رد على خطاب البشير

خطاب الرئيس ووثيقة الاصلاح الشامل محاولة لتتويج مشروع دولة الجلابة بمثلث حمدي
بقلم ابراهيم سوداني – حركة تحرير السودان
انتظر الشعب السواني مساء يوم الاثنين الموافق 27/ 1/2014م وهو يحبس أنفاسه في انتظارتلكم المفاجأة التي أعلنها ووعد بها عمر حسن احمد البشير رئيس المؤتمر الوطني ورئيس حكومة الانقاذ الوطني ، وبما أن الاعلان سرب وكهن احتمالات عدة كان من الطبيعي أن يكون الانتظار ملحفا ومقلقا ومفرحا في ان معا، وكنا ضمن المنتظرين والكهنة السياسيين والمفسرين لتلك المفاجأة المفترضة وخاصة بعد الفشل السياسي والاقتصادي الذي ضرب البلاد، وفشل عمليات الصيف الحار أو الحاسم كما سماه البشير وأعوانه وهكذا ظل هذا الانتظار والتركيز، وما أن اقتراب ساعة النطق بالخطاب عاودتنا الذاكرة للوراء للعام 2011م عندما كنا على ضفاف احدى الاودية نفترش الارض وفي ساعات متأخرة من الليل ونحن على اسرارلسماع خطاب الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك بعد أن رفض المؤسسة العسكرية بالوقوف الى جانبه وكنا نتوقع أن يعلن تخليه عن الحكم بعد أن طغى عليه ميدان الحرية والشارع المصري الا أن خطابه كان دون المرجو مماأزم من الموقف وأجج غضب الشارع والميدان انذاك ، ونحن على شرف السياحة السياسية التاريخية للذاكرة دقت أجراس راديو عافية دارفور وبعد الاستماع على الاخبار عدنا الى اذاعة البي بي سي اكسترا حيث المؤتمر الخطابي للبشير ينقل مباشرة من قاعة الصداقة.تكلم الرجل كثيرا الا أنه لم يقل شيئا يذكر أو يرقى لمستوى الدعاية حتى، بل انه لم يأت بأي جديد على الاطلاق ولم يخرج خطابه من سياق خطاباته القديمة المتجددة والامر برمته أشبه ( بفسو الديك) والمفاجأة الوحيدة كانت ومازالت هي الحضور والوجود الكثيف للمؤتمر الشعبي المتمثلة في شخص الدكتور حسن الترابي والغياب التام لمولانا المرغني.
بدأ البشير خطابه وهو في حالة هيستريا يحس منه بأنه اخفى شيئا ما وهوكذلك حسب تحليلاتنا للمعطيات، وهذا يعني أن البشير ولشيئ في نفس يعقوب نقل أو أجل المفاجأة المفترضة الى ما سماه بالمناظرة السياسية في قضايا الوطن، وتحدث البشير وسمى خطابه بوثيقة الاصلاح الشامل ووثبة الحوار الشامل في مرات أخرى، واستخدم في خطابه وبصورة متعمدة كما يبدو أن المستشارين أو المساعدين أو قل حتى من الذين أعدوا هذا الخطاب جعلوا لغته معقدة جدا أشبه بكتابات (الايام لطه حسين) والارجح أن هولاء قصدوا ابلاه وتتيس الرئيس بهذا الخطاب بعد أن ادعوا وعبر وسائل الاعلام العالمي والمحلي بأن لرئيسهم خطابا مهما وله مفاجأنة ليس للسودانيين فحسب بل للعالم أجمع ورغم أن هذه الاسراب من المستشارين والمساعدين اتخذوا سبيلا لتحفيظ الرجل خطابه ليلقيه على طريقة أوباما أو فيدل كاسترو الا أن الرجل وكعادته يقرأ خطاباته دائما خطئا وان كان حافظا لها على ظهرالقلب كما كان عند سلفه الراحل جعفر نميري الذي يقال أنه قرأ في احدى لقاءاته مع المزارعين ( ونشكر المزارع على حسن سلوكه) (ونشكر المزارع علي سلوكة)، فالرجلين معتوهين بسبب مرض السلطة والتشبث بها على الطريقة العربية (صدام حسن، القزافي ، حسني مبارك، بشار الاسد —–الخ) عفوا بعض هؤلاء رحل عنا عن هذه الفانية.
تكلم البشير في خطابه عن المفاهيم والمبادئ الانسانية العالمية وفصلها في أربعة محاورأولها كانت السلام ، والحرية، والفقر، وأخرها كانت الهوية السودانية ولهذه المفاهيم والمبادئ معاني راسخة لايمكن ليها أو تغيير معانيها المعروفة سلفا عالميا ومحليا وهي التي بصددها يناضل ويقاتل الشعب السوداني منذ أمد ليس بالقريب وذاك مجال نتناول تلكم المفاهيم والمبادئ عندها بالتفصيل اذا كان في العمر بقية، أما الطريقة التي تكلم بها البشير عن هذه المفاهيم فهذه الكلمات والمفاهيم والمبادئ بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، لان البشير أفرغها تماما من مضامينها وفصلها على مقياس خارطة دولة الجلابة التي رسمها عبدالرحيم حمدي (مثلث حمدي الشهير).
واذا قارنا مع ما يحدث في الواقع السوداني وما قاله البشير في خطابه نجد أنفسنا وكأننا أمام رئيس دولة أخرى لايجاور حتى دولة السودان واذا قاربنا المحاور الاربعة بالاجواء السياسية والاقتصادية والامنية في السودان نجد أن هناك أمرا خفي أخفاه البشير أو أخفي عنه وهذ الامر حسب اعتقادنا هي محاولة لاعادة تشكيل الدولة السودانية بصورة أكثر عنصرية تعتمد على الجلابة دون غيرهم وخلق ظروفا في الهامش السوداني أكثر صعوبة وضنكا أساسه الفوضى والاحتراب والافقار مقابل مزيدا من التمكين في المركز.
تكلم البشير عن السلام وكان يعني سلام المركز لا سلام السودان كما يدعي لان مفهوم السلام أكبر وأشمل من اللاحرب ، الا أننا وفي اللحظات القبلية والبعدية لخطاب البشير نشهد أن البشير لم يوقف طواحينه بل زادت من سرعة طحينها وتوسعت رقعة انتشارها حيث طحنت أعدادا كبيرة من البشر في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق واذا افترضنا جدلا أننا غضينا الطرف والنظر عن الجرائم التي أرتكبت في دارفور من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم التطهير العرقي وجرائم الابادة الجماعية حتى أصبح البشير شخصيا مطلوبا دوليا عبر محكمة الجرائم الدولية ، وكذلك غضينا النظر عن اشتعاله للحروب في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وما فعله ضد المتظاهرين السلميين وتسبيبه في فصل الجنوب! لماذا لم يخلق أجواء مصاحبة لخطابه ان كان صادقا في طرحه لمفهوم السلام في السودان؟! اذ تم قذف كاودا في لحظات خطابه وشرق جبل مرة بعد لحظات من خطابه، بل الان يتم ترحيل المقاتلين العائدين من افريقيا الوسطى بعد فشل سيطرتهم عليه باعادة ترميم قوات المدعو(حميدتي)المتمركزة في شمال كردفان بعد فشل محاولتهم في عملية الصيف الحار أو الحاسم في جنوب كردفان ودارفور بغرض اعادة الكرة للمرة الثانية، ألم تكن فلسفة سلام البشير ومن معه هو سلام المركز وصيفا ساخنا حسب أمانيه لأهل الهامش؟! وربما يستمر القهر والاستبداد والتهجير والقتل في الهامش بعد الصيف واستجلاب مستوطنين اخرين مكان اهل الهامش لتأسيس الدولة العربية الاسلامية كما صرح بها البشير بعد انفصال الجنوب بأنه لن يسمح لأحد أن ينادي بالتعددية أو ماشابه ذلك وأن السودان أصبح بعد ذهاب الجنوب دولة عربية اسلامية صرفة !.
تكلم البشير في محوره الثاني عن الحرية بزاوية حرية الترتيب السياسي واضاف عليها كلمة التحرر السياسي في عملية فهلوة سياسية ووثبة في الهواء الا أنها كما يبدو يسير في اتجاه الهاوية لانه تحدث عن الحريات الجماعية والفردية والشخصية —– الخ وغض النظر عن قانون النظام العام والصحافة والمطبوعات —- الخ بل في نفس يوم خطابه صودرت وعلقت عن الصدور صحيفة الجريدة لاجل غير مسمى ناهيك عن الصحف الاخرى الممنوعة عن الصدور منذ زمن طويل والصحفيين داخل السجون اخرهم الصحفي (عرجة) والسياسيين المنسيين والمسجونين بدون محاكمات خاصة ابناء الهامش والتنظيمات المعارضة لفكر الجلابة وفكر دولتهم العنصرية وهذا الفهم المكبسل لمفهوم الحرية يعيدنا الى تسعينات القرن الماضي حيث قانون الاحزاب المسمى بالتوالي السياسي والتي أنتجت تنظيمات التوالي السياسي التي مازالت متحالفة مع الانقاذ ومع مشروعها الايدلوجي والتي كانت حاضرة بكثرة في المؤتمر الخطابي للبشير، والامر كما ذكرنا لم يكن جديدا أو حتى مفاجئا بل هي محاولة لانتاج الماضي وتتويج للمشروع بأهل المشروع.
تكلم البشير في نقطته الثالثة عن الفقر ورفع الفقرعن الشعب السوداني، ويالها من مفارقة أن يتحدث البشير عن هذا الموضوع وهو الذي أفقر الشعب السوداني عبر زراعته للفساد والمحسوبية واستباحته ليس للمال العام فحسب بل استهدف افقر الناس واكل عرق أضعفهم واستخدم الافقار المنظم كالية من اليات الحرب (( سوق المواسير خير دليل على ذلك)) ورفع الدعم عن المحروقات وبرامج الخصخصة بما فيها خصخصة مؤسسات الخدمات الاساسية وبرامج الصالح العام وكما ذكرنا فان البشير أراد بخطابه الفضفاض والمايع تتويج مرحلة جديدة بعد أن أوصل ما يقارب عن 80% من الشعب السوداني دون خط الفقر وملك الجلابة والمركز الموارد ووسائل الانتاج وجميع مفاصل الدولة، وبمعنى ادق جفف جميع مصادر الدخل والمؤسسات الخدمية في مناطق الهامش وجرد أبناء الهامش من اموالهم وممتلكاتهم ووظائفهم بل وهجرهم جماعيا يتوسلون سبل العيش والبقاء ، ومازالت هذه المؤامرة قائمة وفاعلة، خذ مثلا (تذكرة الطائرة بين نيالا والخرطوم يساوي 800 جنيه وبين بورتسودان والخرطوم يساوي 400 جنيه ) بالرغم من تماثل المسافة بين المدينتين والامثلة كثيرة ولكننا لسنا بصددها.
ختم البشير مخططه المسما بوثيقة الاصلاح الشامل مرة ووثيقة الحوار الشامل مرة أخرى بنقطته الرابعة والاخيرة والخطيرة وهي موضوع الهوية السودانية وهي من الموضوعات التي يتحاشاها البشير ونظامه وبما أننا نعتقد أن هذه الوثيقة هي محاولة لتتويج دولة الجلابة بالجلابة فالبشير هو أخر من يعترف بالتعددية في السودان ومن يعتقد غير ذلك عليه أن يراجع قناعاته وسندنا في ذلك تصريحاته بعد انفصال الجنوب اذ قال أن السودان بعد انفصال الجنوب أصبح دولة عربية اسلامية ولا مجال لأي نداء أو حديث عن التعددية أو التنوع أيا كان، وكان يعني في ذلك جميع اهل الهامش وبناء على تصريحاته تلك افتعل حربه الشعواء والاجرامي على جبال النوبة وجنوب النيل الازرق أما أهل دارفورفلم يترك البشيرونظامه أسوأ ما سمعته الاذان وأبشع ما رأته الاعين الا وما رسها ضدهم ومن ثم قسمهم على أساس اعراقهم وكل من هذا وذاك يعني ان البشير هو لا يعترف الا بالهوية العربية الاسلامية على الطريقة النيلية ( أولاد البلد – أولاد البحر – الاشراف – أو الجلابة) وهو التحالف النوي الشمالي والذي نشأت من أجل الاستحواذ على السلطة في السودان واتخذ من الثقافة العربية الاسلامية أيدلوجيتها النفعية دون ادنى اهتمام للروحانيات والاخلاقيات الانسانية والدينية وفي سبيل ذلك استباحت كل شيئ من خارجها وهدرت الدماء والانفس والموارد حتى وحدة الارض والشعب لم تسلم من الهدر والاستباح، وعندما أوصلت هذه المجموعة السودان وشعبه الى حافة الانهيار عبر منهجها المرتكز على النفعية وافتعال الانقسامات على الهوية السودانية هاهي الانقاذ نفسها تحاول عبر هذه الاطروحة وتتشبث بنفسها وبخارطة مثلثها ولو ادى ذلك الى تقسيم أو استقلال باقي الاقاليم.
بالرغم من أن وثيقة الاصلاح الشامل أو الحوار الشامل هي امتداد طبيعي لدولة الجلابة التي وضعه وخطط حدودها وزير المالية والاقتصاد السابق عبدالرحيم حمدي، فان البشير يضع على عاتقه تنفيذ تلكم المخططات، الا انه وفي خطابه المطول كان مرتبكا لدرجة انه لم يستطع قراءة خطابه على النحو الذي كان ينبغي وهذا ان دل انما يدل على انه أخفى شيئا كبيرا وهو ذات الشيئ الذي وعد به الناس وكل الناس حسب خطابه وهو ما نعتبره انه كان ومازال محاولة لانتاج المشروع القديم بصورة جديدة وعبر وجوه جديدة قديمة يشمل كل من الصادق المهدي وحزبه والمرغني وحزبه وربما كان يريد أن يشكل حكومة انتقالية يشارك فيها هذا الثنائي المتجدد وعبرهم يتم اعادة انتاج المؤتمر الوطني عبر صناديق(القج) وهو المخطط الذي يعمل من أجله الان علي عثمان طه وفي الظلام وخفاء تام.
من جانب اخر كان خطاب الرجل متناقضا مع الواقع وافعال حكومته وهذا التناقض ان دل انما يدل على أن أيام حكومة البشير قد وصل نهايتها الطبيعية وهذا الخطاب يذكرنا بالخطابات الاخيرة لكل من صدام حسين وحسن مبارك ومعمر القزافي ونتيجة للتناقضات السياسية والفكرية والجفاف الايدلوجي حدثت ربكة وعدم تركيز البشير بسبب اصابته بالبلوهة مع بقية امراضه النفسية القديمة المتجددة التي اوصلت الرجل لدرجة الخصاء والعقم وجفت قلبه وانعدمت عنه الاحساس بالتأنب والذنب والمسؤلية.
بالامس كان يخطب ويتحدث عن الصيف الحارتارة والصيف الحاسم تارة اخرى وأثناء مظاهرات لحس الكوع قال انه لا توجد ربيع في السودان بل صيفا حارا يشوي المعارضين شية وبعد انفصال الجنوب كما اسلفنا نكر التعددية وبعد خطابه مباشرة شنت الطائرات الحربية غاراتها على كاودا وشرق جبل مرة بالاضافة لمصادرة وحرمان الصحف من الصدور- هذا التناقض والتذبذب في التصريحات والافعال يؤكد لنا بأننا لسنا امام انسان انساني بل نحن امام وحش سطع على السودان وأحالها للخراب والدمارولم يترك شيئا ينمو او يزيد او يزدهر بل وضع يده على كل شيئ ولم يفعل شيئا كل عمره لصالح السودان وأهله الكرام وبما ان هذا الوحش خاوي الرؤية والبصيرة كان ومازال دمية في ايادي سربا من المستشارين والمساعدين أكثر بلاهة وخواءا منه لذلك اوصلوا السودان الى هذا الحد من الدرك والحضيض ابتداء من مولد نظام الانقاذ حسن الترابي ، علي عثمان،نافع ،غازي صلاح الدين، عبدالله مسار، عبدالرحيم محمد حسين،صلاح قوش، موسى هلال، عبدالرحيم حمدي، جعفرعبدالحكم، الحاج ادم يوسف،احمد هارون، التجاني سيسي،واخيرا وليس اخرا بخيت دبحو مستشار ديوان الحكم المحلي ووريث موسى هلال في الاستشارة
اننا نعتقد جزما بأن البشير وهذا السرب من معاونيه أو مساعديه ومستشاريه والذين ينتمي بعضهم لمشروع البشير والبعض الاخر تم ويتم استخدامهم بصورة تضليلية وبعضهم متوطئ مع مشروع البشير بغرض العيش فقط وأغلب هولاء يتم استخدامهم مرة واحدة فقط ولغرض واحد(كالكندوم) وهؤلاء هم السبب في الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتخلف الذي ضرب أطنابها ربوع السودان وتفككت الدولة والمجتمع أوصلتنا الى مانحن عليه الان وبما ان هؤلاء يسرون على اعادة انتاج هذا الوضع ويدفعون بالسودان الى الوراء، نحن نعتقد ان تخلص مساحة السودان بانفصال الجنوب ليست هي الاخيرة كما يبدو، بل سوف يجبرون السودانيين الاخرين الى المزيد من الاستقلال من هذه الفئة الفاشلة الفاشية
اما البشير وحسب ماطرحه في وثيقته المبهمة والمربكة له وللشعب السوداني ان كان صادقا ويريد الحوار والاصلاح كما يدعي أو يريد المساعدة لاخراجه والبلد من هذا النفق المظلم والازمة الطاحنة التي تسبب فيها البشير هو شخصيا ومن خلفه نظامه الانقاذ الوطني وحزبه المؤتمر الوطني فعليه الاتي:
اولا: وحسب اعتقادنا ورأينا ان الاصلاح يبدأ باصلاح الذات أو النفس ومنه يمكن ان ينطلق ليصبح الاصلاح شاملا عبر الحوارات واللقاءات والقرارات الصحيحة فعلى البشير ان يعترف بأنه تسبب مع نظامه وحزبه في هذا الوضع وأنه بصدد احداث تغيير هذا الوضع وكذلك عليه ان يعترف بانه ارتكب اخطاء وجرائم بحق الشعب السوداني والدولة السودانية وظلم اناس كثيرون ومن بعد ذلك يحيل امره للشعب ليقرر فيما ارتكبه من جرائم بحقهم
ثانيا: على البشيران يتقدم استقالته فورا وتشكيل حكومة تسيير اعمال لحين يبت في هذه الامور والمسائل ومستقبل السودان عبر حوارات موسعة تخاطب جزور الازمة السودانية
ثالثا: عليه ان يصدر القرارات والتعليمات والاوامرالفورية لايقاف طواحين الحرب والموت في كل من دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق وخلق تفاهمات واتفاقات لترتيبات امنية وسياسية انتقالية لتتحول الى قوات حفظ وحماية المواطن الى حين معالجة ازمة السودان وايجاد حل لوضع هذه القوات وذلك لتفادي حدوث فراغات وصراعات تخرج السيطرة
رابعا: على البشير اطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين والسماح لجميع المنسيين والمطاردين باسباب سياسية للعودة الى الوطن او الى اماكنهم الطبيعية ورفع الحظر عن الصحف وتعطيل القوانين المقيدة للحريات العامة والخاصة
خامسا: تكوين لجنة من جميع مكونات السودان الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفئوية والاختصاصيين في كل المجالات بغرض وضع منهج واليات تحديد المشكل وتبويبها وفتح الباب لجميع السودانيين لتقديم شكاويهم ومقترحاتهم للحل والخروج من الازمة الراهنة ومن ثم تحديد مصير السودان ورسم مساره.
هكذا وعبر هذه النقاط يمكننا ان نحدث اصلاحا شاملا يغطي ويظلل كل السودان ويخلق دولة المواطنة فيها هي اساس الحقوق والواجبات ويتوفر فيها العدالة الاجتماعية ، عندها سيزدهرالسودان ويتقدم ضمن المجتمع العالمي ويهرب الفقر تلقائيا ويحل السلام محل الحرب والكراهية ، فتصبح الهوية هوية سودانية ولا مكان لأي اعتبارات اخرى غير المواطنة . اما الحرية فأمرها حتمي اذا بنينا دولة المواطنة وأي محاولة للالتفاف وافراغ المصطلحات من مضامينها أو أي محاولة لاعادة انتاج الانظمة والمناهج الايدلوجية التي أوصلت السودان الى هذا الدرك والحضيض فيكون مصيره الفشل والسقوط في ذاك الحضيض منذ البداية هذا ان لم يولد داخل هذا الحضيض ميتا
وشكرا
ابراهيم سوداني
حركة تحرير السودان
8/2/2014م
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *