سيد الخطيب يكذب ويتحرى الكذب

بسم الله الرحمن الرحيم..
سيد الخطيب يكذب ويتحرى الكذب !
عبدالغني بريش فيوف
دائماً ما يدلي أهل الإنقاذ بتصريحات صحفية سخيفة سقيمة مقززة في موضوعات سياسية كبيرة من وقت لآخر ، منها مثلا تصريحاتهم الكثيرة وغير المنضبطة عن القضايا الخلافية العالقة بين شمال السودان  ودولة الجنوب ، وقد أدلى عضو وفد السودان في مفاوضات أديس أبابا ، الدكتور سيد الخطيب بتصريح قال فيه أن رئيسي دولتي السودان وجنوب السودان اتفقا على خارطة طريق مصفوفة بآجال محددة لتنفيذ إتفاق التعاون كله متزامناً .
وقال الخطيب في مؤتمر صحفي عقب عودة الرئيس عمر البشير ووفده بمطار الخرطوم ، إن رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت تعهد للآلية الأفريقية بالتزام مكتوب بشأن الإجراءات التي تمت لفك الارتباط مع قطاع الشمال .
هذا التصريح بلا منازع من التصريحات التي يدلي بها أهل الإنقاذ وهم يعرفون بعدم صحتها ، لكنهم بأي حال يتمسكون بها لإستغفال السودانيين وتضليلهم . فالقمة التي انعقد في يناير 2013 بين سلفاكير مارديت وعمر البشير كانت تهدف إبتداءاً إلى البحث عن طريقة ما لتسريع وتنفيذ ما تم الإتفاق عليه في شهر 22 سبتمبر من عام 2012 ، وليس لمناقشة سلاح الجيش الشعبي شمال الذي هو قضية شمالية شمالية.. فلماذا يضلل أهل الإنقاذ الرأي العام السوداني بقولهم إن الرئيس سلفاكير مارديت التزم كتابة بقطع علاقاته بالحركة الشعبية شمال في قمته الأخيرة مع البشير ؟ .
عندما زار الرئيس الأثيوبي هيلا مريام ديسالين العاصمة السودانية الخرطوم في أواخر شهر ديسمبر 2012 المنصرم لم يزرها بإعتباره ضيفا أثيوبيا ، إنما زارها بإعتباره مبعوثا خاصا من الإتحاد الأفريقي يحمل منه رسالة محددة تطالب فيها عمر البشير وحكومته بعدم خلط الأوراق( تحديدا -عدم الخلط بين القضايا الخلافية العالقة بين الخرطوم وجوبا وموضوع الحركة الشعبية شمال وسلاحها ) إذا كانت الخرطوم فعلا تريد وساطة الإتحاد الأفريقي في حل خلافاتها مع جوبا . كما حمل السيد/هيلا مريام ديسالين رسالة أخرى من مجلس السلم والأمن الأفريقي يدعو فيها حكومة البشير بضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي ( 2046 ) الذي يطالبها بالدخول في مفاوضات شاملة مع الحركة الشعبية شمال .. والملفت للنظر هو قبول حكومة عمر البشير بمحتوى ما جاء في رسالتي هيلا مريام ديسالين دون تردد أو تأخير .
موضوع ارتباط الجيش الشعبي شمال بالجيش الشعبي الجنوبي موضوع منتهي ومفروغ منه تماما قبل اعلان دولة جنوب السودان استقلالها . فقد بدأت اجراءات فك ارتباط الطرفين منذ ظهور نتائج استفتاء يناير عام 2011 بشأن تقرير مصير الجنوب . أي تم فك ارتباط الجيشين قبل الإعلان الرسمي لإستقلال دولة جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011 – فعلاما الضجة والإزعاج الإنقاذي ؟ .
الرئيس سلفاكير مارديت وقائد جيشه أكدا في مناسبات كثيرة بأن فك الإرتباط بين المقاتلين الشماليين والجنوبيين قد حدث فعلا قبل استقلال الجنوب بأشهر ، إلآ أن هذا التأكيد الجنوبي لم يجد آذان صاغية عند أهل الإنقاذ الذين استمروا في اتهامهم لحكومة الجنوب بدعم الجيش الشعبي في جبال النوبة/جنوب كردفان في حربه مع مليشياتهم لأكثر من عام . وهذا الإتهام الشمالي للجنوبيين باطل ولا يسنده أي دليل ، لأن الذين يحاربون في جبال النوبة/جنوب كردفان هم من أبناء شمال السودان ، لهم قضايا سياسية واقتصادية وثقافية مشروعة يناضلون من أجلها منذ سنوات . ولطالما لم تتحقق الأهداف التي من أجلها حملوا السلاح ، فإنهم لم يضعوا هذا السلاح جنبا حتى لو طال عمر هذه الحرب مئات السنوات .
صحيح ان أبناء النوبة وغيرهم من أبناء الشمال السوداني حاربوا مع أخوانهم الجنوبيين لأكثر من عقدين من الزمان تحت شعار ” تحرير وبناء سودان جديد ” ، إلآ ان اتفاقية نيفاشا للسلام أعطت للجنوبيين حق تقرير المصير الذي أدى إلى إعلان استقلالهم في عشية التاسع من يوليو 2011 .. وكون أبناء الشمال استمروا في قتالهم ضد الحكومة المركزية حتى مع استقلال جنوب السودان فهذا لا يعني أن حكومة سلفاكير مارديت هي التي تمولهم ، بل ان رفض حكومة الخرطوم إيجاد حلول شاملة وجذرية لقضايا السودان هو سبب استمرار القتال والحرب .
الإنتصارات الميدانية الكاسحة للجيش الشعبي في جبال النوبة/جنوب كردفان منذ الخامس من يونيو 2011 تعود إلى الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها أفراده ، وعزيمتهم القوية على إسقاط نظام الخرطوم وبناء سودان جديد ، وليس لأنهم هواة حرب يتلقون دعما جنوبيا .
السلاح الذي يقاتل به الجيش الشعبي في جبال النوبة والنيل الأزرق ليس سلاح دولة الجنوب ، إنما هو تلك السلاح الذي يتم الإستيلاء عليه من مليشيات ومرتزقة حزب المؤتمر الوطني الحاكم. فالإحصائية الميدانية للجيش الشعبي تقول إن أبطالهم منذ اندلاع الحرب في جبال النوبة/جنوب كردفان استولوا على العشرات من الدبابات ، والمئات من الآليات العسكرية الثقيلة والخفيفة ، وألالاف من العربات الكبيرة والصغيرة . فالجيش الشعبي إذن ببساطة شديدة لا يحتاج إلى سلاح جنوب السودان حتى يقاتل ، لأن مخازنه مليئة بالأسلحة المستولى عليها في معارك جاو وطروجي والأحيمر والحمرة والعتمور وسلارا والفراقل والأبيض والعباسية ورشاد وأم حيطان ودلدكو والرصيرص ووووووالخ .
كان الأجدر بنظام الخرطوم عدم اتهام حكومة جنوب السودان بدعم المقاتلين في شمال السودان دون سند ودليل .. بل كان عليه ان يطرح هذا السؤال – لماذا دخل هو في حرب خاسرة مع الجيش الشعبي شمال ؟ . أما وقد أختار النظام حربا مفتوحا مع الجيش الشعبي – فليتحمل نتائج هذا الإختيار غير الموفق ، والنأي بنفسه عن اتهام الجنوب بدعم الحرب على النظام في الشمال ، لأن الدولة الجنوبية الناشئة هي نفسها تبحث عن حكومة ترتبط بها لحمايتها من تهديدات وشرور نظام الخرطوم .
أما مراهنة المؤتمر الوطني البائسة على هزيمة الجيش الشعبي في جبال النوبة/جنوب كردفان ، من خلال استخدام القوة بدفع أموال الخزانة العامة للمليشيات والمرتزقة وأطراف مشبوهة ، رهان خاسر ، ولم تستطع كل الجماعات المتآمرة التخلص من المارد السوداني الراقد في جبال النوبة والنيل الأزرق والذي سيزحف عما قريب لتحرير الخرطوم من رجس المؤتمر الوطني واقامة نظام ديمقراطي علماني تعددي للجميع .
والسلام عليكم…
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *