرير الذات من الدونية .. و كراهية الذات الافريقية ) .. الي التصالح مع الذات و قبول الذات .. مما يقود الي الاعتراف بالاخر .. و قبول الاخر كما هو .. مما يسمح بقيام دولة التنوع و التسامح .
+++ التمرد الاكبر ليس قاصرا علي المتمردين السابقين .. انما هو شان كل سوداني .. هو تمرد ضد القبلية و الجهوية .. شعاره : ( انا افريقي .. انا سوداني) :
+++ خطر الانقلابات وارد من جميع احزاب قحت ، وليس الكيزان وحدهم ، لانهم اقلية (كلهم مليون و نصف ) و صناديق الانتخابات لا توصلهم للسلطة !
١)
تمرد المهمشين في السودان الحديث الذي رسم حدوده محمد علي باشا عام ١٨٢١ في رحلة الفتح من اجل الذهب و العبيد ، هذا التمرد الاول المسلح كان عام ١٩٥٥ ، و سببه المباشر مرتبط بمظالم وظايف السودنة ، حيث لم يحصل الجنوبيون الا علي 4 وظائف .. و من تلك النقطة بدات الدولة العميقة الجهوية التي جعلت النخبة النيلية تهيمن علي مفاصل الدولة السودنية في الخدمة المدنية التي تسير دولاب الدولة . للحقيقة تمرد المهمشين في السودان دوافعة اعمق من البعد المتعلق بعدالة قسمة السلطة و الثروة .. تمرد المهمشين في السودان مرتبط ب (جدلية العبد و السيد ) .. كتاب ظواهرية الروح / هيغل / ١٨٠٧ … ( العبد يصير حرا عندما يكون مستعدا للقتال و الموت من اجل قضيته ) .. و قد لخص الشهيد جون غرنق هذه القضية بقولته المشهورة .. (الذي لا يقال هو الذي يفرقنا ) .. و يعني بذلك ( قولة يا عبد ) . و الادبيات (الزائفة ) و القصص و النكات التي تكرس الاستعلاء الزائف ، مثل ( لا تبول في الشق .. و لا تصادق العبد .. الشق دساي و العبد نساي ). و العبد المعني هنا .. مبدئيا هو الانسان الاسود ، و لكنه ليس قاصرا علي الانسان الاسود ، و انما يحمل بعدا جهويا ليشمل كل الجنوب الذي رحل ، و كردفان عموما .. لاسيما جبال النوبة ، و جنوب النيل الازرق و دارفور بلا تمييز بين زنوج و عرب . باختصار التمرد الاول (بحمل السلاح ) كان سببه الحقيقي هو (الحصول علي الاعتراف ) باننا جميعا مواطنون ( من الدرجة الاولي ) في وطننا السودان .. ( او نرحل بارضنا و خيراتنا ) كما فعل الجنوب .. نعم .. قاتل المهمشون من اجل وطن بلا تمييز بين السودانيين بسبب العرق، او اللون او الدين ، او الجندر ، او الجغرافيا . . الاعتراف بالتنوع ، و الاقرار بحق الاخر ان يكون اخر .
(
٢)
++ القبلية و الجهوية .. و محمود ود احمد فوبيا :
اذا كانت النخبة النيلية قد تغلغلت في مفاصل الدولة العميقة السودانية عبر هيمنتها علي وظائف السودنة ، فانها ، اي النخبة النيلية قد تغلقلت في الجيش و الشرطة منذ عام ١٨٩٨م اي مع حملة كتشنر لاسترجاع السودان بواسطة دولتي الحكم الثنائي . لقد بدا صراع ( اولاد البحر ضد الغرابة ) منذ عام ١٨٨٥ ، اي من لحظة انتصار الثورة المهدية بانتهاء حصار الخرطوم و دخول جيش المهدي للخرطوم ، و قطع راس غردون .
المسالة باختصار ، حين اعلن محمد المهدي عن ( مهديته ) لم يجد استجابه من اهل الوسط و الشمال ، و انما انتصرت الثورة المهدية بدماء و اموال المجاهدين من الغرب الاجتماعي الكبير ( كردفان و دارفور ) .. و شاهدنا ، حين انتصرت الثورة ( اتي الاشراف ) و اولاد البحر الذين كانوا يجلسون علي الرصيف يتفرجون ، الي ان انتصرت الثورة .. اتوا ليحكموا .. و لسان حالهم يقول : ( انتهي دوركم ياغرابة .. انتو مهمتكم يا ( عبيد) الحرب ، و الموت ، اما الحكم فهذا شان سادتكم الاشراف ! ! و ما علموا ان العبد حين يحارب يصير سيدا ، و زعيما و قائداً) ، و ان ( السيد الذي لا يحارب ليس له كلمة ،و ليس له صوت ) .. و هي المقولة المشهورة المنسوبة لحميدتي منذ عام ٢٠١٤ بصفته قائد الدعم السريع انذاك .. اوردها هنا ( بمعناها ،و من الذاكرة) : ( بلاش متمتة .. من لا يحارب ليس له كلام .. اذا قال حميدتي الصادق المهدي يروح السجن .. لازم الصادق المهدي يذهب للسجن ) .. و قد كان .. ذهب الصادق المهدي للسجن بامر حميدي (آنذاك ) اي في عام ٢٠١٤.. لانه انتقد الدعم السريع .
شاهدنا انه في عام ١٨٨٥ سلم المهدي الخلافة للخليفة عبدالله ود تورشين ، الذي يطلق عليه الجلابة ( التعايشي ) تقليلا من شانه ، ليس كرما منه ، و انما عن جدارة و استحقاق .. لان السلطة تؤول للمحاربين .. و اللذين لا يحاربون ليست لهم كلمة ( بلاش متمتة ) . حين ألت دولة المهدية للخليفة عبدالله و المحاربين تحول ابناء الوسط و الشمال الي معارضين ( الشيخ حمد النيل ) . و موقعة المتمة . و قد قمع الجهادية كل من عارضهم بطريقتهم الوحشية التي لا تالفها المناطق الزراعية المستقرة غير المحاربة ، هذا القمع الذي استقر في ذاكرة النخبة النيلية ، و شكل ثقافة ( محمود ود احمد فوبيا ) .. و هذا المقال ليس بصدد التاريخ لهذه الموقعة .. و لكن الشيء الجدير بالذكر انه بتاريخ ١/يوليو/ ١٨٩٧ شن الامير محمود ود احمد هجوما علي المتمة بجيش قوامه 10 الف مقاتل .. و التقي. بجيش عبدالله ود سعد الذي يتكون جيشه من حوالي 2500 مقاتل ، في معركةًغير متكافئة (بين دولة ضد قبيلة ) .. انتصرت فيها الدولة علي القبيلة .. و بقيت هذه المعركة حاضرة في ذهن النخبة النيلية الي يومنا هذا ، و كرد فعل لهذه المعركة و غيرها استعانت النخبة النيلية بالاجنبي ( الانجليز و المصريين ) ضد الدولة المهدية ، و يكفي ان نعلم ان نصف الجنود المقاتلين في صفوف جيش كتشنر في معركة (الاسود الضارية) في كرري كانوا من الشايقية و الجعليين !!
تجليات ( محمود ود احمد فوبيا ) :
تجليات ( محمود ود احمد فوبيا ) .. او( خوف المجموعات النيلية – من الجيلي الي حلفا ) و ليس النخبة وحدها – من اعادة انتاج تجربة دولة المهدية ، و معركة المتمة بقيادة محمود ود احمد ، بصورة خاصة ، هذه التجربة خلقت لدي المجموعة النيلية ( الجيلي حلفا ) وعيا جمعيا ضد ( الغرب الاجتماعي كله – كردفان و دارفور – زرقة و عرب ) . و تجلي ذلك في المواقف التالية :-
** رفض النخب النيلية لانقلاب المقدم حسن حسين 5 سبتمبر ١٩٧٥ ، حيث جري وصفه بانه انقلاب (عنصري ) مع ان جل عناصره من عرب كردفان .
** وصفت النخبة النيلية محاولة الجبهة الوطنية لاستعادة الديمقراطية في ٢/يوليو ١٩٧٦ بقيادة الشهيد محمد نور سعد ، بغزوة المرتزقة ، رغم ان الجبهة الوطنية كانت بقيادة الصادق المهدي / حزب الامة ، و الشريف حسين الهندي ، و الاخوان المسلمين . المحزن ان احزاب النخبة النيلية بقيادة الصادق المهدي لم تعد الاعتبار للقايد محمد نور سعد و جنوده ، و لم تقول انهم سودانيون شرفاء و ليسوا مرتزقة ! تجدر الاشارة ان قائد جيش الجبهة الوطنية / الشهيد محمد نور سعد و جنوده كلهم من غرب السودان .. و السبب هو ان ابناء النخبةالنيلية لا يحاربون .. و لذلك فشل تجمع الميرغني بعد انقلاب الانقاذ في تاسيس جيش مقامة من اجل تحقيق ( الانفاضة المحمية ). فشل جيش الامة بقيادة عبدالرحمن الصادق ، و فشل الاتحاديون في تاسيس جيش ، و الشيعون قالوا مقولتهم المشهورة .. نؤمن بالعنف و لكنا فشلنا في تاسيس جيش لاسقاط النظام .
** عندما دخلت حركة العدل و المساواة ام درمان في ١٠مايو٢٠٠٨ قامت قيامة النخبة النيلية كلها ، خوفا من وصول محمود ود احمد اخر للسلطة في المركز ، و اكثرهم انزعاجا كان الصادق المهدي الذي تماهي مع البشير و علي عثمان ضد الغرابة ، و تم وصفهم بالغزو الاجنبي و المرتزقة .
** بعد انتصار ثورة الشعب السوداني في ١١/ابريل ٢٠١٩ ، و بعد بروز الدور الحاسم للفريق اول محمد حمدان /حميدتي ، الذي اعتبرته منصه القيادة بطلا ( حميدتي معانا .. ما همانا ) ، استشعرت النخبة النيلية لاسيما الحزب الشيوعي ، بخطر الدعم السريع .. و راوا في حميدي ود تورشين اخر . و رفضت اي شراكة مع المجلس العسكري الذي يجسده حميدي و الدعم السريع رغم ان المجلس العسكري قد منحهم ٩٥٪ من مطالبهم ، و اختاروا التصعيد رفضا لاي مشاركة .
.لقاء انجمينا بين الجبهة الثورية ( التحرير /مناوي و العدل و المساواة ) و المجلس العسكري يقلب موازين السياسة السودانية ؟!!
سيسجل التاريخ ان اللقاء التاريخي الذي تم في يوم الخميس ٢٧/يونيو ٢٠١٩ بانجمينا ، بين محمد حمدان /حميدتي و حركتي التحرير بقيادة مني اركو مناوي الذي كان حاضرا بشخصه ، و حركة العدل و المساواة و التي مثلها د الطاهر الفكي رئيس المجلس التشريعي و معه وفد رفيع من قيادات الحركة ، هذا اللقاء اثار الرعب في فرائص المجموعات النيلية كلها ..من الجيلي الي حلفا .. عوامها و نخبها .. (يسارها و كيزانها ) هذا اللقاء اثار داءها العضال .. ( محمود ود احمد فوبيا ) .. انهم يدركون .. بوعيهم الجمعي الغريزي ان اتفاق اهل دارفور ( زرقة و عربا ) .. يعني نهاية حكم النخبة النيلية ( بيمينها و يسارها و طائفيتها ) .. لذلك ، و منذ تلك اللحظة غيرت قوي الحرية و التغيير من تكتيكها في التعامل مع المجلس العسكري ، و الجبهة الثورية ، فقررت ممارسة سياسة الاحتواء .. و المناورة .. و الاحتيال .
حميدتي .. الحجر الذي نسيه البناؤون فصار حجر الزاوية !!
لعله منذ امد بعيد (صار البشير كرتا محروقا .. و حملا ثقيلا علي الدولة السودانية ) .. و صار البشير يخاف ، و يشك في كل من هو حواليه .. باستثناء حميدتي و الدعم السريع .. و قال قولته المشهورة ( حميدتي .. حمايتي ) .. حمايتي من من؟!! من الجيش .. و صلاح غوش الطموح .. و علي عثمان ، و نافع .. الخ . لعل البشير يطمن نفسه بجملة عوامل تجاه حميدتي .. ربما يستهين البشير بطموحات حميدتي (السلطوية ) .. و لعل البشير يقول لنفسه : هل يجد حميدتي وضعا ماديا و اجتماعيا افضل مما اعطيته انا ؟!!
** خلال فترة قصيرة من سقوط نظام البشير ، و زيارة الوفد الامريكي الرفيع ، و تعيين الدبلوماسي العريق بوث مبعوثا للسودان ، و بعد ان استطلعت الدواير الغربية قدرات اطراف الحرية و التغيير (فوجدتها متواضعة جدا جدا ) ، اقتنعت امريكا ، و اوروبا العجوز بان حميدتي هو الضامن الوحيد في الساحة الان للحفاظ علي تماسك الدولة السودانية ، و الضامن الوحيد لاستقرار المنطقة في الوقت الراهن ، لذلك لم يتخذ المجتمع الدولي اجراءات عقابية صارمة ضد المجلس العسكري بعد مجزرة ٣/ يونيو .
** اخطا العقل الجمعي للمجموعة النيلية حين شنت حملة شعواء ضد حميدتي ، و الدعم السريع ، حاصة بعد فض الاعتصام ، و قاد هذه الحملة بكل اسف من كنا و لازلنا نعتبرهم من العقلاء ، و الاكثر رزانة ، من اليسار و اليمين علي قدم المساواة ، و اشير في هذا الخصوص الي مقالات د حيدر ابراهيم ، و عبدالله علي ابراهيم ، و الطيب زين العابدين ، سامحهم الله .. فقد مارسوا ( التكفير السياسي ) علي طريقة بني كوز ، و ذلك بوصهم لحميدتي و الدعم السريع بانهم (اجانب ) .. التجريد من المواطنة ، افظع من التجريد من الدين علي الطريقة الكيزانية !!
** حملة العقل الجمعي للمجموعات النيلية ضد الدعم السريع و القايمة علي الحالة الذهنية ( لمحمود ود احمد فوبيا ) اثمرت عن استفزاز شديد ( مساو في القوة و معاكس في الاتجاه ) لدي العقل الجمعي لقوي الهامش السوداني كله ، و صبت كلها في صالححميدتي شخصيا ، و المجلس العسكري عموما .. و تتوجت الحملة المضادة بلقاء انجمينا بين المجلس العسكري / حميدتي ، و حركتي العدل و المساواة و التحرير مني مناوي .
هنا استفاق العقل الجمعي للنخبة النيلية ، فانقلبوا علي اعقابهم ٢٧٠ درجة .. ادركت النخبة النيلية انها اذا لم تحتو المجلس العسكري و الجبهة الثورية فانها ستفقد السلطة الي الابد ،، و انها ستمهد الطريق لدولة الخليفة عبدالله التعايشي من جديد من خلال تحالف ابناء دارفور عربا وزقا ، مع احفاد حمدان ابو عنجة و الزاكي طمل في جبال النوبة .
** بعد مناورة انجمينا ، اقلعت قحت عن حركاتها التصعيدية ضد المجلس العسكري ، و الدعم السريع ، و اقتنعت بان طريق التصعيد فاشل ، و سيقود حتما الي استقواء المجلس العسكري بجهات اخري ( غير قحت ) .. و اخطر هذه الجهات هي الجبهة الثورية التي هزمت نظام البشير عسكريا ، و استنزفت الدولة الانقاذية و حولتها الي دولة فاشلة ، راسها مطلوب للمحكمة الجنائية ، و النظام محاصر اقتصاديا بالعقوبات الدولية و الامريكية ، و قد دخلت حركة العدل و المساواة بقيادة الشهيد د خليل ام درمان نهارا رغم علم الحكومة في الخرطوم بذلك مسبقا .. فقررت قحت اتخاذ سياسة الاحتواء المزدوج لكل من حميدتي و الجبهة الثورية ، و قبلت بالشراكة الحميمية مع المجلس العسكري ، و طارت بعض القيادات الي اديس ابابا لاحتواء الجبهة الثورية ووضعها في حالة (on hold) لحين اكمال قسمة السلطة مع المجلس العسكري (بالمحاصصة ) .. و بلا استحياء !!.
** عدنا من التمرد الاصغر (ضد بني كوز .. و الطائفية السياسية ) .. الي التمرد الاكبر ( ضد القبلية و الجهوية ) – محمود ود احمد فوبيا .. لنقيم دولة المواطنة المتساية ( بدون تصنيف احرار و عبيد ) .. ( كلنا اكوان – بلغة عربي جوبا ) .. و مواطنون من الدرجة الاولي :
١- تمرد الهامش منذ عام ١٩٥٥ كان ضد المشروع الاسلامو/عروبي الذي يستخدم الاسلام و العروبة كادوات لاقصاء و استبعاد ابناء و بنات الهامش في الجنوب الذي ذهب و لازال باقيا في وجداننا ، و جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور ، و الشرق الحزين ، و قد تم اسقاط دولة بني كوز و الطائفيين بواسطة مقاومة الجبهة الثورية ، و لا يسع مقالي هذا للرد علي مزاعم قحت ، التي تقللت من دور الجبهة الثورية في اسقاط النظام ، و تزعم ان لها القدح المعلي في اسقاط النظام ، و اقول لهم في سطر واحد ، ان تجمع الميرغني كله قد كان (عالة ) علي الحركة الشعبية الموحدة ، و حين ابرمت الحركة الشعبية اتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥ ، لم يجد تجمع الميرغني بدا من ابرام اتفاقية القاهرة ، و صارت احزابا مدجنة مخترقة من قبل النظام تقيم مؤتمراتها في قاعة الصداقة و تجمل وجه النظام ، فقد ظلت الجبهة الثورية اكبر مهدد للنظام .
٢- لقد سقطت دولة الحرامية و تجار الدين ، و الآن لدينا فرصة تاريخية لبناء دولة السلام ، و تحقيق شعارات الثورة التي صنعناها ( بارواحنا ، و دمائنا ، و دموع اهلنا في الهامش ) ، نحن احوج الناس للسلام ، و الحرية و العدالة ، و ليعلم ابناء النخبة النيلية القبلية و الطائفية ان طريق المهمشين للحكم هو عبر صناديق الاختراع ، و قد سجل التاريخ الوعي القومي لشعوب (اكتساح مؤتمر البجة في الشرق لجميع المقاعد علي حساب الختمية ) ، و اكتساح ابناء النوبة لجميع المقاعد في جبال النوبة علي حساب الجلابة و حزب الامة . القراءة تقول بان اول انتخابات ديمقراطية ستشهد انحيازا جهويا حادا ، علي امتداد الهامش السوداني ، و لا مجال لفوز اي جلابي ، و هو شيء يؤسف له ، و لكنه النتيجة الطبيعية لاحتكار النخبة النيلية للسلطة منذ فترة الحكم الذاتي و حتي اليوم لمدة ٦ عقود و نصف .
٣- اروع ما في حفل التوقيع علي الاتفاق السياسي و الاعلان الدستوري في ١٧ / اغسطس ان الجميع قد صمت صمت القبور عن الحديث عن الدعم السريع و تفكيكه ، و طرده عاجلا من العاصمة . لقد كان من ثمار مناورة اجتماع انجمينا بين الجبهة الثورية و حميدتي في ١٧/يونيو ان تعايشت قحت مع ( حميدتي و الدعم السريع ) ، و بشان الجيش السوداني و الدعم السريع افيد بالآتي :-
أ- مهمة الدعم السريع و بقية الاجهزة الامنية هي مراقبة فلول الانقاذ داخل الجيش لمنع اي انقلاب او احداث اي شكل من المقاومة بغرض افشال الدولة المدنية بقيادة رئيس الوزرا حمدوك .. و يكون توفير الامن في الشارع للشرطة و الاجهزة العدلية من نيابة و قضاء . و في هذا الاطار ننوه الي الخطر من الانقلاب العسكري ليس مصدره الاخوان المسلمين وحدهم ، و انما من جميع احزاب قحت .، و تحديدا الحزب الشيوعي يمكن ان يعمل انقلابا ، و حزب البعث يمكن كذلك ، و السبب ان صندوق الانتخابات لا يوصلهم ، لان النخبة النيلية اقلية ( كلهم من الجيلي الي حلفا مليون ونصف ) .
٢- لقد صارت قوات الدعم السريع سلفا جزءا من الجيش السوداني ، تحت امرة القائد العام .. و هذه خطوة جيدة نحو اعادةً هيكلة الجيش السوداني ، و ينتظر فور تحقيق السلام مع الجبهة الثورية و الحركات المسلحة ، و من خلال الترتيبات الامنية ، ان تضاف جيوش الحركات المسلحة للجيش السوداني ، و يتم تغيير العقيدة القتالية للجيش السوداني الموحد .. ليكون حارسا ( لدماء و اموال ) كل الشعب السوداني .. و اقول لاساتذتنا المحترمين ( د حيدر ابراهيم ، و عبدالله علي ابرهيم و الطيب زين العابدين ) : ان الجيش السوداني كما هو في يوم ١١/ ابريل تاريخ سقوط المخلوع عمر البشير ليس جيشا وطنيا ، بل كان (الجيش الذي يهدر ارواح و دماء و اموال ) اهل الهامش السوداني ، و هو الذي قتل و شرد اكثر من 2,5 مليون جنوبي ، و قتل و اباد اكثر من 300 الف دارفوري و شرد الملايين من النازحين و اللاجئين في دارفور عبر الضرب العشوائي لطائرات الانتنوف ،كأن هذا الجيش يقاتل الد اعداء الامة السودنية . نعم نريد جيشا ( علي مستوي الرتب الكبيرة بصورة خاصة ) يعبر عن التنوع السوداني ، و يكون صمام الامان لضمان تماسك الارض و الوحدة الوطنية ، اسوة بالجيش التونسي و الجزائري اليوم .
التمرد الاكبر هو ضد القبلية ، و الجهوية : انه مشروع ثقافي و فكري كبير لبناء السودان الجديد ، القائم علي التعدد و التنوع ، و قبول الآخر كما هو :
تمردنا الاكبر هو تحرير ذاتنا الافريقية من عقدة الدونية ، فقد قاتلنا المركز و سقطت الدولة العصرية ، و كانت احزاب قحت تقول ( حسنة عمر البشير انه يحمينا من حكم الغرابة ) .. تحررنا الحقيقي هو ان نحترم بعضنا البعض (عرب وزرقة في الغرب الاجتماعي الكبير في دارفور و كردفان ، و ان تتوحد الحركات السلحة و نعمل جميعا لتحقيق السلام ، و الحرية و العدالة ،
نحن في السودن في مرحلة ما قبل الدولة ، القبيلة عندنا مقدمة علي الدولة ، و علي الدين و الطائفة ، اننا في شمال السودان ننظر الي اشقائنا في الجنوب منذ ٢٠١٣ نظرة استعلاء و شماتة ، و نقول انهم في مرحلة القبلية ، و مرحلة ما قبل الدولة ، و لكن يفات علينا اننا مثلهم تماما ، في مرحلة القبيلة ، ان اول خطوة نحو بناء الدولة هي اعادة هيكلة الجيش السوداني ، بحيث يعكس تنوع السودان ، و اعادة هيكلة وزارة الخارجية ، و بنك السودان ، و كل الخدمة المدنية ، من منظور الكفاءة و ليس المحسوبية . التمرد الاكبر هو ، تطبيق مباديء العدالة الانتقالية ، و محاكمة المجرمين و الفاسدين .. و خلق مصالحة و طنية حقيقية ، تستند الي ارثنا السوداني الصوفي القائم علي اللطف و الكرم ، و الاعتذار ، و قبول الاعتذار ، و التسامي ، و التعافي لله . الاوطان تبني علي التعاون و المحبة ، و ليس علي الانتقام و الكراهية ، و في قيمنا السودانية ( الفشي غبينته .. خربت مدينته ) ،، نريد ان نكون من ( العافين عن الناس) و لا نريد ابدا ان نكون من الفاجرين غليظي الاكباد .
و لنتذكر .. ان ابناء النخبة لا يحاربون ، و لكنهم يستعينون بالاجنبي و بالارهابيين ، و قد شاهدنا كيف جلب بنوكوز كل ارهابي العالم ( كارلوس و بن لادن ) . اننا مطالبون الان باجراء السلام ، و المصالحة الوطنية ، و اجراء عدالة انتقالية حقيقية ، بمساعدة الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي .. و قد برهنت افريقيا انها جاهزة لمساعدة الشعب السوداني للعبور بثورته الظافرة لتحقيق اهدافها . لا نريد ان نري بلادنا وكرا للدواعش و النصرة .. الخ . نقول للاسلامويين كفي انكم خربتم السودان بدولتكم الفاسدة ، و اان الثورة تفتح باب المصالحة و التعايش و المشاركة في الوطن دون اقصاء لكل انسان نظيف لم يقتل و لم تمتد يده للمال العام .. هلموا نبني السودان الجديد الذي يسع الجميع دون اقصاء لاي شريف لم يسرق و لم يقتل .
ابوبكر القاضي
ويلز
Sent from my iPad