عالم مجنون مجنون مجنون … الرئيس الزلنطحي ترامب والحرب العالمية الهيدروجينية الثالثة ؟

ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasim
Email: [email protected]

1- شئ من الوعي ؟

تابعت الوسائط الاعلامية ، وبكثافة غير مسبوقة ، في كل دول العالم ، بإستثناء السودان ، انتخابات الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 الامريكية . اقترح بعضهم ان يصوت مواطنو العالم ، كلهم جميعهم ، لانتخاب رئيس الولايات المتحدة ، لتداعيات قراراته على كل وجميع دول العالم ، بشكل مباشر . ادعى احدهم ان سعر بيع التبش في سوق ليبيا في ام بدة ، يتأثر بقرارات الرئيس الامريكي ، سلباً او إيجاباً . ولكن للاسف نجد التغطية لهذه الانتخابات شبه معدومة ، حتي في المواقع والصحف الالكترونية ، رغم اهمية تداعياتها على بلاد السودان . ويمكنك مد الخط على استقامته على باقي الصحف الورقية ، والوسائط المرئية والمسموعة السودانية .

شئ من الوعي … او كما قال الاستاذ عبدالخالق محجوب في يوم !

2- الخاسر والفائز ؟

نبدأ فنقول ان الخاسر الرئيسى فى انتخابات 8 نوفمبر 2016 الأمريكية كانت الولايات المتحدة والشعب الأمريكى ، حيث كشفت هذه الانتخابات الغسيل القذر للديمقراطية الامريكية ، والبذاءات التي تقياها المرشح دونالد ترامب ، وهو يغوص في الاوحال والنفايات الاخلاقية التي كشف عنها تاريخه المنتن .

اما الفائز الرئيسي فهو الخوف ؟ الخوف من الآخر المختلف : دينأ ، او اثنيةً ، او لوناً ، او بلدأ . ألم يمتن الكتاب عليهم بقوله :

( … وآمنهم من خوف ) .

ضمن الخوف الفوز لدونالد ترامب الشخصية الزلنطحية الشعبوية ، التي سوف تتحكم ، من يوم الجمعة 20 يناير 2017 ، ولمدة 4 سنوات حسوماً وحتى 20 يناير 2021 ، في مصائر البشر في رياح الدنيا الاربعة ! وزاد القدر الضغث على الابالة ، فضمن الحزب الجمهوري الاغلبية في الكونغرس بمجلسيه : الشيوخ والنواب . الامر الذي يصير بموجبه المعتوه ترامب الفرعون الاله ، متحكماً في السلطة التشريعية ، والسلطة التنفيذية .

امر لا يصدق ، ومدابر لكل إستطلاعات الراي . ولكن في مسارح اللامعقول في جمهورية كافكا الامريكية ، كل شئ يمكن ان يحدث ، من ابادة شعوب الهنود الحمر ابادات جماعية ، إلى تدمير العراق وسوريا وليبيا لضمان أمن وسلامة إسرائيل ، مرورأ بحرق اليابانيين بالقنبلة الذرية رغم استسلامهم في الحرب العالمية الثانية .

اليوم فجر الاربعاء 9 فبراير 2016 ، تم انتخاب الزلنطحي دونالد ترامب الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الامريكية . حصل الزلنطحي ترامب على اكثر من 270 صوتاً في الكلية الانتخابية ، من مجموع 538 هي عدد الاصوات في الكلية الانتخابية ، وكان يلزمه فقط 270 صوتاً ليفوز .

سوف نعيد شرح مفهوم الكلية الانتخابية الامريكية لاحقاً في هذه المقالة .

دخل الكضاب دونالد ترامب التاريخ كونه اول زلنطحي يصير رئيسأ للولايات المتحدة ، كاسرأ بذلك الحاجز الأخلاقي .

يحاكي انتخاب الخليع دونالد ترامب رئيساً لامريكا في يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 ، انتخاب المعتوه هتلر ليصير مستشاراً لالمانيا ، قبل 83 سنة ، في يوم الاثنين 30 يناير 1933 .

كانت نتيجة انتخاب هتلر في عام 1933 موت اكثر من 80 مليون في الحرب العالمية الثانية ، اي حوالي 3.4 % من سكان العالم وقتها ، الذين كانوا حوالي 2 بليون و300 مليون نسمة وقتها . في عام 2016 ، بلغ سكان العالم اكثر من 7 بليون و500 مليون نسمة . فهل تكون نتيجة انتخاب المعتوه دونالد ترامب موت 255 مليون في حرب عالمية هيدروجنية ثالثة ، إذا طبقنا نفس النسبة 3.4% ؟

إنتظروا … إنا معكم منتظرون .

كما راينا الديمقراطية الامريكية تتجاوز الحواجز الدينية بانتخاب جون كينيدي الكاثوليكي رئيساً في عام 1962 في بلد غالبيته الساحقة من البروتستانت ، وتتجاوز الاعتبارات الاثنية بانتخابها باراك حسين اوباما رئيساً في عام 2008 .

في عام 2016 ، تجاوزت امريكا الحواجز الاخلاقية بانتخابها المعتوه ترامب رئيساً ، وقائداً اعلى للجيش الامريكي الاقوى في العالم .

السيد الامام رجل دولة ، وعنده مصالح بلاد السودان واهل بلاد السودان فوق كل إعتبار . ولذلك لن نستغرب إذا ارسل رسالة تهنئة للرئيس دونالد ترامب .

3-الديمقراطية الامريكية ؟

في يوم دخلت الديمقراطية الامريكية الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية لاعتبارات مثالية واخلاقية بحتة ، وليس لمصالح مادية كما حالها حالياً . وقتها ، حاربت الديمقراطية الامريكية النازية الالمانية ، والفاشية الايطالية ، والعسكرتارية اليابانية ، والبلشفية السوفيتية . ، وخرجت منتصرة من حروبها الاخلاقية . ولكن كان مصيرها الفشل الذريع في معاركها اللاحقة غير الاخلاقية في كوريا ، وفيتنام ، وافغانستان ، والعراق .

استولدت الديمقراطية الامريكية القس مارتن لوثر كينق وحلمه العظيم ، كما استولدت الابادات الجماعية للهنود الحمر ، وحملات التفتيش المكارثية التي كانت تتوهم الشيوعية تحت اي باب ؟ ستبقى الولايات المتحدة الأمريكية ولسنواتٍ قادمةٍ القوة الأعظم الوحيدة في الكون، وستتفرد دون غيرها بالقرارات المصيرية في العالم، بما في ذلك القرارات التي سوف تؤثر في مجريات الاحداث في السودان ، الأمر الذي اوجب علينا الاهتمام ومتابعة تداعيات الانتخابات الامريكية على السودان .

3- الاستثناء الامريكي ؟

بحكم الدستور ، سوف يصير الزلنطحي دونالد ترامب ، في يوم الجمعة 20 يناير 2017 ، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية .

وما ادراك ما القوات المسلحة الامريكية ؟

الجيش الأمريكى هو الأقوى فى العالم بلا منازع .

ميزانية الجيش الأمريكى هى الأكبر، وتقدر بنحو ثلث ميزانيات كل جيوش العالم مجتمعة، وتخطت ميزانيته 600 مليار دولار في عام 2015 ، وهو ما يزيد على مجموع نظيراتها فى الدول السبع التالية مجتمعة ، وهى على التوالي : الصين، السعودية، روسيا، بريطانيا، الهند، فرنسا ، واليابان .

هل لاحظت يا حبيب ، ان ميزانية الجيش السعودي هي الثالثة الاكبر في العالم قبل روسيا ، وبريطانيا ، وفرنسا .

ويبلغ تعداد القوات الأمريكية ما يقرب من مليونين من العسكريين ما بين قوات نظامية وقوات احتياط .

ورغم هذه القوة الجبارة والميزانيات المالية الضخمة ، لم ينتصر الجيش الامريكي في فيتنام ، ولا في افغانستان ، ولا في العراق . كما لم ينتصر الجيش السعودي ، ثالث اكبر ميزانية في العالم ، في حربه في اليمن ، بل استنجد بالمغرب والاردن وباكستان عندما هاجمه الحوثيون في حدوده الجنوبية

فتأمل ! ؟

ولكن ، وبسبب حجم وطبيعة القوات المسلحة الامريكية وانتشارها، وبسبب أهمية ومكانة وخطورة الولايات المتحدة، يعد ترؤس المعتوه دونالد ترامب لأقوى دولة وأقوى جيش فى العالم حدثا فريدا يستدعى التأمل والتدبر .

5- الانتخابات الامريكية ؟

تعرف أمريكا ظاهرة إنتخابية فريدة يطلق عليها ، المجمع الانتخابى ، او القفة الانتخابية :

Electoral College

والذى يتكون من 538 عضواً ، تفاصيلهم كالاتي :

+ 100 عضو ، هم عدد اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي .

+ 435 عضو ، هم عدد اعضاء مجلس النواب الامريكي .

+ 3 اعضاء يمثلون العاصمة الفيدرالية واشنطون .

لكن فى الواقع ليس هناك أعضاء فعليون ، من لحم ودم ، يمكن تسميتهم . بل تعد القفة الانتخابية انعكاسا متطابقا لعدد أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب فى الكونجرس . ويحسب نصيب كل ولاية من أصوات المجمع الانتخابى طبقا لعدد ممثليها فى مجلسى الكونجرس.

كما ذكرنا في مقالة سابقة ، لكل ولاية عضوين فى مجلس الشيوخ، وعدد آخر من الأعضاء فى مجلس النواب يعكس عدد سكانها.

وعلى سبيل المثال يبلغ ممثلو ولاية مونتانا ، وتعدادها حوالي واحد مليون نسمة ، في المجمع الانتخابي 3 أصوات :
+ عضوان فى مجلس الشيوخ، وعضو واحد فى مجلس النواب .

أما ولاية كاليفورنيا ، وعدد سكانها يقترب من 40 مليونا ، فلها 55 عضوا :
+ اثنان فى مجلس الشيوخ و53 عضوا بمجلس النواب .

يتبع المجمع الانتخابى مبدأ أن من يحصل على أغلبية أصوات الناخبين فى إحدى الولايات، يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابى الممثلين لهذه الولاية.

فمجرد حصول أحد المرشحين على أغلبية بسيطة فى ولاية كاليفورنيا على سبيل المثال 50% من أصوات الناخبين + صوت واحد ، يحصل الفائز على جميع أصوات المجمع الانتخابى للولاية البالغ عددها 55 صوتا.

من هنا يمكن القول إن هناك 51 انتخابات أمريكية منفصلة (50 ولاية + واشنطن العاصمة)، ويحدد مجموع نتائجها شخصية الرئيس أو الرئيسة القادمة.

ولدخول البيت الأبيض يحتاج المرشح إلى 270 صوتا ( أى النصف + صوت واحد ) على الأقل من مجمل أصوات أعضاء المجمع الانتخابى ، 538 صوت ، كى يظفر بالبيت الأبيض.

لهذا يمكن لمرشح ان يحصل على غالبية الاصوات الشعبية الانتخابية في عموم الولايات المتحدة ، ولكن لا يفوز بالبيت الابيض ، لان خصمه حصل على اكثر منه في المجمع الانتخابي .

مثلا في عام 2000 ، حصل الرئيس جورج بوش على 271 صوت في الكلية الانتخابية ، وحصل منافسه آل غور على 266 صوت في الكلية الانتخابية ، وفاز الرئيس جورج بوش وصار رئيساً ، رغم ان منافسه آل غور تفوق عليه ب 540 الف صوت شعبي على مستوى الولايات المتحدة .

المجمع الانتخابي يعطي الولايات الصغيرة وضعاٍ مميزاً ، ويجمع بين النظام البرلماني حيث يختار البرلمان رئيس الوزراء ، ورئيس الدولة كما في اثيوبيا ، والنظام الرئاسي الذي يختار فيه الشعب مباشرة رئيس الدولة ، كما في السودان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *