ذكرت تقارير صحافية أميركية أن طاقم طائرة «إير فورس إتش سي 130»، الأميركية المخصصة لأغراض البحث والإنقاذ، احتجزوا كرهائن لمدة خمس ساعات في السودان في عام 2006، ولم يعلم أحد عن تلك الحادثة في حينها. كما لم يبلغ قائد السرب عن الحادثة ولم يسمع رئيس هيئة أركان القوات الجوية بالمهمة، ولم تطفُ القصة على السطح إلى بعد تلقي ثمانية من طاقم الطائرة ميداليات الشجاعة على تصرفهم ذلك اليوم.
وحسب صحيفة «إير فورس تايمز»، الأميركية فإن القصة تعود إلى عام 2006 عندما تم نشر طاقم «طائرة إتش سي 130» التابعة لسرب الإنقاذ السابع والتسعين، في معسكر ليمونير، في جيبوتي، كجزء من قوة العمل المشتركة في القرن الأفريقي. ويقوم فريق قوة العمل المشتركة بمهام غير مباشرة لمحاربة الإرهاب. ويعملون على تحسين الأمن وزيادة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي المشتعلة عبر تقديم جهود الإغاثة الإنسانية مثل بناء المدارس والمستوصفات الطبية والمستشفيات والقيام بمشروعات طبية مدنية. إلى جانب مهمات البحث والإنقاذ الجوي والمهمات اللوجستية تقدم طائرات إتش سي 130 إعادة التزويد بالوقود للمروحيات الموجودة ضمن قوة العمل.
وحسب رواية الصحيفة تقول: «في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2006 أوكل إلى طاقم الطائرة مهمة الطيران إلى الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان. وكانوا يطيرون في قلب منطقة الحرب بين الحكومة السودانية والحركات المتمردة في الإقليم. وكان المفترض بطاقم الطائرة أن ينتشل ضابط اتصال عسكري أميركي والعودة به إلى دارفور حتى يعود إلى زوجته الحامل المريضة. لكن لم تجر الأمور كما كان متوقعا. فعندما وصلوا إلى الفاشر قابلهم ضابطا اتصال أميركيان وأخبراهم أن ضابط الاتصال العسكري الآخر قد غادر بالفعل، وأن ما يمكنهم فعله هو نقل ست حقائب من المعدات العسكرية وأسلحته إلى معسكر ليمونير. لكن الجيش السوداني لم يدعهم يقلعون. فقد اعتقد الجنود السودانيون أن طاقم الطائرة حصل على معلومات عن جرائم الحرب، ومن ثم أحيطت الطائرة بسرعة بالشاحنات المحملة بالجنود.. لم يكن بمقدور طاقم الطائرة المراوغة والإقلاع بالطائرة لأن الجنود المحيطين بالطائرة كانوا مدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية وكان المطار محاصرا بالأسلحة المضادة للطائرات. وتم احتجاز طاقم الطائرة الثمانية، المكون من 3 أفراد للصيانة و6 من أعضاء الحرس الوطني في الطائرة، وخطط السودانيون لاعتقال الأميركيين السبعة عشر بتهمة التجسس وإعدامهم». وتتابع الصحيفة «خلال هذا الموقف المشحون بالتوتر وأحيانا بالاعتدال، شارك قائد الطائرة والطياران المساعدان والملاح ضابطي الاتصال العسكريين الموجودين على الأرض في التفاوض مع الجنود المستعدين لإطلاق الرصاص. تأزم الموقف بشدة إلى حد أن بعث مسؤول وزارة الخارجية الأميركي رسالة إلى قائد الطائرة قال له فيها: إذا دخل أحدهم إلى الطائرة أطلقوا عليهم الرصاص». وأخيرا بعد خمس ساعات مضنية سمح الجنود للطائرة إتش سي 130 بالمغادرة. وصلت الطائرة إلى معسكر ليمونير بعد 18 ساعة ومرتين للتزود بالوقود. في معسكر ليمونير بدأ أعضاء الاستخبارات في استجواب الطاقم لكن ضابطا لم يكشف عنه أنهى الجلسة وأمر الجميع بالانصراف إلى مراقدهم، وتقرر قيامهم بمهمة طيران تدريبية في اليوم التالي. ومن ثم لم يستجوب محلل الاستخبارات، أو طبيب نفسي أو أخصائي طيران العسكريين السبعة عشر وهو البروتوكول المتبع بعد حوادث الاختطاف. ولم يبلغ قائد السرب عن الواقعة كحادثة احتجاز رهائن إلى مركز استعادة العسكريين التابع للقيادة المركزية إلا بعد مرور ثلاثة أشهر على الواقعة حيث قدم تقريرا منقحا. ولم توثق القوات الجوية سجلات خدمة طاقم الطائرة أو رجال الحرس الوطني في غوام حتى يوليو (تموز) عام 2009.
يعاني اثنان من أفراد الطاقم من الاضطرابات العصبية نتيجة للحادث. ولم تبد القوات الجوية رغبتها في تقديم ميداليات الشجاعة لأن التبرير لا يدعم التوصية بالجائزة.
الشرق الاوسط