رداً على ترهات سهير.. بقلم :سليمان عبدالله إسماعيل

كتبت الصحفية سهير عبدالرحيم ,مقالا في صحيفة الانتباهة في نسختها الإلكترونية الصادرة بتأريخ11مايو الجاري ، تهاجم فيها إحتفال حركة العدل والمساواة السودانية بذكرى معركة الذراع الطويل في منصة الحركة بمقر الإعتصام الثوار امام القيادة العامة للقوات المسلحة . جاء هجومها على الإحتفال بانها استفزازا لمشاعرهم و للقوات المسلحة و أسر الشهداء ، واعتبرت نشر صور شهداء الحركة عبارة عن نبش لقبور شهداءهم دون مراعاة حرمة مرقدهم و وصفهم بأنهم حماة الوطن والمواطن . لقد نسيت بل تعمدت النسيان بأن تلك الصور موجودة في منصة الإحتفال للذين استشهدوا بقصف الطائرات والقنابل بواسطة الجيش ومليشياته في دارفور وكردفان وجبال النوبة وعموم الهامش السوداني وأبطال معركة الذراع الطويل كانوا ابناء هذا الوطن ولديهم الأسر ، و لم تراعي انت في ذلك مشاعر أسرهم وحرمة مرقدهم ، واستشهادهم كانت من أجل الوطن والمواطن المغلوب على أمره ، لان الوطن ليست مدينة الخرطوم وحدها والمواطنين ليسوا في العاصمة فقط ، أرجو أن يتسع افقك بقدر اتساع هذا الوطن الكبير و شعبه المتنوع الأعراق  . وقالت: (( أن عملية الذراع الطويل هي وصمة عار في جبين الحركة ، هي نقطة قاتمة السواد ، هي أسوأ فكرة وابشع وسيلة وأسوأ منقلب ، هي معركة غبية خالطها الحنق وحالفها السحرة والمشعوذون)) . اقول لكي هي شرف للحركة والشرفاء من ابناء هذا الوطن الذين يتطلعون للحرية والعيش الكريم وخلاص من تلك الحكومة ظالمة ومستبدة ، وهي نقطة ناسع البياض في تأريخ السودان ودرس لمن يؤمن بالثورات واحداثها ، هي أحسن فكرة وأفضل وسيلة لتحقيق أهداف الثورة الهامش بدك حصون الطغاة ومواليهم في المركز ، هي معركة ذكية تم اختيارها بدقة وعناية لإبطال مفعول السحر الذي كان يتحسن به النظام و تشتيت أفكار المشعوذين الذين جلبهم الدكتاتور من أقصي غرب أفريقيا لاستعانة بهم من دون الله ، ولتخويف المواطن و تثبيت أركان نظامه . و واصلت هجومها على الحركة قائلا : (( هي بلا هدف ولا قيمة ولا معني وليس فيها ما تفاخر به الحركة أو تباهي ، بل هي سقطة تاريخية حين وروعت المواطنين وهزمت استقرار وحولت شوارع المدينة أشبه بحرب العصابات ، فاضحت الشوارع ملطخة بالدماء وأصوات المدافع)) . لا بل هي عملية ذات أهداف واضحة ، كانت نقلة نوعية لصراع الهامش والمركز لو لا عملية الذراع الطويل لما عرف معظم السكان في الخرطوم ان هنالك الحرب في غرب السودان ،  وقيمتها أنها عرت النظام الكاذب وكشفت حقيقته للعالم انها افشل وأضعف مما يتخيله الإنسان ، هذه التعرية التي أدت الى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة الاتهام ضد مجرم الحرب و رأس النظام و هذا في حد ذاته فخر وإنجاز للحركة ، لذا وجب على عضوية الحركة تباهي بالعملية ، إلتزام قوات الحركة بقواعد و قوانين الحرب وعدم إستهداف امن و إستقرار المواطن وممتلكاته وكانت قرارات وتعليمات القيادة واضحة بعدم إستخدام قوات الحركة أسلحة ومدفعية ثقيلة ، وهذا هو معني حقيقي للثورة والثوار الهامش وذلك بشهادة المواطن في الخرطوم والعالم أجمع ، هذا يكذب كل افتراءات وادعاءات بترويع المواطنين آمنين . وزادت في دفاعها عن النظام البائد وقالت: (( ان الذين سقطوا أبناؤنا وتصدوا للعملية لحمايتنا ، نختلف مع النظام ولكن تظل القوات المسلحة حامي الحمى و هي التي وقفت لجانب الشعب… إياكم ان تنخدعوا باختلاف بينا و ببن القوات نحن نفرق ببن الاختلاف في التفاصبل والإيمان بالثوابت ، لا نقبل باستفزاز ابناءنا و أخواتنا و  اباؤنا في القوات المسلحة)) . أكرر وأقول الذين استشهدوا في معارك الشرف والكرامة كانوا ابناء هذا الوطن وسقطوا لحماية سواد أعظم من المواطنين السودانيين هم ايضا ابناء و أخوات واباء لم يأتوا من الكوكب آخر  ، نحن أيضا نفرق بين اختلافنا مع النظام البائد وأجهزته الأمنية القمعية و جرائم مليشياته وبين الثوابت الوطنية التي لا يستطيع احد يزايد علينا ، و نستطيع أن نفرق بين أجهزة ومليشيات النظام وبين شرفاء من أبناء القوات المسلحة السودانية الذين انحازوا للشعب عندما اندلع الثورة ، ودورنا مكمل لدور الشرفاء في الجيش لحماية الوطن ومكتسباته ، لذا جاء الإحتفال امام القيادة العامة ليس استفزازا كما سميت إنما تلاحم الشعب مع الجيش في مظهر جميل يدل على روح التسامح . ان ما وصل اليه حال السودان اليوم كان نتيجة لجهد الثوار الهامش الذين انهكوا النظام و أوصلوه إلي مرحلة الضعف والانهيار حتى أنقض عليه الثوار واسقطوه ، لذا نحن شركاء في الثورة وسبب رئيسي لسقوط الطاغية ، ان تعيب على تجمع المهنيين لضمنا تحت رأيته هذا كلام مردود لا أساس من الصحة انه الكذب ومهد الافتراء ، نحن أساس ثورة الهامش وشركاء ثورة السودانية و خرجنا من الرحم هذا الشعب لا تثنينا مثل هذه الترهات أن نتخلي عن ارثنا النضالي وتاريخنا الحافل بالانجازات لا ينكرها إلا المكابر ، ما ذلك نحن نتسامح فوق جراحات الوطن لتجاوز هذه المرحلة وإنقاذ البلاد والعباد ، هذا الإحتفال عرف تقليدي للحركة تخليدا لارثها النضالي و تاريخها المشرف وعرفانا لشهداءها ليس إستفزازا موجه لجهة ما  . كان على الأقل تتحرى الدقة في نقل المعلومة صحيحة للمتلقي وهذه الأبجديات موجودة في أخلاقيات مهنة صحافة شريفة وحرة ، وكان عليك أن تقف على مسافة واحدة بين ابناء الوطن واحد ، ولكن يبدو عماك البصيرة ان تشاهد التنوع في مكونات الشعب السوداني ، ام طغى عليك عقلية المركز و روح الهيمنة والاستعلاء ؟ ام أن الحريات لم تأتي بعد ؟ تسقط العنصرية وأخواتها .سليمان عبدالله إسماعيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *