صورة عن قرب
قضايا الهامش خارج حسابات مؤتمر الحركة السماوية
حسن اسحق
في الايام الماضية عقد مؤتمر الحركة الاسلامية السودانية في الخرطوم ،الذراع السرية للمؤتمر الوطني الحزب المنقلب علي الديمقراطية قبل اكثر من عقدين،وحضر هذا المؤتمر الكثير من جماعات الاسلام السياسي في العالمين الاسلامي والعربي ،العديد من هذه الجماعات تعتقد انها جاءت الي كرسي السلطة بانتخابات ما اطلق عليه الربيع العربي في بدايات العام السابق،
وانها تم اختيارها بالانتخاب الحر المباشر سواء كان ذلك في تونس اومصر وليبيا وغيرها من الدول التي اصبحت نكهتها دينية باعتقاداتها المضللة للبسطاء والمساكين، وان مشاركة خلاياء الاسلام السياسي من العالمين المذكورين سابقا،يؤكد ان هذه المجموعات لا تضع الاحترام او الاعتبار المقدس للكائن الانسان في بلادها او الدول الاخري ،كما هو معلوم للجميع ،دول يدعي احزابها انهم يؤمنون بالحق الانساني في الوجود وضرورة اعطاء اعتبار للبشر في جوانب الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان المتعارف عليها دوليا،ان تشارك مع جماعة اسلامية في السودان جاءت الي الحكم في البلاد عبر انقلاب عسكري عام 1989 ،وهذا يعتبر انتهاك واضح للقوانين التي تعط حق المشاركة الحقيقية والفعلية عبر التداول السلمي للسلطة دون استخدام،والسؤال الذي يتبادر في ذهن الشعوب السودانية ،كيف لجماعات الاسلامي السياسي التي مثلتها احزابها عبر انتخابات شبه ديمقراطية في دولها ،ان تشارك في مؤتمر الحركة الاسلامية السودانية الذي اتي الي سدة الكرسي السلطوي عبر انقلاب علي ديمقراطية وليدة؟وهل فعلا تعط هذه جماعات الاسلام السياسي اولوية للتداول السلمي للسلطة ام هذا الشعار يستخدم في اوقات الحوجة والضرورة ،وبعد تحقيق هدفه يتم التنصل عنه،وتصبح قيمته الوقتية دون فائدة، وهذه المشاركة الي دارت احداثها في الخرطوم ،كشفت ذلك القناع الديني المزيف الذي ترتديه الجماعات الدينية ،وهي تؤمن بالديمقراطية كوسيلة لتحقيق اهدافها الانية وبعد ذلك تنقلب كأن شيئ لم يكن ،واذا كانت ديمقراطية وتهتم بالا نسان في كل بقعة عالمية، لماذا لم يذكر اي من الا سلا ميين المشاركين احداث مجزرة شاوة في شمال دارفور وهشابة في دارفور ايضا ،ومجزرة الليري في جبال النوبة بولاية جنوب كردفان كل هذه الاحداث المأساوية لم تتجاوز الشهر،والسؤال الذي يظل يراودنا دوما،جماعات الاسلام في البلاد التي اجتاحها الربيع العربي ،اهتمامها بانسان الهامش السوداني
وكما طرحنا السؤال السابق هل ثلاثية مناطق الحرب الدائرة الان ،انسانها النازح واللاجئ في دولة الجنوب الحديثه وتشاد واثيوبيا ،لم يتطرق الي مآسيه وكوارثه في مؤتمر مؤتمر الوطني ،كأنهم مقارنة بانسان المناطق الاخري كسوريا وفلسطين تصنيفهم تأتي في المؤخرة من النواحي الانسانية والاخلاقية ،وهذا يفسر لنا الجانب المخفي من سياسة تكتيك الاسلام السياسي في كسب الود الشعبي وحده واهمام الجوانب الاخري ،وقد يلعب العا
مل الديني دور مهم في كسب الود الشعبي الجماهيري في الكثير من الدول ،ولكن الحقيقة سقط قناعها وانكشف مستورها الذي كان يتغذي بالدين من اجل تحقيق اهدافه الدنيوية ذات الصبغة الدينية المضللة،اقرب الامثلة لرسم اللوحة بكل ابعادها وقراءتها علي واقع قضايا الهامش السوداني ،هي قضية دارفور التي اندلعت في عام 2003 ،وهي قضية عادلة يعلم تفاصيلها العالم اجمع،منذ انكسار اخر طريق للعمل السلمي ،راح ضحاياها اكثر من 300 الف قتيل حسب احصاءات الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان،ويقول الرئيس المطلوب دوليا معترفا بلسانه ان عدد قتلي من جانب الحكومة 10فقط ،كأن هذا الرقم حسب اعتقاده قليل ،وان العدد المذكور من قبل الامم المتحدة يهدف الي تشويه صورة الاسلام في سودان الانقاذ ،ولم الامر علي المناطق الغربية وحدها،تعيش حاليا مناطق الجنوب الجديد في جبال النوبة والنيل الازرق نفس المجازر والقصف الطيراني واتباع سياسة اكسح امسح ما تجيبو حي ،وتم استبدالها بسياسة اكسح امسح قشو جيبو حي ،والهدف من ذلك في مؤتمر الحركة الاسلامية السودانية ،ان حكومة السودان تحترم الانسان وهي صور مزيفة يعكسها الواقع الذي تتناوله منظمات الدولي في السودان،واتضحت الصورة في النهاية ان جماعات الاسلام السياسي في العالم اجمع ،لاتهتم بالازمات السودانية في مناطق ثلاثية الحرب الدائرة الان،وانسانها خارج حسابات الاهتمام ،لم يتجرأ اسلامي واحد من توجيه انتقاد الي حكومة المؤتمر الوطني التي تتمادي في سياسة الترحيل القسري يوميا ،والقصف الطيراني الحربي ،بل النقد يوجه الي تل ابيب في غزة ولماذا لا تصوب الي الخرطوم في مناطق الحرب الان،اليست النفس البشرية الانسانية في السودان وبعض جهات الصراع في سوريا وفلسطين واحد،الشئ الذي تأكدنا منه ،ان النفس الانسانية مفهوم وعقلية السلطة الاسلامو عروبية ،باعتبارها ايدولوجيا استعلاء ،تنحاز عرقيا وتتاجر دينيا ،واقرب مثال قضايا الهامش السوداني ودور الدول العربية غائب جدا.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]