ردة الزنج وأشباه الزنج في التراث العربي الجاهلي 1

ردة الزنج وأشباه الزنج في التراث العربي الجاهلي (1
قبل تكرمكم بقرآئته أرجوكم وبخاصة الزميل الصادق عبد الملك الإطلاع على مقال المربي الكبير شوقي بدري :
  المسكوت عنه احتمال انفصال الجنوب ..( 1 )
وكذلك المقال الرائع للكاتب حجاج الدول
الفيتوري وقضية اللون
لا يسعني سوى الود لإخي اللدود الأستاذ الصادق عبدالملك ونحن له من الشاكرين! بحيث صرف جزءا من وقته وجهده لمطالعة ما كتبناه تحت :
  أكثرهم خطرا على السودان /كيسر أبكر  كما ترون العنوان يشير الى أسئلة حصّرية ومحدّدة . وبالمقابل جاء رد الأستاذ عبدالملك بمثابة تدمير شامل بالتعميم  تحت :
  لماذا الإساءة لكل السودان يا كيسر ابكر/م/ الصادق عبدالملك
ما أثار دهشتي إهتمامه بالمظاهر والشكليات ونبذ الجوهر.نعم, في البدء كانت الكلمة أما الاسم فهو الشكل المتحرك فحسب اما لقبي فهو أصيل ويعني كنز . فليس من شأن المثقفين ان يمثلوا دور  صديق الملك وليس الصادق عبد الملك!نصحية صغيرة , دع هذا الامر للمخبرين فهم ينكلون بلأبريآء وكل غيور للهوية السودانيةعلى الآقل انت منهم وآمل ألا يستهويك هذة المهنة تحت أية ذريعة فهى وضيعة !
لكن إجمالا, يبدو انه أساء فهم مقصدي , وهو التصدي بالذات لمشكلة وازمة الهوية.. أما اذاكان المقال قاسّيا بنظرك فذلك حبا ورحمة لهؤلاء الشعراء الذين نراهم يهيمون بنا بغير هدى على الأطلال ونحن من ورآءهم بلإجترار تابعين وهاهو البروف الطيب عبدالله يقول متأسفا, العرب يعتبروننا” تبع”.
لقد لاحظتك تمر على تعريف الهوية  رومانسيا على طريقة ” ثنائ النغم ” متناسيّا بأنه بسبب طغيان الروح العربي “التعريب ” على الجسد الافريقي, بدون توازن,سفك دم الملايين . ولا يمكنك ان تدعو هذة المجازر التي وصفت بأحد اسوا مآساة أنسانية في القرن الواحد والعشرين بانها مجرد ” أشكاليات ومعارك سياسية ” لطالما لإفهمها, في الواقع بحثت عن أبن كثير للتفسير.. تلكم تهم وجرائم عسكرية رهيبة ضد الانسانية في دارفور وأوخواتها بحد وصفك إهتز لها الضمير البشري يآخي . ولا اظنك جدي في صلب هذة القضية السودانية . ومن هنا سأختلف معك في نظرتنا لتعريف مسببات محن و أزمات السودان قبل تقديم وصفة المعلقات السبع ! ولكن قبل ذلك آمل أن يكون حرية التعبير المطلق امر مقدس عندكم كما هو عندنا و لايهمني ضحالة الفكر او سموه ولا يعني معارضتي ومخالفتي له تحريما أومصادرة له .. و سأقر لك بأن الأضطهاد الثقافي أخطر مما تتصور, حتى مجرد إبداء الرأي في بلادنا في قضايا الهوية المعلّبة تكون قساوتها موازيا لجرائم التطهير العرقي والفصل العنصري. وامر ثاني مهم وهو كن رحيما بالمخلوقات سواء كانوا جرذانا او قرودا, فللّه في خلقه شؤون  فالخالق سبحانه وتعالى لم يسئ  الى مخلوقاته قط. فمن نحن حتى نسيئ البشر ونسيئ المخلوقات العجيبة للخالق. ولايجب أن نخلط مابين النقد والإسآءة . ولهذا بالذات ستجدني مقداما للدفاع عن مخلوقات الله تماما كدفاعي عن رموزنا التاريخية الذين تصدوا للمستعمرين وثقافتهم. ولكن الى الآن لم اجد أحدا طالب مصر الدولة العربية المسلمة , بمبدأ.. و ظلم ذوي القربى أشد بدفع الثمن الباهظ من جرآء  االتواطء مع أعداء السودان لإستعمارها.. حافظ ابراهيم  شاعر النيل كان في صحبة غزاة السودان .. لا تحدثني عن ذلك الهراء ” وحدة وادي النيل ” الذي هاجمه أخيرا أحد صناديد الحلم العربي في السودان الدكتور الطيب مصطفي الذي كان يتغنى به عشية مباراة النكسة بين الجزائر ومصر , هل أنتم أيضا بجانب موقف السيد أبراهيم نقد من حلايب على انها مصرية ؟ اما بالنسبة لنضال عباقرة الرياضة السود ضد العنصرية فلديهم شجاعة وكفآءة مقتدرة بغنى عنا ولكن بتواضع جم كتبنا عن تيري هنري وايتو و رولاندينو مقالا طويلا قبل خمس سنوات .. ولكننا أرتاينا وندعوك كاحد الغيوريين بأن تنضم لمعركتنا الحالية ضد الذهنية السائدة الآن لزبيرية الباشوية التي هي أحدى أسوأ وكالات سمسرة تجارة الرق الإمبريالي .فيجب أن نبدأ بترتيب البيت اولا ..
رأينا في المقال ربما كان ينطلق من رؤية الهوية السودانية التي تتحمس لها والتي نادى بها السيد محمد احمد المحجوب الذي قال في معرض انضمام  السودان لنادي العرب ,الجامعة العربية  ,إن توجه السودان أفريقيا ستضع السودان على رأس افريقيا فيما توجه السودان عربيا سيضعها قابعا في الذيل, فوقود هذة الإتجاهات هم رواد الثقافة بالدرجة الأولى و ليسوا الساسة. فهؤلاء الرواد في حقيقة الأمر هم في قلب المدفع وليسوا كأبرياء بيوت قش الهشيم. حتى رؤية الدكتور غرنق الوسطية  مفهوم السودان الجديد هي رؤية متواضعة بحسب فهم المحجوب ولكن تأمل معي من الذي ينادي بتجزئة السودان الى ثلاث دويلات  هل هو غرنق ام حمدي ؟ولماذا اليس بحجة العروبة؟  ولكن حينما نرى السيد غازي سليمان” تحت الإحباط “يرفض اليوم بشدة فكرة دخول السودان على الجامعة العربية كما طالب بذلك الملك حسين سابقا  فهذا يثبت  فعالية سياسة غيبوبة الثقافة العروبيا على مفكرينا ومثقفينا وساستنا و روؤساءنا .. ربما  نذكر بمقال كتبه نهاد الغادري الذي كان احد أبرز القوميين العرب الذين نالوا حظوة حكومة الانقاذ زمن قائمة الارهاب قال تحت مقال عرب سود يقتلون مسلمون سود: لاينبغي للعرب السماح للسودان تلويث سمعتنا وتقاليدنا كعرب حتى ينتهزها عدونا اسرائيل فرصة التخلص من عار العنصرية !. وبعملية رياضية بسيطة للعنوان, القاسم المشترك هنا كلمة سود .. الاسلام دين والعرب أمة وثقافة كما تعلم . ولكن كلام بشر بن المعمر والخطيب ابراهيم بن جبلة بن مخرمة نقلا عن الجاحظ, سينسف أية صلة لنا مع هذة الآمة هاهو يقول : وإذا سمعتموني أذكر العوام فأني لست أعني الأكراد في الجبال ولا اعني  سكان الجزائر في البحار ولست أعني من الامم الببر والطيلسان والزنج وأشباه الزنج وإنما الامم المذكورون من جميع الناس اربع: العرب والفرس والروم والهند والباقون هم الهمج واشباه الهمج واما العوام من اهل ملتنا ولغتنا واخلاقنا فالطبقة التي عقولها واخلاقها فوق تلك الامم.. الخ. ورد هذا في أحد كتب اصول علم الادب العربي وهم أربعة بحسب بن خلدون . يتم تمجيد مثل هذا التراث بل ينفر طائفة من مثقفينا الرواد للتبشير به وهذا هو السبب المباشر الذي دفع  رفيقة الاستاذ محمود المليجي  الشيكية للقول : بان أطفال تشيكوسلفاكيا على حق فالبرغم من لون المليجي الفاتح الأ انه شيرنوخ أي زنجي ! حالة جلمود حطّه السيل من عل.. وهو ما جعل الاستاذ هاشم صالح الجعلي في موقف الدفاع” أنا ما عب انا عربي ” وهو حالة شبيهة تماما لحالة الروائ الطيب صالح العدوانية في ردها لمقدمة اللقاء التلفزيوني قائلا ”  ما الغريب ؟ نحن لسنا بعجم ! بل قال في أحد اللقاءات بانهم عراقيين بلأساس. فلماذا يدقق الشرطة العربية بهويتنا العربية لطالما نحن رجال طيبون وصالحون ؟ ثمة تناقض ما أو سهوة ما حدث هنا. فهؤلاء الاطفال لم يميزوا مابين هؤلاء السودانيين و زنوج العالم بالنسبة لهم سيان. فبهذة الزاوية الذهنية ثمة درجة منحرفة نحو الانحطاط والعنف..وعرفنا الآن الزنج ولكن من هم بربك, أشباه الزنج ؟ أما السوداوية فلا تعني لنا شيئا سلبيا بمجرد انها اشارة للون الاسود فهذا اللون  غير مسؤول عن مآسي البشرية اليوم  بل هو ضحية مباشرة لسلطة الذين يحكمون العالم اليوم الذي يحكم هو المسؤول عن تراجيدية عالم اليوم وليس المحكوم !ربما تعني الإستبياضية ولو كنت  أومن بان لاعلاقة للألوان بهذا الأمر .. فالسواد ليس مرادفا للشؤم والشر كما تروجها الثقافة البيضاء .. فابحث عن كلمة بديلة ,فأنني ببساطة أفهم السوداوية تفآؤلا بالمستقبل ..
وللحج عرفة..
كيسر ابكر
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *