صراعات المسيرية سلام اجتماعي ضائع …ذخائر حكومية متوفرة

حسن اسحق
شهور تمضي في هذا العام التعيس،والدماء تسيل علي اجساد منطقة ابناء ولاية غرب كردفان ،وبالاخص ابناء المسيرية في الولاية التي يقول كثيرون،انها غنية،ومؤتمرات صلح تعقد في النهود وغيره من المناطق،والمجموعات تتصافي،وفي الاخير تبدأ مباراة الموت مرة اخري بين نفس الاشخاص الذين عقدوا الصلح وتصافوا من قبل،ثم مئات الجرحي ومئات الحزاني ومئات القتلي،ولا احد من اصحاب السلطة في الخرطوم يري الوجع علي وجوه من يموتون،ومسيرة الموت تكرر بنفس الاحداث والتفاصيل،وبنفس الخطة الحكومية المرسوم لها ان تواصل حلقات النزيف،قد يضحك من هم الكرسي الرئاسي في سره علي هذا،ويظهر انه مع انهاء القتال حتي يعيش الاخرين في استقرار وتنمية،وهو يعكس السلم والاستقرار ،ويخفي السلاح في حقيبته.وهذه المنطقة من الاماكن التي يمكن ان تؤسس لنفسها تنمية اقتصادية ذاتية لنفسها نسبة للثروة الحيوانية التي يمتلكها انسان ولاية غرب كردفان،ولكن قدر انسانها ان يبحر بمراكب القتل الي اخر الشواطئ الامنة التي لا نهاية لها في وطن الحروب والنزوح واللجوء والاغتصاب والقتل والتشريد الممنهج من سلطة لاتري في سياسة الموت اليومي ان دليلا لها في قيادة السودان الي محيطات من الجثث والاشلاء والمشردين والمغتصبات….
.
الصراع بين ابناء المسيرية اولاد زيود واولاد عمران استحفل منذ شهور،وماكينة الموت تحصد المزيد منهم،بعد كل مؤتمر صلح يعقعد بينهما،وكأن مؤتمرات هذا الصلح،ماهي الا توقيت جديد لتجدد مسلسل الموت،شهور من الصراع الضاري في ولاية غرب كردفان بين اولاد عمران والزيود ،وكلهم من المسيرية،السؤال الذي يجب ان يجاوب عليه ابناء المنطقة انفسهم،لماذا تباشير الصمت هي السائدة بين ابناء المسيرية في الحزب المؤتمر الوطني؟ وهل رؤية الجثث ملقاة علي الارض،ويمثل بها من اطراف الصراع؟ الم تجد رشيد من بينهم،ليقول لسياسة الحزب الحاكم بين بطون القبيلة لا ويرفض ذلك،ما الذي فعله لهم المؤتمر الوطني حتي يصمتون لهذا الموت المتسارع؟ وعقارب ساعاته تشير الي الابناء الصغار الذين من حقهم من ان يعيشوا في بيئة تتمتع بالتعليم والصحة والاستقرار الاجتماعي والسلام بين كل المكونات،لكن الحظ التعيس ان ينتشر السلاح بين كل البطون والفروع،ويعاني الاطفال من انعدام الفصول الدراسية والكراسات و(الطباشير)،ان الحكومة توفر للجميع هناك السلاح والذخيرة وايضا الاسلحة الثقيلة،وتعجز عن بناء المدارس وتعيين الاستاذة للتلاميذ بدل حمل السلاح،الحكومة توزع السلاح كرما منها،وتفشل في السلام الاجتماعي،فهو ليس مكلف،بالمقارنة بثمن الاسلحة التي تشتريها بكرم انقاذي،وتوزعها سواء كان ذلك سرا او علنا،او الوقوف مع طرف ضد الطرف الاخر،وفي النهاية يموت ابناء المسيرية،ولا يستفيدون الثروة الحيوانية التي يمتلكونها،قد يتحولون في المستقبل العاجل بسب هذه الصراعات فيما بينهم الي نازحين،ويخسرون الاراضي الرعوية ويخسرون السلام الاجتماعي،وتكوت المحصلة لهذه الانتقام والانتقام المضاد،وما علي حكومة المؤتمر الوطني والانتهازيين القلة من ابناء المسيرية الا مشاهدة الجثث علي الارض،وتشيل منها الدماء…
.
في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر تجدد الصراع بين الزيود واولاد عمران بمنطقة كواك بولاية غرب كردفان،وهي تقع بالقرب من مشاريع ناما رغم الصلح الذي عقد بينهما في مدينة النهود،وايضا مات العشرات بمنطقة فاما التي تقع شرق هجليج غرب ولاية غرب كردفان،ومات العشرات من الطرفين والجرحي بالعشرات ايضا،تحركت ساعة الموت للامام رغم الصلح بينهما في مدينة النهود،والايادي الخبيثة لعبت دورها في ذلك،وطيور الظلام من الاسلامويين كانوا حضورا في حضن الموت المتكرر ومسرح الدماء المتدفق علي اجساد ابناء الطرفين،طيور الظلام من الاسلامويين التي اشعلت فتيل آلة الموت في منطقة جبل عامر بولاية شمال دارفور في نهاية العام الماضي بين الرزيقات الابالة وبني حسين لتستولي علي ابار الذهب،وجعلت من سكان المنطقة نازحين،فحكومة البشير لاتريد انسانا يعيش باستقرار في منطقة ما،اذا وجدت فيها الموارد الاقتصادية من ذهب وبترول،وهي تعمل بعقلية النفط والذهب اغلي من دماء السودانيين..
.
ولا يستعبد اي انسان متابع ان الموارد في مثل هذه المناطق هي ماتعجل دوما بافتعال الحكومة للحروب الدموية بين ابناء المنطقة انفسهم،وتستغل المنفعين بينهم لقتل اهاليهم في سبيل ابراز الولاء للحكومة القاتلة في الخرطوم،فالولاء في زمن الحكم الاسلاموي يقاس بكيفة حصد الارواح البشرية والموت المتكرر،اذا كان النفعيين يريدون حفنة من المليارات الملطخة بدماء السودانيين،علي الانتهازي ان يثبت انه علي قدر من المسؤولية في حصد ارواح اهله،وهي صورة يمثلها التجاني السياسي وبحر ادريس ابوقردة الموقعين علي سلام الدوحة القطري من اجل دارفور،هم الان يرون ان الحكومة تستمر في نفس سياستها التي بدأتها قبل اكثر من 10 سنوات،رغم انها وقعت اتفاقيتي ابوجا النيجيرية والدوحة القطرية ،الاولي مع القائد مني اركو مناوي وترك اتفاقية وعاد الي حمل البندقية مرة اخري،والثانية مع التجاني سيسي في الدوحة القطرية،فهو الان يستلذ بطعم السلطة علي حساب ارواح انسان دارفور، الي الان الموت يتحرك بسرعة القطار الذي فقد قائده السيطرة عليه…
.
ان آلة الموت الحالية تحصد ارواح الابرياء من ابناء المسيرية،وسكوت بعض الانتهازيين منهم،ماهو الا سيناريو مرسوم من قبل المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في الخرطوم،فوجوده واستمراريته في الحكم مرتبط بتعدد الصراعات بين الجميع،وهي ما تعطيه فرص زيادة جرعات القمع،وهو يستخدم مفهوم العنف الشرعي المرتبط بالدولة،لتكسير كل الاجنحة المعارضة له في البلاد،ومن ضمنها اشعال نيران الفتن بين القبائل في اي منطقة،وفي النهاية يأتي المؤتمر الوطني بالة المليشيات والجيش للسيطرة عليهم،مفكرة تعيين الولاة من قبل رئاسة الجمهورية الخطة المرسومة الان،واذا كانت المناطق غنية بالموارد ،فالمورد في السودان اغلي من الانسان نفسه،هذه هي سياسة النظام الاسلاموي،فهو يفكر فليموت ابناء المسيرية،اذا كان ذلك لا يؤثر علي استمرارية حكمه،وحسب التفكير الانقاذي فليمت الابالة والبقارة،اذا كان ذلك لا يمس حكمه في الخرطوم،والحرب لم تصل ابوابها علي مشارف الخرطوم،او بوابة ام درمان الخلفية،وايضا فليمت المعاليا والرزيقات في ولاية شرق دارفور،اذا كان النظام في الخرطوم يضحك علي الجميع من موتهم،اذا كانت الجبهة الثورية الحاملة لم تتجه صوب المركز الخرطومي الذي يضحك علي الجميع ان العروبة مهددة من قبل الزرقة والحركات المسلحة،كترميز عنصري للاستمرار في حصد مزيدا من ارواح ابناء السودانيات والسودانيين…
.
ان موت ابناء المسيرية في منطقة كواك،ماهو نتاج للتفكير الاستئصالي الذي يفكر به نظام حكومة المؤتمر الوطني،انه يوفر الذخيرة بدل الكتب الدراسة،انه يوفر العربات بدل الفصول الدراسيى،انه يوفر الطلقة بدل (الطبشير)،وقد يكون ثمن العربة الواحدة كفيل ببناء فصول دراسية بالكامل،قد يتفرج من هم في منظومة السلطة بشئ من الاريحية لما يجري بين بطون المسيرية في منطقة كواك والمناطق الاخري،وبعض الانتهازيين من ابناءهم يتعبون سياسة اني لا اري الا ماتراه الحكومة في الخرطوم،بدلا من التفكير في كيفية الاستفادة من الثروة الموجودة ،تأهيل انسانها ليعيش في سلام دائم وتنمية مستدامة،لايمكن ان تنجح الا بوجود الاستقرار المرتبط بوقف الحروب والصراعات المتبادلة ،المستفيد منها النظام العنصري في الخرطوم …
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *