مبارك أردول
الخبر: سينعقد خلال اليوم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في جوء هادئ بعيد من أنظار الكاميرات والناشطين جلسات القمة الإستثنائية ليبحث رؤساء الدول الإفريقية مسألة الإنسحاب من المحكمة الجنائية الدولية أو جدوى البقاء ضمن إطار ميثاق روما (منظومة العدالة الدولية) إنتهى.
أن يقرر هؤلا الرؤساء الإنسحاب من ميثاق روما أو المحكمة الجنائية الدولية، فلابد من جهة قامت بالتسويق لهذا التوجه لرؤساء دول كبيرة مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا وكينيا وغانا بل والإتحاد الأفريقي بأكمله وأوصلوهم ليغيروا وجهة نظرهم تجاه المنظمة الدولية التي كونوها بأنفسهم من قبل لتحقيق العدالة الدولية، والتي بدورها تقوم بإنصاف الضحايا في حال قصور وفشل النظام القضائي في دولهم لأخذ حقوقهم، أو في حال يكون المجرمون من ضمن الفئات التي لايطالها القانون المحلى.
حتما قدمت هذه الجهة عدد كافي من المرفعات والتي أوصلت المنظومة الإفريقية لعقد قمة إستثنائية لمناقشة الأمر ومهما كانت قوة هذه المرافعات فلابد من دوافع خفية حركت هؤلا المسوقين ليقوموا بهذا الدور. لا يساورني شك إن السودان هو من أكبر المسوقيين لهذا التوجه الخارج عن القانون والدوافع تكمن في معاني هذا المثل السوداني الشهير (كل زول بونسوا غرضوا) أي كل شخص يحدثه شأنه، فمسالة أمر القبض المعلق على رقبة راس الدولة شكل أكبر هاجس للنظام في الخرطوم وحّد كثيرا من حركته بل وأصبح مشلول تماما، فلذلك قامت الدبلوماسية السودانية جاهدة لتشكيل أكبر منظومة دولية خارجة عن القانون فقط لتحمي رئيسها لا أكثر.
إنها فاجعة حقيقة ونسكة للشعوب في القارة الإفريقية جمعا بكل مؤسساتهم الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني أن يقرر رؤساءهم الإنسحاب من ميثاق روما أو المحكمة الجنائية الدولية، ضاربين بالألأم وغبائن الضحايا عرض الحائط، دعونا نتسأل هل هؤلا القادة الأفارقة بهذه الدرجة من السزاجة؟ أليس لهم ضمير؟ إين عقولهم ؟ كيف لهم أن ينظروا للقضية من جانب واحد وهو الذي يقوله لهم النظام السوداني؟ لماذا لا ينظروا الي الصورة كاملة ومن كل جوانبها مستصحبين معهم مبداء العدل والإنصاف، هل يمثل هؤلا الرؤساء الأفارقة في منظمة الإتحاد الأفريقي أنفسهم أم شعوبهم ؟ طيب لماذا إنضموا الي منظومة العدالة الدولية من قبل؟ هل الأسباب التي ساقتهم للإنضمام قد إنتفت؟ والسؤال المهم ما هو البديل لإحقاق لكل شخص حقه وإنصاف المظلومين؟ وأخيرا هل سينجح قادة النظام في السودان بإقناع الأفارقة بإتخاذ هذا الموقف المناقض لسيادة حكم القانون لصالح إشاعة الفوضى والتقتيل وسط شعوبهم؟ هل سيكون هذا الإنسحاب هي الخطوة الأخيرة تجاه المنظمات الدولية أم ستقوم دول أخري غدا بإقناع الأفارقة بالإنسحاب من منظمات ومواثيق دولية أخري مهمة مثل الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة بكل أفرعها؟.