شارات سوداء وثياب بيضاء في شمال السودان «حدادا» على فصل الجنوب
عرمان: بحثنا مع وسطاء دوليين اتحادا بين دولتين مستقلتين
الخرطوم: فايز الشيخ
أعلنت مجموعة من الناشطات النسويات في الشمال عن حملة حداد وطني بارتداء الثياب البيضاء أو السوداء، حتى إعلان نتيجة الاستفتاء في منتصف الشهر المقبل، كما شرعت النسوة في تدشين حملة واسعة وسط نساء السودان لقضايا السلام الاجتماعي والحريات والغلاء وبناء موقف مشترك حول المواطنة وحقوق الإنسان. إلى ذلك كشف نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان عن طرحه أمام عدد من الوسطاء الدوليين قضايا «اتحاد أو نظام كونفدرالي بين الشمال والجنوب وإقامة الجوار الجاذب والعمل على توحيد البلاد من جديد».
في غضون ذلك ابتدعت مجموعة «لا لقهر النساء» الناشطة في مجال حرية المرأة ومقاومة القوانين الجنائية الحالية، وقانون النظام العام طريقة للتعبير عن الحزن على انفصال الجنوب. ونظمت النساء أمس مؤتمرا صحافيا أعلنت خلاله ارتداء ثياب الحداد منذ يوم الخامس عشر من يناير (كانون الثاني) الحزين، آخر أيام التصويت في الاستفتاء، وحتى الإعلان النهائي للنتيجة في الرابع عشر من فبراير (شباط) المقبل لتعرف بلادنا أننا مفجوعات لهذا الفراق المر»، حسب تعبيرهن. وقررن ارتداء ثياب سوداء أو بيضاء، وهي عادة قديمة في شمال السودان، حيث ترتدي النساء ثوب الدمور الأبيض لعدة أشهر حال فقدان أحد الأعزاء، كما شرعت المبادرة في تدشين حملة واسعة وسط نساء السودان تستهدف بناء موقف مشترك لكل السودانيات تجاه قضايا السلام الاجتماعي والحريات والغلاء وبناء موقف مشترك في احترام حقوق الإنسان شمالا وجنوبا، لا سيما حقوق المواطنة. وقالت المجموعة: «إن النساء السودانيات سيكن حمائم السلام الاجتماعي ببلادنا، ولن يوقفهن تخويف أو تهديد عن لعب دورهن التاريخي في هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ وطنهن».
وفي ذات السياق ينظم الحزب الاتحادي الديمقراطي موكبا سلميا جماهيريا، احتجاجا على «انفصال الجنوب»، وسيرتدي المحتجون شارات سوداء مع تنكيس علم الاستقلال. كما كثفت مجموعة من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين العمل في تقديم الدعوات لإقامة نشاط سلمي، تعبيرا عن حالة الحزن لما اعتبروه انفصالا مرجحا لجنوب السودان عبر الاستفتاء الذي انتهى فيه التصويت أول من أمس السبت. ودعا تحالف القوى السياسية الوطنية بالمملكة المتحدة وآيرلندا، جميع السودانيين بدول المهجر والمنافي للحداد، وإيقاد الشموع حزنا على تقسيم السودان.
إلى ذلك، ذكر نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط» أنه أجرى لقاءات مكثفة مع الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو مبيكي وزملائه الرئيس النيجيري السابق عبد السلام أبو بكر، والبوروندي بوييو والمبعوث النرويجي توم فرانسون، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر والمبعوث السويدي والرئيس التنزاني السابق بنجامين ماكابا والوفد المرافق له، شملت مستقبل شمال السودان، وعملية السلام والاستفتاء والعلاقة بين الشمال والجنوب، وكشف عرمان عن أنه تناقش مع الوسطاء الدوليين في إدارة حوار شمالي – شمالي، والاتفاق على ترتيبات دستورية جديدة عبر مؤتمر دستوري لكيفية حكم السودان، والوصول إلى مشروع وطني متفق عليه عبر الحوار، وإعادة هيكلة السلطة والوصول لمصالحة حقيقية، وقال «إننا مع إقامة جوار جاذب مع الجنوب والاستمرار في العمل لتوحيد السودان في المستقبل بوضع اللبنات اليوم»، كما بحث عرمان «إقامة اتحاد بين دولتين مستقلتين أو كونفدرالية بين الدولتين أو أكثر من دول الجوار وإتاحة حرية الإقامة والتنقل والعمل للشماليين في الجنوب، وللجنوبيين في الشمال»، مشيرا لقضايا دارفور والمشورة الشعبية للنيل الأزرق وجنوب كردفان.