عام علي نهايته وضبابية حقوق الانسان في السودان

عام  علي نهايته وضبابية حقوق الانسان في السودان
حسن اسحق
 العام الحالي يقترب من النهاية ،ولا تحسن يذكر في قضايا حقوق الانسان في البلاد،الاعتقالات ،الحبس ،التعذيب والقتل والاختطاف ،وما اصاب الناس بالصدمة التحقيق الاخير الذي اصدرته وزارة الداخلية قبل شهر ،وبرأت فيه الشرطة من قتل (4)متظاهرين في نيالا قبل اشهر،ومشيرة الي ان القتل ،قام به صاحب محطة بنزين ،وكان في حالة دفاع عن النفس،و
هذا التحقيق راه الكثيرون ،محاولة لتبرئة الشرطة من جريمة القتل العمد.بينما اثار حادث اعتقال الصحفية هندوسة يوم(29) من الشهر السابق،ردة فعل غاضبة واستنكار من منظمات الدفاع عن حقوق الرأي في البلاد،وسمية عادت من القاهرة لقضاء عطلة العيد مع اسرتها،وتعرضت هندوسة للتعذيب،الحرق بالنار والكي،وحلق شعرها واستفزت بعبارات عنصرية بحجة دعمها للحركات المسلحة في دارفور،والتعاطف مع قضايا جبال النوبة والنيل الازرق، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد،في بداية الشهر الحالي قامت قوات الحكومة مدعومة بمليشياتها بمهاجمة منطقة شاوة شمال شرق الفاشر ،ما ادي الي قتل (10) من المواطنين العزل،واثارة مجزرة شاوة واعتقال هندوسة استنكار العديد من منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي وطالبت بعض الدول عبر وزارة خارجيتها بفتح تحقيق في هذه المجزرة وكشف ملابساتها،ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فينسنت فلورياني الي محاكمة منفذي الهجوم واصفا اياه بغير المقبول،واعتبره يتعارض مع قواعد القانون الدولي وايضا الدعوة الي تسهيل مهمة قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الاقليم الغربي دارفور اليوناميد،وابدت باريس استغرابها من قيام الجيش السوداني بمنع دورية تابعة لقوات حفظ السلام في دارفور من التوجه الي القرية للتحقيق وكشف ملابسات الهجوم ،في الشهر تعرضت قوات عاملة المنطقة الي اطلا ق نار اثناء بوجهها الي منطقة هشابة واصيب احد البعثة بطلق ناري.ويري مراقبون ان الحكومة ترفض ان تتحدث عن ما يحدث في الاقليم الغربي وهي من تطلق العنان للمليشيات ان تقوم بالفوضي وتمنع المنظمات من دخول القري المحروقة،وتغض الطرف بصورة متعمدة ،وتعتقد ان الكلام في حقوق الانسان وتصويره بهذا الشكل يهدف الي تشويه صورة الحكومة علي حد قولها انها اكثر حكومة تحترم حقوق الانسان في العالم.ويضيف اخرون ان الخرطوم تستخدم كل الوسائل والطرق للحد من حرية التعبير وتفرض قيودا اشد صرامة علي الصحفيين وتشكل
وتشكل الرقابة القبلية والمصادرة بعد الطبع اكثر الاساليب انتشارا وفعالية لتسبيبها خسائر مالية كبيرة للصحيفة ،في ذات السياق قام جهاز الامن بمصادرة صحيفتي الوان والوطن يوم الاثنين 5/110الحالي بعد الطباعة دون ابداء اسباب،وتعتبر مخالفة صارخة لقانون الصحافة والمطبوعات والدستور الانتقالي والقوانين الدولية ،واضاف اخر ان مهنة الصحافة في خطر بسبب هذه الرقابة وارتفاع مدخلات الطباعة والضرائب والتشر
يد الذي يطال عدد كبير من الصحفيين وكذلك اغلاق الصحف بسبب الضائقة المالية كما حدث لصحيفة الاحداث بسبب الوضع المالي وبسبب الرقابة واغلاق الاجهزة الامنية صحيفتي الميدان ورأي الشعب المعارضتين. وفي بيان اصدرته حركة العدل والمساواة المسلحة ،استنكرت فيه التعذيب الذي يتعرض له الاسري داخل سجن كوبر بالعاصمة الخرطوم ،وذكر ان الاسري يعذبون في اماكن معزولة شبه سرية داخل السجن نفسه ،ويحرمون من الطعام والماء لفترات طويلة ،واضاف البيان ان الاسري يضربوب ،وان تعليمات التعذيب تصدر من مدير السجن نفسه،وايضا طالبت منظمات في مجال حقوق الانسان في السودان بالتضامن مع المعتقلة جليلة خميس كوكو المعتقلة منذ (7)شهور،وقدمت جليلة لمحاكمات تضليلية دون ان تعط اي فرصة للدفاع عن نفسها قانونيا.ويشير اخرون الي ان الاوضاع الانسانية في السودان بصفة عامة وولايات الحرب بصفة خاصة ان جنوب جنوب كردفان (جبال النوبة) تعيش مآسي الجوع والموت يوميا والقصف الحربي وكل محاولات ادخال الاغاثة الي المناطق المتأثرة فشلت ،وصل اعداد النازحين في النيل الازرق وجبال النوبة الي مئات الالاف ،وتوقع كثيرون ان تضرب المنطقة موجة جفاف وامراض تصيب الاطفال مادون سن الخامسة والنساء الحوامل ،ويعتمد انسان جبال النوبة علي وجبة غذائية واحدة في اليوم منذ اكثر من عام،وهذا مؤشر خطير اصبح يعيشه انسان المنطقة.وعلق احد شباب منطقة جبال النوبة علي مجزرة الليري التي راح ضحيتها اكثر من (10)مواطنين بمنطقة الليري جنوب كردفان وتقع هذه المنطقة شرق محلية تلودي وقال ان قتل (16) تعد جريمة حرب وطالب بتقديم مرتكبي الجناة الي المحاكمة واضاف تكررت مثل هذه الحوادث دون فتح تحقيق في حرق المنازل ونهب الممتلكات ،واشار بيان اخر ان الذين استهدفوا من ابناء الليري ،هم الذين وقفوا مع مرشح الحركة الشعبية في الانتخابات السابقة بجنوب كردفان ،واوضح بيان الحركة قطاع الشمال اسماء القتلي وهم المك/
1.ادم جوجو 2.عبدالله 3. جلاب بلورا4.محمد اكول 5. محمد سليمان 6.الفكي كالو 7. جلاب الفكي 8.ادم حسن 9. محمد تية 10. ادم تاقو 11. سالم كنو المهدي 12. علي داؤدي 13 . الطيب كندا 14. احمد رفاس 15. ميرغني حسن . واشار مراقبون ان عام 2012 علي الرغم انه شارف علي نهايته ،الا ان وضع حقوق الجميع تضررت بشكل مخيف ،وفي بداية الشهر الماضي قدمت السلطات ببورتسودان (6) طلاب من جامعة البحر الاحمر الي المحاكمة بدعاو
ي الاخلال بالامن والسلامة العامة وفي كل جلسة من الجلسات التي وصلت الي اربع كل مرة اما يغيب الشاكي او الشهود وفي الاخير برأتهم المحكمة لعدم كفاية الادلة، وتوقع كثيرون مزيد من التضييق خصوصا ابناء المناطق المندلعة واقرب صورة لهذا حرق سوق (6) بالحاج يوسف محلية شرق النيل بمدينة بحري في ثاني ايام عيد الاضحي ،وتسبب في خسائر مالية واغلب المتضررين من الحريق الذي دمر الجهة الشرقية من انباء الهامش ،والي لم تقم السلطات باي تحقيق لمعرفة اسباب الحريق المندلع في منتصف الليل.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *