صحة البشير يثير تساؤلات الشارع بعد غيابه عن افتتاح مؤتمر لوزراء عرب في الخرطوم

وزير الدفاع: أطلعنا البشير على تطورات المحاولة الانقلابية

الشرق الاوسط: لندن: مصطفى سري الرياض: فتح الرحمن يوسف
عادت الأوساط السودانية للحديث من جديد عن صحة الرئيس عمر البشير، والذي كان من المفترض أن يخاطب مؤتمرا في الخرطوم أمس، وفق ما نشرته وكالة السودان للأنباء الرسمية والتي سحبت الخبر في وقت متأخر من ليلة أول من أمس.

وتغيب البشير عن الاجتماع، وتم تكليف مساعده الدكتور جلال يوسف الدقير، وتأتي هذه التطورات بعد أقل من أسبوع من إحباط محاولة انقلابية تصفها الخرطوم بالتخريبية اتهم في ضلوعها رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبد الله قوش وعدد من ضباط الجيش والأمن، في وقت قدم وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين تنويرا إلى الرئيس البشير حول المحاولة التخريبية أمس.

وتداول السودانيون في مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية الحديث عن صحة البشير، 69 عاما، وتسربت أخبار بأنه غادر إلى العاصمة السعودية الرياض قبل يومين وعاد أمس إلى الخرطوم، وفيما لم تنف أو تؤكد السلطات السودانية هذه المعلومات، أكد السفير السوداني في الرياض أن البشير موجود في الخرطوم، وبكامل لياقته.

غير أن ما أثار التأويلات من جديد هو غياب الرئيس من مخاطبة المؤتمر الثاني عشر للاستثمار في الخرطوم. كما لم يظهر في المؤتمر الثاني عشر للوزراء العرب حول التعدين والذي انعقد أمس وخاطبه بدلا عنه مساعده دكتور جلال يوسف الدقير.

وكانت وكالة السودان للأنباء الرسمية قد نقلت عن أن البشير أجرى اتصالين هاتفيين مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز للاطمئنان على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واتصالا آخر مع نظيره في دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، وقد تم الاتصال الجمعة الماضي بحسب ما أكده وزير الإعلام في جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط».

وكان البشير قد أجرى عملية جراحية في الرياض أوائل الشهر الجاري وبقي لأيام قليلة للنقاهة، وقالت أسرته بأن العملية التي أجريت قد تمت إزالة ورم قد اكتشف ووصفته بأنه كان حميدا، وأصبح الحديث عن صحة البشير واحدة من القضايا التي يتداولها الساسة والمواطنون قرابة شهر، وقد أجرى البشير عمليته الأولى في أغسطس (آب) الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، وتم منعه من الخطابات الجماهيرية وخفف عنه العمل اليومي.

من جهته قال وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات صحافية إنه أطلع الرئيس السوداني عمر البشير القائد الأعلى للقوات المسلحة لدى لقائه أمس بهيئة الأركان المشتركة للقيادة العامة للقوات المسلحة على نتائج التحريات وصورة من الاعترافات للمشاركين في المحاولة التخريبية الأخيرة. وأضاف أن البشير استمع إلى تنوير حول المحاولة التخريبية التي أحبطت الخميس الماضي واتهم فيها (13) من ضباط في الجيش وجهاز الأمن أبرزهم الفريق صلاح عبد الله قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق.

وقال حسين إن البشير استمع إلى تنوير من هيئة القيادة المشتركة عن الأوضاع الأمنية بالبلاد خاصة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، مشيرا إلى أن البشير اطلع على أوضاع القوات المسلحة ووحداتها المختلفة، مؤكدا جاهزية القوات المسلحة لحماية أمن واستقرار البلاد، وقال «إنها ستظل عصية على أي اختلاف وستكون في صف الوطن والمواطن».

من جهته نفى مسؤول دبلوماسي سوداني، في الرياض وصول الرئيس البشير إلى العاصمة السعودية، للعلاج من جديد، مؤكدا أنه في أتم صحته ويباشر عمله بكامل لياقته من الخرطوم، مشيرا إلى أنه مر بوعكة عابرة استدعت عملية جراحية خفيفة، من غير أن يترتب عليها أي نوع من الممنوعات التي تحاول بعض وسائل الإعلام ترويجها.

وقال عبد الحافظ إبراهيم محمد لـ«الشرق الأوسط»: «إن مثل هذه الأخبار المضللة مجرد افتراءات وإشاعات مغرضة تقوم بها بعض الجهات ذات الغرض، في حين أن المرض ليس عيبا ولا محل شماتة وبالإمكان الإفصاح عنه بكل شفافية وهناك مكتب صحافي معني بذلك سيقوم كالعادة بتوضيح ما يلزم معرفته لكافة الشعب السوداني».

ومن جهة أخرى، نفى العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من مكتبها من الرياض، ادعاءات حكومة جنوب السودان بأن الجيش السوداني، قام بتوجيه ضربة عسكرية داخل حدود بلادها، زاعمة بأنها أودت بحياة عدد من المواطنين.

وأوضح أن الجيش السوداني قام بواجبه في حماية حدوده فقط، مبينا أنه قام بتمشيط وتنظيف منطقة الرقيبات والتي تبعد 40 كيلومترا داخل حدود السودان.

وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، أن الحديث عن انتهاكات الجيش السوداني لدولة جنوب السودان، ما هو إلا مجرد افتراءات وإشاعات حاولت حكومة الجنوب، أن تروج له لتبرر من خلاله ما أصدرته من بيان مؤخرا لا يستند إلى أي حقيقة، ووجتهه للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *