سراب الحرية

حسن اسحق
يجب ان لا نعتقد ابدا،ان حقوقنا لا تؤخذ بسهولة،عندما نبقي الليل باكمله متيغظين،وسيأتي الصباح فجأة يجدنا متعبين وفي حالة نعاس،وهل بامكاننا ان نقوم بواجبنا بتلك الطريقة؟.اعتقد لا يمكننا،لان الاجابة معروفة،العبور الي الشاطئ الاخر يحتاج الي قوة.حق الانسان في التعبير،هل يتضمن في سقف معين؟،الحرية حق طبيعي،الانسان حر ومسؤول امام الحرية،ما اريد ان اقوله،يجب ان لا يسئ فهمي احد،هناك عقد حرية الانسان،وقلة من الناس تدمن عبودية الصمت،والخوف من التحرير،وكسر السور الكبير في منتصف الحياة،وهنالك خوف السلطة من الشخصية المبدعة والعقل المنتج.لان العقل الخلاق او المبدع يمكن ان يخترق الظلام،ويفهم حقيقة البشر دون خداع او استسلام لاضطهاد الحاكم المستبد،واما العقل المنتج،هو مثمر وله القوة علي العمل باستمرار .ودستور الدولة يعترف بحرية التعبير،لكن الحرية خارج اليد،ومكانها السجن،نقول،حق قانوني،وليست عطية ومنحة حاكم،هو في شخصه ليس شرعيا.
واي قوة ظالمة وباطشة مع حكومتها تخشي الشعوب الثائرة،هؤلاء الناس يربطون عقدة الحكم طويلة لسنوات طويلة للجلوس في الكرسي وحدهم،الحاكم المتسلط، انه المدمن الحقيقي،الشبيه بالسكير عندما يفقد وعيه،عندما ينهض فجأة يجد الناس تنظر اليه،احساس الثقة بالنفس يتعطل.الان الشعوب لا تقبل وجود مستبد ،ولا تنسي الماضي عندما ارتكب الجرائم والاخطاء،وهل يسأل العفو لجرائمه واخطاءه،والحاكم عليه ان يعاقب ،والضحايا يجب ان يدركوا،انهم بشر،وليسوا قطيع من الحيوانات،وحقهم في المطالبة بمحاكمة من انتهك حقوقهم في كل بقعة سودانية،ويجب ان لا ينسوا ذلك ابدا،مهما طال المدة الزمنية،لان هناك من يعجبهم رؤية البشر ينزحون ولا يتألمون للاطفال المحروقين تحت قش القطاطي والحطب،بسبب قصف الانتينوف والسوخوي.
ويذكر المثل الافريقي الشهير في رواية الخيانة في المدينة للروائي الافريقي المعروف فرانسيس إيمبوغا،(القط والفأر لا يمكن ان يشتركا علي صحن واحد).ان الحاكم الطاغية والظالم والرئيس المستبد والشعوب التي تعشق الحرية مستحيل ان يسيروا علي نفس الطريق،كما قلت النفس الخلاقة والمبدعة،والعقل المنتج هم اعداء العقل المنغلق،المشجع للظلم ورجل الدولة الواحد،واخيرا سيري نفسه في قفص من حديد ،وشعار الشارع،نحن نشجع الحرية بكل اشكالها،ومنها حرية التظاهر والاحتجاج والخروج الي الشارع،والتظاهر ضدهم،والحاكم المستبد يفقد الاحساس بمعاناة شعبه ،والمظاهرات تجرده من الشرعية المزيفة،والبحث عن تشريع استخدام العنف.سيكون سراب التحرر والظلم،اذا سكتنا علي المستبدين والطغاة من الرؤوساء،لكن الحقيقة التي ننشدها،سنعمل دائما لنري الضوء،والشعوب تعرف الطريقة التي تسقط بها الديكتاتورية،وتصعد الي البرج ليسقط الطاغية،لا يأس ،لا احباط ،ونتركهم خلفنا مع الانتهازيين.
اما اذا سكتنا علي ذلك ، سيكون السراب بأم عينه،وهذا ما لا نرضاه ..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *