طلاب دارفور ينتفضون في تظاهرات تعتبر الأخطر في الخرطوم بدعم من المعارضة التي تعهدت بالأثر لمقتل طالب بطلق ناري…انتفاضة طلاب دارفور تهدد سلطة البشير..البشير ما زال يراهن على الآلة الأمنية والعسكرية للبقاء

العرب [نُشر في 13/03/2014، العدد: 9496، ص(1)]
البشير ما زال يراهن على الآلة الأمنية والعسكرية للبقاء
الخرطوم- أطلقت قوات الأمن أمس الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين بعد جنازة طالب توفي في احتجاج الثلاثاء وعلقت جامعة الخرطوم الدراسة لأجل غير مسمى. يأتي هذا في ظل توسع حالة الغضب من نظام البشير خاصة بعد أن أدت سياساته إلى تقسيم البلاد وإثارة حروب عرقية في أكثر من مكان بالبلاد.
ومات الطالب علي موسى إدريس خلال مسيرة احتجاجية شارك فيها نحو 200 شخص بجامعة الخرطوم احتجاجا على تصاعد العنف في دارفور (غرب) حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين.
وخرج في الجنازة نحو ألف شخص رفع بعضهم الأعلام ورددوا هتافات مثل “مقتل طالب مقتل أمة” و“الثورة خيار الشعب”. وألقى البعض الحجارة على الشرطة وأصيب نحو خمسة أشخاص بجروح طفيفة.
وقال محتج اسمه حسين ياسين (32 عاما) “بمقتل الطالب افتقد (الرئيس) عمر البشير شرعيته… هذا أمر لا يمكن السكوت عليه وسنخرج للتظاهر حتى نسقطه”. وتعتبر تظاهرات الثلاثاء والأربعاء الأخطر في الخرطوم منذ الاحتجاجات الواسعة ضد الحكومة في سبتمبر الماضي.
وتعهدت المعارضة السودانية بالثأر لمقتل الطالب المرسم بجامعة الخرطوم من أبناء دارفور بطلق ناري، أثناء مداهمة الشرطة للحرم الجامعي ومنع مسيرة سلمية لطلاب تجمع روابط دارفور كانت في طريقها إلى وزارة العدل لتسليم مذكرة إدانة وشجب لما تقوم به ميليشيات الحكومة “الجنجويد” من قتل ونهب وتشريد لمواطني دارفور. وقالت في بيان صحفي تحصلت “العرب” على نسخة منه إن الحكومة ما زالت تراهن على الآلة الأمنية والعسكرية في محاولة للاستمرار في إدارة أمر البلاد.
وشدد البيان على أن قوى المعارضة الوطنية لن تقف مكتوفة الأيدي وتكتفي بالتفرج على مسلسل هتك كرامة الطلاب السودانيين وجميع التجاوزات والانتهاكات التي يرتكبها النظام تجاه الشعب.
وأكد البيان أن الخيار الأوحد الآن هو العمل المشترك لإسقاط النظام بعد أن تأكد أنه غير قابل للترقيع أو لديه أدنى استعداد للتحول الديمقراطي. وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا تدين فيه مقتل الطالب الجامعي واستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، وتعلن عن اعتقال 110 من الطلاب، وتطالب بالتحقيق ومحاسبة المتورطين.
وقال عبدالرحيم خليفة وهو طالب بكلية القانون جامعة الخرطوم والأمين الأكاديمي لرابطة أبناء دارفور بجامعة الخرطوم: نظمنا تجمعا أدان الأحداث الأخيرة في ولاية شمال دارفور، حيث قام الجنجويد بقتل ونهب وحرق القرى. وتابع: بعد التجمع كنا بصدد تقديم مذكرة إدانة لوزارة العدل، باعتبار أن ما حدث إبادة جماعية ممنهجة لمواطني تلك المناطق.
وأضاف خليفة: قبل أن نصل البوابات الخارجية للجامعة داهمتنا الشرطة، واستعملت الغاز المسيل للدموع، بينما كانت الأجهزة الأمنية وطلاب الحزب الحاكم يطلقون الرصاص الحي على الطلاب العزل.
من جهتها أدانت حركة العدل والمساواة، إحدى الحركات المسلحة السودانية ما حدث في جامعة الخرطوم الثلاثاء، واعتبره أحمد تقد متحدث باسم الحركة استهدافا مقصودا لأبناء دارفور بالجامعات.
وقال تقد: “نحن نحمل حكومة البشير ما حدث”، وأضاف أنها عنصرية مقيتة ستقود إلى تداعيات خطيرة، وتابع “نحتفظ بحق الرد”. وكانت العاصمة الخرطوم شهدت الثلاثاء أحداث عنف، أدت إلى وفاة طالب من أبناء دارفور يدرس في السنة الثالثة كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم بطلق ناري.
كما أصيب العشرات، واعتقل عدد كبير من الطلاب، عندما استخدمت الشرطة الرصاص الحي لتفريق طلبة جامعيين احتجوا على أوضاع القتل والنهب والتشريد في دارفور، بعد تجمع سياسي نظمه أبناء دارفور بالجامعات السودانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *