حسن اسحق
قال عالم البيولوجيا الانجليزي توماس هنري هكسلي،ان لم تكن الفردية متاحة فلا يمكن لللجتمع التقدم،اما اذا كانت الفردية جامحة بلا قيود فان المجتمع يهلك. يبدو ان نائب رئيس المؤتمر لشؤون الحزب بروف ابراهيم غندور يعيش فردية الهلاك الحزبي، معتزا بفرديته التي ورث بها السودان بانقلابه الذي دام عقدين ونصف ، ويرغب في جعلها ثلاثة عقود علي كرسي الحكم بانتخابات حدد الفائز فيها، وبعقد مؤتمراته باموال الشعب السوداني، بعد اتهمه حزب الاصلاح الان، وانكر حزبه هذا التهمة مطالبا بالدليل، فالدليل يعرفه الشعب السوداني. وقال غندور اثناء مخاطبته اعضاء المؤتمر الوطني في جلستهم الافتتاحية للمؤتمر الوطني بود مدني ان التحديات تواجه السودان تتطلب ممارسة الديمقراطية، وموضحا ان حزبه مارس ديمقراطية غير مسبوقة، قائلا(نقول ولا ندعي ونقدمها انموذجا يحتذي)، مؤكدا علي اهمية استمرارية البناء واصلاح الحزب بالمراجعة الدورية حتي يتم الانتقال والمضي الي الافضل، وتقديم دماء جديدة بعد صقلها بالخبرات السابقة. هذا الخطاب العاطفي الذي يوجه غندور الي اعضاء حزبه، يمثل حلقة من حلقات الكذب الموروث منذ 25 عاما، قابلة للزيادة، اذا لم تحدث تطورات علي الارض، واين هذا النموذج الديمقراطي الذي بات نموذجا للاحتذا؟، هي بكل بساطة، نموذج للفردية الجامحة التي ذكرها هكسلي في مقولته المشهورة، فردية حزبية تعبر عنه،وعن نظامه، واي ممارسة ديمقراطية للاخرين، ستتحول الي اعتقال، ان المؤتمر الوطني قبل قدوم هبة سبتمبربايام قام باعتقال العديد من الشباب،حتي لايتسني لهم التجهيزات لهذا الحدث الكبير الذي اندلعت شرارته في ال23 من سبتمبر الماضي في عدة مدن سودانية، سقط ضحاياها، من طلاب وشباب سودانيين،وكل ما قالوه،لا للسكوت علي سياسة حزبه،ودخل العام الجديد،مازال ضحايا الرصاص يتألمون لموتهم،وهم في القبور،المقبورة بالتراب والرمل التعسفي.ويزداد غندور في طغيان فرديته الحزبية،وسعي حزبه لتقديم دماء جديدة بعد صقلها بالخبرات. يسعي غندور ان توريث شبابه نفس سلوكه السلطوي القديم، فغندور ومؤتمرته الوطني، لن يمتلكوا جرأة العمل في بيئة سياسية تتاح فيها حريات متساوية للجميع، والدماء الجديدة المقصودة، هي جيلهم ذو النزعة الامنية الصارمة، وتنظر للاخر، بعين الريبة والشك، والاقصاء. ويتمسكون بأسلوب الفردية الجامحة التي هلكت الفردية. فاي حديث عن البناء الحزبي، وانشاء جيل متفهم، وقواعد مليونية، اشتراكات حزبية، هو تفريغ للديمقراطية المنشودة.